لماذا وإلى أين ؟

فوائد إقتصادية مغربية وراء قطع الجزائر معاملاتها التجارية مع إسبانيا (خبير)

بعدما أعلنت الجزائر، الأربعاء 8 يونيو الجاري، عن “تعليق” معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون” مع إسبانيا، وبعدها بساعات فقط قامت بخطوة جديدة في نفس السياق، حيث وجه المدير العام للجمعية المهنية للأبناك والمؤسسات المالية بالجزائر مراسلة إلى مدراء الأبناك والمؤسسات المالية بالجزائر، يأمرهم فيها بتجميد كافة أشكال المعاملات التجارية والمالية وتصدير المنتجات والخدمات من وإلى إسبانيا.

هذه الخطوة، التي قالت الجزائر، إنها ستدخل حيز التنفيذ، ابتداء من  الخميس 9 يونيو الجاري، رأى فيها العديد من المتابعين للشأن السياسي على أنها بمثابة تضييق للخناق من الجزائر على نفسها، كما أن هذه الخطوة تجعل الأنظار متجهة لمعرفة مدى استفادة الاقتصاد المغربي من نظيره الإسباني الذي يستثمر بشكل كبير في السوق الإفريقية عبر دول شمال إفريقيا وعلى رأسها المغرب.

وفي هذا السياق، يرى الخبير الاقتصاد، عمر الكتاني، أن “إسبانيا لديها علاقات مع شمال إفريقيا بحكم القرب الجغرافي، وعندما تأخذ الشقيقة الجزائر موقفا من إسبانيا، فهي تعاقب نفسها، لأن مصالح الشعوب شيء والخلافات السياسية شيء آخر، ويمكن أن تكون هناك خلافات سياسية وهذا أمر ليس فيه إشكال ولكل رأيه”.

وأوضح الكتاني، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الخلافات السياسية في الدول الغربية لا تمنع العلاقات الاقتصادية من الاستمرار، ومع ذلك فإن أوروبا سقطت في هذا الفخ بسبب الحرب الأوكرانية الروسية، وبدأت تعاقب نفسها أيضا”.

واعتبر المتحدث نفسه، أن “الموقف الجزائري سلبي، لأن الكل يستفيد من التجارة العالمية، وهذا الموقف يدفع إسبانيا نحو المزيد من التوجه نحو السوق المغربية والاستثمار فيها والتركيز عليها”.

وأشار إلى أن “هذا الموقف الجزائري هو في مصلحتنا حاليا، ولكنه برؤية بعيدة  ليس في مصلحتنا ولا في مصلحة الجزائر، لأن الجغرافيا لا تتغير، إذ لا يمكن إبعاد الجزائر أو المغرب إلى منطقة أخرى، والوحدة الجغرافية تجعل من مصلحتنا أن نتعاون وأن نتعايش ونتبادل لأن التحديات العالمية في تزايد”.

ولفت الانتباه إلى أن “دول المغرب العربي من أكبر الدول المستوردة للقمح، ولو كان هناك تعاون بيننا فسيكون هناك وضع آخر”، وتابع “أتذكر انه في فترات سابقة كانت الجزائر تصنع الجرارات، والمغرب يصنع السيارات، وكنت أتوقع أن يكون هناك تبادل للسيارات بالجرارات، بأسعار مناسبة للبلدين، فمثلا نحن نبيع لإسبانيا سيارة داسيا بـ”4700 دولار للسيارة الواحدة بالجملة، والجزائر في حاجة كبيرة لهذه الأسعار المنخفضة، وفي نفس الوقت فالجزائر تقوم بتركيب الجرارات بصناعة روسية، فكان يمكن حدوث تبادل بيننا”.

وأكد المتحدث على أن “موقف الجزائر سيدفع دول أوربا إلى الاعتقاد أن الجزائر غير ملتزمة بالعقود، وهو ما سيدفع إسبانيا إلى استرجاع الأولوية في السوق المغربية مقارنة مع فرنسا، لأنهما يتنافسان على الصدارة في هذه السوق، خاصة أن إسبانيا تأخرت في السوق المغربية إبان قطع علاقاتها مع المغرب”.

وأردف أن “إسبانيا تستثمر في المغرب، وجالية إسبانية كبيرة انتقلت إلى المغرب وبدأت في الاستثمار فيه”، مشيرا إلى أن “هذا مرشح للتضاعف خاصة بعد القرار الجزائري، وذلك راجع لكون إسبانيا تعاني من ضعف اقتصادي ومن ارتفاع الأسعار، وتضررت كثيرا من توقيف عملية العبور من إسبانيا نحو المغرب”.

وخلص الكتاني إلى أن “إسبانيا مضطرة للبحث عن مصلحتها، وعندما قامت بدراسة حول ما إن كانت مصلحتها أكثر مع المغرب ام الجزائر، وجدت أن مصلحتها أكثر مع المغرب، وهذا تفكير منطقي ولا علاقة له بالصحراء أو غيرها، وإسبانيا تستفيد من المغرب أكثر مما يستفيد المغرب منها، لأن أكثر من مليوني شخص يعبرون من إسبانيا نحو المغرب  ويحركون الاقتصاد الإسباني”,

 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x