مع كل إعلان عن نتائج الباكالوريا إلا وتثار مسألة جودة التعليم وحقيقة النقط التي يتم الإعلان عنها، و مقارنتها مع الأمس القريب حينما كانت المعدلات المرتفعة تكون عند قلة قليلة من التلاميذ، وكانت أيضا نسبة الناجحين تلامس 50 بالمائة من مجموع المترشحين.
وصول نسب النجاح إلى مستويات قياسية في السنوات الأخيرة، قد تتجاوز 75 بالمائة من الناجحين من مجموع المترشحين و بمعدلات تتأرجح بين 16 وتقترب من 20، يثير تساؤلات عريضة عن طبيعة هذه النقاط المحصل عليها، وما إن كانت تعكس فعليا واقع مستوى التلاميذ أم أنها مجرد نفخ للمعدلات في ظل “هستيريا” موسمية.
وفي هذا السياق، يرى الخبير التربوي أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية التكوين، أحمد حميد، أن “هذه ظاهرة تـُـطرَح منذ سنوات، ورافقت بالخصوص النظام المعمول به في الباكالوريا المعمول به على سنتين عبر امتحان جهوي و امتحان وطني في السنة الموالية، ومنذ سنوات والإتهامات موجهة لنقاط المراقبة المستمرة”.
وأشار حميد إلى أن “الإمتحان الجهوي الذي يشكل 25 بالمائة والإمتحان الوطني الذي يشكل 50 بالمائة، هناك نسبة معقولة من الموضوعية لأن أعمال المترشحين تـُـصَحَّح من أساتذة غير أساتذتهم، ويكون هناك قليل من التشكيك في المراقبة المستمرة و بالخصوص في المدارس الخصوصية التي تمنح فيها نقط مراقبة تصل إلى 19/20 و هناك بعض المواد التي تصل فيها المعدلات إلى 20/20”.
ولفت الإنتباه إلى أنه “كي لا نبخس الناس حقوقهم، فهناك عينة من التلاميذ سواء في التعليم الخصوصي أو العمومي يحصلون نقاطهم بمجهودهم الفردي”، موردا أن “هذه النتائج لا تعكس فقط مجهود المؤسسات التربوية فقط بل حتى مجهود الأسر التي تصرف أموالا طائلة في المراجعات”.
وشدد الخبير التربوي ذاته، على أن “الولوج إلى المدارس العليا بعد الباكالوريا بمعدلات هي التي خلقت هذا النوع من هستريا النقط والمعدلات”.
وأضاف أنه إذا “أردنا أن نقيّم جودة تلاميذ الباكالوريا فعلينا أن نقوم بتتبع الحاصلين على معدلات عالية لمسارهم ما بعد الباكالوريا وماهي النتائج التي يحققونها، ليمكننا حينها أن نعرف إن كان الأمر متعلقا بالجودة أم لا”.
وخلص إلى أن “مسألة المعدلات المرتبطة بولوج المدارس والمعاهد العليا والكليات ذات الاستقطاب المحدود التابعة للدولة أو القطاع الخاص هي التي تطرح هذا الأمر، إضافة إلى أننا نعطي هالة كبيرة داخل المجتمع لهذا الإمتحان، ونخلق جَوّا من الرعب لدى المتعلمين أو حتى لدى أسرهم، إذ أن كثيرا من الآباء يتغاضون عن الدخول في حوار حول الباكالوريا نظرا لأن أبناءهم حصلوا على معدلات نسبيا متدنية، ما يدفع الشخص إلى التهرب من الإختلاط بعائلته، وهذا أمر غير صحي في المجتمع”.
يظهر أن هدا النقاش حول المعدلات المرتفعة شيئا ما لن يتوقف و سيستمر مادام أن هناك نظام تربوي عام يعمل بمقياس الكم على الكيف أي يجعل من الحصول على معدل مرتفع هو المقياس للظفر بمقعد في المدارس العليا و الكليات المتخصصة . في غياب سياسة تربيوية وتعليمية تتماشى مع حاجيات البلاد من الاطر والكوادر و تعمل على اعطاء الاولية القصوى للتعليم عبر تمكينه من الموارد المالية الكافية و الاطر الكفأة و خاصة تفعيل مبدأ تكافى الفرص بين جميع أفراد المجتمع و تطبيق القانون بحذافيرها على القطاع الخاص و محاربة التسيب المتفشي فيه . تعليمنا في حالة مقلقة و اختلالات عميقة تندر بأوخم العواقب على مستقبل ابنائنا ووطننا .
إضافة:
جاء بالمقال ما يلي:إذا “أردنا أن نقيّم جودة تلاميذ الباكالوريا فعلينا أن نقوم بتتبع الحاصلين على معدلات عالية لمسارهم ما بعد الباكالوريا وماهي النتائج التي يحققونها، ليمكننا حينها أن نعرف إن كان الأمر متعلقا بالجودة أم لا”…هذا الاقتراح وجيه بالفعل،فتتبع مسار الحاصلين على اعلى معدلات الباك ستبين لنا ما إذا كانت تلك المعدلات جاءت نتيجة جد واجتهاد ام ساهمت فيها عوامل أخرى…ما أريد إضافته إلى نص المقال هو الاتي:بعض التلاميذ يختارون شعبة الرياضيات في السنة الأولى للبام،ويغيرون الشعبة الى شعبة الفيزياء في السنة الثانية للباك،وهذا نرده الى ان مقرر الرياضيات والفيزياء خاصة يتكرر في السنة الثانية للباك بشعبة الفيزياء،فالتلميذ يتمكن بذلك من دراسة نفس المقرر في سنتين متتاليتين مما يوفر له فرصة استيعاب مقرر هاتين المادتين بشكل جيد،وهذا بعض ما يفسر ارتفاع المعدلات في شعبة الفيزياء دون غيرها…اما ولوج المدارس والكليات ذات الاستقطاب المحدود فلم تعد لنقط المراقبة المستمرة دور فيه،اذ نقطة الامتحان الجهوي تمثل 25 بالمائة ونقطة الامتحان الوطني تمثل 75 بالمائة…ثم ليس كل التلاميذ من ذوي المعدلات العالية يتفوقون في مباريات الولوج، فكثير منهم يفشل في النجاح…ويبقى اقتراح تتبع مسار ما بعد الباكالوريا هو الوصفة التي ستبين لنا حقيقة أصحاب المعدلات العالية…انا اتحدث عن تجربة…
كلام ” الخبير ” غير دقيق لأنه ربما بعيد عن ميدان التعليم، لو ألقيت نظرة على معدلات المراقبة المستمرة لكنت لاحظت أن معدل الإمتحان الجهوي أو الوطني يفوق في معظم الحالات معدل٠ المراقبة…
أرجو أن تتحققوا من هذا الكلام من رجال ونساء التعليم الممارسين والمحتكين مباشرة بالتلاميذ والتلميذات…
ربما كانت هذه الظاهرة موجودة قبل التطور الذي عرفه الغش في السنوات الأخيرة
كلام ” الخبير ” غير دقيق لأنه ربما بعيد عن ميدان التعليم، لو ألقيت نظرة على معدلات المراقبة المستمرة لكنت لاحظت أن معدل الإمتحان الجهوي أو الوطني يفوق في معظم الحالات معدل٠ المراقبة…
أرجو أن تتحققوا من هذا الكلام من رجال ونساء التعليم الممارسين والمحتكين مباشرة بالتلاميذ والتلميذات
هو نتيجة لتطور ظاهرة الغش التي أصبحت تستعمل وسائل وتقنيات حديثة…
لو غاب الغش لكان معدل النجاح لا يتجاوز 40% في أحسن الأحوال…
هذا الغش أصبح يساهم فيه كل المتدخلين في الشأن التعليمي بدءا بوزارات التعليم المتعاقبة التي أصبح همها هم الأرقام والنسب وليس بناء الإنسان…كل حكومة تريد أن تثبت أن سياستها التعليمية ناجحة وبالتالي يسري هذا على المصالح الجهوية والإقليمية والمحلية، فأصبحت نسبة النجاح هي المعيار الذي يقاس به نجاح الوزارة أو الأكاديمية أو الإقليم أو المؤسسة….وفي خضم هذا الوضع ضاعت حقوق أبناء الشعب !!!!
لكي محاكم الى العقلانية الحالية فمعظم المؤسسات التعليمية الخصوصية تمنح للتلاميذ نقط خيالية ليس بينها وبين الكفايات المحصل عليها من قبل التلاميذ الا الخير والاحسان.
ولعل نتائج اختبارات ومباريات ولوج المدارس والمعاهد والكليات ذات المستوى العالى خير دليل على نسبة النجاح فيها.
ملي كاتلقى تلميذة عندو في التعبير الكتابي للغة من اللغات ١٩.٩/٢٠. عرف باللي. التلاعب قاعدة والصرامة هي الاستثناء