لماذا وإلى أين ؟

“حصلة” مَعْـرض الكتاب تجُــرُّ بنسعيد للمُساءلة من طرف حُـلفائه في الحُـكومة

طالت فعاليات المعرض الدولي للكتاب والنشر في نسخته الـ 27 بالرباط، الكثير من الإنتقادات، ما اعتبره مهتمون بالشأن الثقافي بالمملكة فشلا ذريعا على عدة مستويات، بدءا من التنظيم وكيفية التعاطي مع الكتب وسحبها من المعرض وكذا الأرقام المخيبة للآمال بخصوص زوار هذا الحدث.

وبعد انتهاء فعاليات المعرض، ساءل عمر حجيرة، النائب البرلماني عن حزب الإستقلال المشارك في الحكومة، (ساءل) وزير الشباب، الثقافة والتواصل بالحكومة المغربية، عن حصيلة الدورة 27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.

ويأتي طلب حجيرة هذا، بحسب ما أورده في سؤاله الكتابي، اطلعت “آشكاين على فحواه، بناء على كون هذا الحدث الثقافي الهام يحظى بأهمية فئة واسعة من المهتمين داخل وخارج أرض الوطن، لما له من دور فعال في تعزيز الوعي ونشر المعرفة وخدمة الثقافة المغربية على الخصوص وتعزيز إشعاعها الدولي.

وكشفت الإحصاءات الرقمية حول المعرض الذي سبق لبنسعيد أن استغله سياسيا لمهاجمة خصومه، أن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط تمكن طيلة مدة إقامته، من 3 إلى 12 يونيو الجاري، من استقطاب 202089 زائرا فقط، رغم كل الدعايات والبروبغاندا التي سبقت وصاحبت المعرض من أجل جلب أكبر عدد من الزوار إليه، علما أن عدد زوار هذه النسخة بلغ أقل من نصف عدد زوار آخر نسخة بالدار البيضاء الذي لامس نصف مليون زائر.

كما أن الإحصاءات تُكذِّب زيف شعارات بنسعيد و افتخاره المتواصل بهذا المعرض، إذ أن معارض دولية عربية أخرى تخطى عدد زوارها المليونين، ذلك أن عدد زوار معرض القاهرة الدولي للكتاب والنشر بلغ مليوني زائر، و بلغ عدد زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب 1692463 (1.7 مليون) زائر، و معرض مسقط الدولي للكتاب والنشر 1060826 (1.061 مليون) زائر، ومعرض الرياض الدولي للكتاب والنشر 900000 (900 ألف) زائر.

كما أن أجواء افتتاح المعرض تمت في أجواء “جنائزية” أكثر منها احتفائية نظرا لغياب مسؤولين، خلافا للنسخات السابقة، الذي كانت دوراته تفتتح في أجواء احتفالية كبرى، بحضور مسؤولين سامين و كبار المسؤولين الحكوميين، حيث افتتح الأمير مولاي رشيد نسخة 2017، وافتتح ولي العهد مولاي الحسن نسخة 2018، وافتتح رئيس الحكومة الأسبق سعد الدين العثماني نسخة 2019، خلافا لذلك.

ناهيك عن الجدل الذي رافق المعرض، بسبب منع كتابي “مذكرات مثلية” لكاتبته فاطمة الزهراء أمزكار، الذي اعتبر ترويجا للمثلية، وكذلك كتاب “سوسيولوجيا التدين” لكاتبه علي تيزنيت، باعتباره منتميا لجماعة العدل والإحسان.

بنسعيد، و للتغطية على هذا الفشل الذريع، بالأرقام، نشر ما سماه “دراسة استبيانية” من إنجاز وزارته، تبين في ضوئها أن “نسبة الرضا عن الخدمات المقدمة لفائدة العارضين والجمهور بلغت 98 في المائة، فيما وصلت عدد النسخ المبيعة إلى حوالي مليون و 500 ألف نسخة”، وهو الأمر الذي عــرَّض بنسعيد  لِسُـخْرية غير مسبوقة من طرف مغاربة على الويب وفي الواقع، حيت كذب جُلُّ من إطلع على هذه الأرقام الوزير بنسعيد، واعتبروه فاشلاً حتى في الكَذِب وتضْخيم الأرقـام.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x