لماذا وإلى أين ؟

لماذا صمتت العدل والإحسان أمام ارتفاع الأسعار؟

أسهمت مجموعة من العوامل الطبيعية والبشرية في ارتفاع عدد من المواد الإستهلاكية في المغرب، ما أثر سلبا على القدرة الشرائية للمواطن المغربي، خاصة أن هذه الزيادات في الأسعار جاءت مباشرة بعد أزمة فيروس كورونا التي أوقفت العجلة الإقتصادية وفقد فيها الكثير من المغاربة مناصب شغلهم.

أمام هذه الوضعية، تطرح أسئلة حول التنظيمات السياسية التي يكون لها دور أو على الأقل موقف من الأحداث التي يشهدها المغرب في كل مرحلة، ومن بين هذه التنظيمات جماعة العدل والإحسان، التي غابت وصمتت طيلة المدة التي “يكتوي” فيها المغاربة بنيران الأسعار الملتهبة في الأسواق.

جماعة العدل والإحسان غابت عن المشهد السياسي منذ مدة ليست بالقصيرة، وحتى في مرحلة بداية ارتفاع أسعار بعض المواد الإستهلاكية التي كان ينتظر منها أن تدلو بدلوها في النقاش العمومي استحلت الصمت ولم تقدم على أية خطوة أو تحرك ولو بسيط، وكأنها تقول للمغاربة “إنني غير معنية بارتفاع الأسعار ولا يهم ذلك مشروعي الخاص في شيء”.

ما يؤكد ذلك، هو أن الجماعة المذكورة قاطعت الاحتجاجات التي تدعو إليها ما يسمى “الجبهة الاجتماعية المغربية” التي تضم عدد من الجمعيات والتنظيمات الحقوقية والجمعوية والنقابية، حول “ارتفاع الأسعار في المغرب وتدهور للقدرة الشرائية للمواطنين المغاربة”. وهو ما يؤكد الطرج الذي يذهب إليه البعض بأن “أزمة المحروقات فضحت شعارات الجماعة، وأن همها ليس هو المواطن كما تدعي”.

وإلى حدود اليوم، ما تزال الأسئلة تتقاطر حول الأسباب التي جعلت جماعة العدل والإحسان تدخل في “سبات الضمير السياسي”، ولم تقم بأية خطوة للدفاع عن المواطنين المغاربة أو على الأقل الآلاف من تُباعها من ارتفاع الأسعار، في الوقت الذي كانت تسارع فيه للدخول في نقاشات تعتبرها مقدسة في الوقت الذي لا تهم المواطنين في شيء.

مثال النقاشات المذكورة، متابعة النيابة العامة بسلا، ياسر عبادي نجل الأمين العام للجماعة للعدل والاحسان، في حالة سراح، بجنحة إهانة هيئة منظمة، إثر توقيفه على خلفية نشره تدوينة وصف فيها النظام المغربي بـ”الدكتاتوري الإرهابي”، و”تبليغه عن جريمة يعلم بعدم حدوثها”، وهي التعذيب، والاختطاف في حق معتقلي حراك الريف، حسب مصادر قريبة من الملف.

هذا الموضوع، لا يهم جميع المغاربة بقدر ما يهم فئة ضيقة جدا، خاصة تلك المنتمية إلى الجماعة. وخلال هذه المرحلة أشعلت هذه الأخيرة الدنيا بلاغات وتصريحات صحفية وخرجات إعلامية، وهددت بالنزول للشارع. فهل نجل عبادي أهم من جميع المغاربة في نظر الجماعة؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

6 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
حسين
المعلق(ة)
22 يونيو 2022 15:20

كاتب المقال يعرف الحقيقة أكثر من غيره ولا يريد ان يدلي بها.
المغاربة يعرفون الحقيقة ولا يحتاجون لمن يكذب عليهم ويزور الحقائق.
التاريخ لا يرحم والمستقبل كفيل بإظهار الفاسد والمصلح.

Milood
المعلق(ة)
22 يونيو 2022 12:48

مجاعة العذل واللاإحسان.. مثلها مثل تلك التنظيمات الإخوانية من جماعات الضلالة والتخونيز على عباد الله والتجارة باسم الدين و الاسلام منهم براء

مغربي
المعلق(ة)
22 يونيو 2022 12:43

استغرب ممن ينتظر حلا من الاخوان المسلمين مشروعهم سقط في مصر في السودان في ليبيا في تونس في …….. قضيتهم فلسطين منع افلام منع مسلسلات اما انشغالات الناس فبيعدة عنهم بعد السماء عن الارض

علي
المعلق(ة)
22 يونيو 2022 08:02

لانها قضاء وقدر الاسلاميون كلهم يطبقون هذه القاعدة حسب شهواتهم.

محمد
المعلق(ة)
21 يونيو 2022 22:45

هذه الجماعة تقول للمغاربة هذا الوضع نتيجة تصويتكم ودعمكم لاخنوش ووهبي وبركاته والمفسدون هكذا جنت على نفسها براقش

متتبع
المعلق(ة)
21 يونيو 2022 22:39

اعتقد انهم لم يريدوا ممارسة النفاق في هذه القضية التي يركب عليها البعض لانهم يعرفون ان المشكل عالمي و فوق طاقة الجميع. هل نسقي النفط من البئر وهل… وهل….. نعم الغلاء يحرق الجميع نسأل الله اللطف.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

6
0
أضف تعليقكx
()
x