لماذا وإلى أين ؟

هل يُهيّئ بايتاس المغاربة لمنع السفر و تشديد القيود في فترة الصيف؟

لمّحت الحكومة المغربية إلى العودة لتشديد القيود والتدابير الإحترازية والتنقل بسبب الإرتفاع المسجل في حالات الإصابة بكورونا، من خلال تصريح للناطق باسم الحكومة؛ مصطفى بايتاس، أمس الخميس، الذي دعا فيه  المواطنين إلى ارتداء الكمامات واعتماد التدابير الخاصة بمكافحة انتشار “كوفيد19″، مشيرا إلى إمكانية عودة المغرب إلى تشديد قيود السفر والتنقل بسبب الإرتفاع المسجل في حالات الإصابة بكورونا.

تلميحات بايتاس، جاءت بعد أيام قليلة من تحذير منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الإجتماعية، معاذ المرابط، من الوضعية الوبائية الراهنة التي قال إنها تتميز بانتقال انتشار فيروس كوفيد19 من المستوى ” الأخضر الضعيف ” إلى المستوى “البرتقالي المتوسط” خاصة بالمدن الكبرى، كما أنها تأتي قبل أسابيع تفصلنا عن فصل الصيف وعيد الأضحى حيث تكثر تنقلات المواطنين بين المدن بغرض الاستجمام أو زيارة الأقارب، فهل تشكل تصريحات بايتاس تمهيدا لمنع التنقلات والسفر بين المدن المغربية.

وفي هذا السياق، أوضح الباحث في النظم والسياسات الصحية، الطبيب طيب حمضي، أن “تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة، وكون الحكومة ستكون مضطرة لاتخاذ إجراءات فهي مسألة تحددها الحكومة ولا يحددها الجمهور”.

و أوضح حمضي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “أي مدبر للشأن العام يتعامل على أننا في جائحة ليست لديها قواعد ثابثة، بمعنى أن الإجراءات و التدابير التي تتخذها الدول هي على حسب تطور الوضع الوبائي، وتطور هذا الوضع والإجراءات التي ستتخذها الدولة ستكون وفق ما سيتطور إليه الوباء”.

موردا أنه “لذلك نرى تمديدا متواصلا لحالة الطوارئ الصحية لأننا غير متأكدين أننا ماضون في خط مستقيم نحو نهاية الجائحة بدون مفاجآت، رغم أملنا أن نسير في اتجاه نهايتها لكنها تبقى خطا غير مستقيم، ما يعني أنه لا يمكن لأي شخص أن يجزم بأن إجراءً معينا لا يمكن اتخاذه مستقبلا”.

ولفت الإنتباه إلى أن “الوضعية الوبائية من الناحية الطبية في المغرب نقرؤها وفق التحديات المطروحة وما يمكن أن يقع، إذ لدينا “BA2”  أكثر انتشارا من “BA1″ وهو السائد الآن، و”BA5″ دخلت للمغرب وهو أكثر سرعة وأعطى الموجة في جنوب إفريقيا والبرتغال و في أوروبا حاليا”.

وأشار إلى “أننا مقبلون على أسفار وعيد الأضحى ودخول الجالية والسياح، وكل حركة لكل إنسان من مكان إلى مكان يسهم في زيادة انتشار الفيروس، وكل لقاء بين شخصين أو ثلاثة أو أربعة فإن فرص انتشار الفيروس تزداد أيضا، واتخاذ إجراءات احترازية يمكن بناء على احتمالات”.

وأردف أن “ما يمكن أن يدفعنا كدولة لاتخاذ إجراءات تشديدية، هو عندما تكون المنظومة الصحية مهددة من خلال عدد كبير من الوفيات، وفي هذه الحالة تتدخل الدول والحكومات من أجل اتخاذ إجراءات اجتماعية للحد من تنقل الناس ولقاءاتهم”.

وأضاف أنه “بالنظر إلى جنوب إفريقيا فقد خرجت من الموجة، والبرتغال في طريقها إلى الخروج، وقد ارتفعت لديهم حالات الوفيات والحالات الخطيرة ولكن ذلك لم يهدد المنظومة الصحية”.

وشدد المتحدث على أنه “من الناحية الصحية والطبية لا نتوقع أن تكون المنظومة الصحية المغربية مهددة بسبب هذه الموجة الحالية، وما يمكن أن يقع مستقبلا ذلك أمر آخر، كما لا نتوقع أن تكون هناك حاجة لإجراءات مشددة أو غيرها، ولكن هذه تبقى توقعات والواقع هو الذي سيحكم”.

وتابع أن” القول بأن المنظومة الصحية لن تكون في ضغط هذا لا يعني أنه لن تكون هناك وفيات و حالات خطيرة يومية، وهؤلاء يجب أن يتخذوا إجراءات فردية بحماية أنفسهم بأخذ اللقاح والإحترازات الضرورية، إذ سيبقى الخطر على الفئات غير الملقحة بالكامل، إلا أننا نتوقع أن تبقى المنظومة الصحية صامدة في وجه هذا الموجة”.

ونبه حمضي إلى أن “أوروبا فيها حالات كثيرة دون وفيات فذلك راجع لكون 80 بالمائة منهم أخذوا جرعتين من اللقاح، و60 بالمائة أخذوا 3 جرعات، بينما في المغرب 66 بالمائة أخذوا جرعتين و17 بالمائة أخذوا 3 جرعات”.

واستعبد الخبير نفسه أن “نصل إلى إجراءات مشددة، على الأقل في الأسابيع المقبلة”، موردا أن “الوفيات والحالات الخطيرة ستكون ويجب أن يحمي الأفراد أنفسهم لأن هذا وباء، وحاليا ليست لدينا أمور مفصلة حول هذه التوقعات وتبقى دائما جميع الإحتمالات واردة، لكن الحد الأدنى من المجهود كمواطنين سيجنبنا إجراءات مشددة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

4 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
رضوان
المعلق(ة)
11 يونيو 2022 19:13

حكومة كورونا النزاهة و العهود المواثيق مع المواطنين!!!! سقط القناع عن القناع!!!!!

متشائم
المعلق(ة)
11 يونيو 2022 09:40

طريقة كلامكم وكلام مايسمى باللجنة اللاعلمية واراؤكم المتناقضة وطريقة تدبيركم للجائحة واللقاح جعلتنا لم نعد نثق في لقاحكم ولا ماتقولونه انتم الدولة الوحيدة في العالم التي لازالت تطبل لكووورونا من اجل صرف انتباه لهذه الحملة المسعورة التي تقوم بها الدولة ضد شعبها من تفقير مستمر والنفخ في الاسعار الملتهبة وسياسة القمع ضد الحريات منذ الفين واحدى عشر الدولة غيرت سياساتها وجاءت كورونا كدجاجة تبض ذهبا للمختبرات والمصحات لتستمر الدولة لتتين اننا في دولة بوليسية بامتياز مظاهرة من عشرة اشخاص من اجل المطالبة بتحسين الوضع ليس الا تحشد لها الاف من المخازنية والبوليس المسعور المتعطش للرفس والضرب واسالة الدماء

Samira
المعلق(ة)
10 يونيو 2022 21:42

هناك دول يسجلون أرقام عالية بكوبيد ولن يشديدو الإجراءات مذا يدور في المغرب هل تنتضرون دخول الجالية وتقومون بمضايقتهم بسم كورونا كما فعلتم العام الماضي.نلاحض منذ بدأ الوباء تقوم الحكومة بتشديد الإجراءات تشديدا مبالغ فيه لم نرى مثله فى الدول أخرى نتج عن تلك الإجراءات أمراض نفسية والإكتئابات أنا شخصيا أتابع الطبيب أمراض النفسية بسبب الإجراءات المتخذة العام الماضي

مواطن مغربي
المعلق(ة)
10 يونيو 2022 21:17

الارتجال اذن اغلقوا الحدود وعدم الاحتفال بعيد الاضحى والغوا المهرجانات .كل الدول لم تعد تقوم بآية اجراءات الا نحن من اجل ان نفكر في كرونا وننسى غلاء الاسعار والمحروقات الحارقة انه فيلم جميل كل المغاربة يعروفنه لانهم اذكياء .فكفى من الكلام الفضفاض

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x