هل تواطأت شركاتُ الحليب لرفع الأسعار تحت أنظار مجلس المُنافسة؟

أعلن عددٌ من الشركات التي تشتغل في مجال الحليب ومشتقاته زياداتٍ في أسعار مجموعة من منتوجاتها. حيث كانت شركة “سنطرال دانون” أول الشركات التي أعلنت زياداتٍ في أسعار منتوجاتها، قبل أن تليها العلامة التجارية “جودة” التابعة لشركة “كوباك”، وتتبعهما شركة “رفيع” برفع أثمنة بعض منتوجاتها.

المثير في ما سبق، هو أن الشركات المذكورة التي لم تُبلِّغ زبنائها بأسباب رفع أثمنة منتوجاتها، رغم محاولتنا التواصل معها. أعلنت عن الزيادات في أسعار عددٍ من المواد التي تنتجها في وقت متزامن، وهو ما يشكل خرقا لقانون حرية المنافسة والأسعار، فهل فعلا هناك تواطؤ بين هذه الشركات لرفع الاسعار على المغاربة؟

وحيث إن مجلس المنافسة لا يُعبر عن مواقفه إلا بعد دراسة الملفات، فإن رئيس الإتحاد المغربي لجمعيات حماية المستهلكين، محمد الكيماوي، يؤكد أن المعطيات الراهنة تشير إلى وجود تواطؤ بين شركات الحليب لرفع الاسعار، مضيفا أن المعطيات المتوفرة تؤكد شكوك خرق هذه الشركات لقانون المنافسة والأسعار.

وقال الكيماوي في تصريح لـ”آشكاين”، “نحن نطالب رئيس مجلس المنافسة بالتدخل من خلال فتح تحقيق في هذا الموضوع، لأن هذه الشركات أقرت زيادات مماثلة في وقت متزامن، لا يفصل بينها إلا أسبوع من الزمن،”، مضيفا “هذا يؤكد أن هناك اتفاقا بين هذه الشركات”.

ويرى المتحدث ذاته، أن “هذه الشركات قامت بمناورة واضحة، حيث فصلت بين قرار كل شركة برفع الأسعار بفاصل زمني محدد في أسبوع، وذلك لأن قانون حرية الأسعار والمنافسة يمنع اتفاق الشركات لرفع الأسعار”، موضحا “ربما لم تجتمع هذه الشركات، لكن إصدار قرار الزيادة جاء في وقت متزامن، ما يخلف شكوكا”.

“ما هي مبررات هذه الشركات لرفع أسعار منتوجاتها؟”، يتساءل رئيس الإتحاد المغربي لجمعيات حماية المستهلكين، مستدركا “لا مبررات لشركات الحليب للزيادة في الأسعار، لأن الأبقار تستفيد من دعم الأعلاف من الحكومة، كما تستفيد هذه الشركات من دعم السكر الموجهة لفقراء المغاربة بخصوص منتوجات الحليب التي تعتمد على مادة السكر”.

وطالب الكيماوي، الحكومة لسن الضريبة الداخلية على السكر وتفيعل اللجان المحلية للبحث في موضوع الزيادات في الأسعار، مشيرا إلى أن الشركات في مختلف القطاعات تستغل هذه الظرفية للزيادة في أسعار منتوجاتها؛ قائلا “كل من هب ودب يزيد في الأسعار على المواطنين، بما في ذلك التجار الصغار”، مشددا على أن “هناك نوع من التسيب في السوق بسبب الزيادة في الأسعار”، وفق تعبير المتحدث.