لماذا وإلى أين ؟

ما نفعُ الدعم الحُــكومي.. زياداتٌ صاروخية في ثمن تذاكر النقل العمومي؟

تشهد عددٌ من مناطق المغرب زيادات توصف بـ”الصاروخية” في أثمنة تذاكر النقل العمومي، خاصة النقل بين المدن، خلال هذه الفترة التي تسبق عيد الأضحى، حيث سجل عدد من المواطنين زيادات في أسعار النقل بلغت نسبة ٪150.

هذه الزيادات “الصاروخية” المسجلة في أسعار النقل، سجلت في الوقت الذي أطلقت فيه الحكومة عملية تقديم الدعم الإستثنائي المخصص لمهنيي قطاع النقل الطرقي، بهدف تفادي الرفع من أثمان النقل من طرف المهنيين أو شل القطاع بالإضرابات من طرف النقابات.

أسعار تُلهب الجيوب

الزيادات المسجلة في أسعار النقل الطرقي، جعلت مجموعة من المواطنين المغاربة، خاصة منهم الذين يشتغلون في “المركز” ويقضون عطلة العيد مع عائلاتهم في “الهامش”، يستنكرون مما وصفوه بـ”اللهطة” و”استغلال فترة مناسبة الأعياد لكسب الأموال من بسطاء الشعب”، وفق تصريحات عدد من المواطنين.

“كنا نمشيو من تطوان لإنزكان بـ150 درهم، أما دابا 300 درهم و لا متمشيش”، يقول مواطن لإبراز مدى الزيادة التي شهدتها أسعار النقل، مضيفا “الورقة قطعناها نهار الإثنين، أما إلا قطعتي هاد الأيام الآخيرة كثر من 300 درهم”، وهو الوضع ذاته بمجموعة من المدن، حيث انتقلت أسعار تذاكر النقل من العاصمة الرباط نحو الرشيدية من 400 إلى 800 درهم، في ما انتقلت أثمنة النقل الطرقي من الدار البيضاء صوب قلعة مكونة من 150 إلى 350 درهم، بحسب إفادات عدد من المواطنين.

محروقات “تحرق” المهنيين

التذمر والإستنكار لا يقتصر فقط على المواطنين، بل إن عدداً من المهنيين في قطاع النقل أصبحوا يرددون عبارة “اللهم إن هذا منكر” تعليقا على الإرتفاع المهول في أسعار المحروقات والتي لم تعد أسعارها تخلف أي ربح للسائقين. “انا سائق طاكسي مهني، كنت كندير 100 درهم كتكفيني من الجرف للراشيدية، دابا 200 درهم مازوط، وثمن الكورسة 210 درهم ونرجع خاوي. واش أنا هو اللي غادي يلقى الحل للدولة”، يقول سائق مهني للتعبير عن سخطه من ارتفاع أسعار المحروقات.

“من طنجة لتاونات كنا كنديرو 100 دراهم دالمازوط، دبا 250 و300 حتال 350 درهم، هاذشي راه حرام”، يقول أحمد وهو سائق مهني، في ما يؤكد زميله عصام أن رحلة ما بين الدار البيضاء وميدلت كانت تكلف 140 درهما، أما اليوم فهي تكلف 250 درهما” مسترسلا “الله ياخذ الحق في المسؤولين لي مكيديروش الخدمة ديالهم”، وفق تعبيره.

وافع ملتبس وإشكالات معقدة

من جهة أخرى، يرى الكاتب العام للمنظمة الديموقراطية للنقل واللوجستيك، مصطفى شعون، أن “ارتفاع أسعار النقل في مثل هذه المناسبات ليس بالأمر الجديد، فقد كانت أسعار المحروقات منخفضة لكن أثمنة تذاكر النقل في المناسبات تشهد ارتفاعا لأسباب عدة، من بينها أن الضغط الذي يحدث على وسائل النقل في مجموعة من المدن، مثل الرباط، الدار البيضاء، طنجة و تطوان. وحيث إن وسائل النقل المتوجهة إلى بعض المدن الصغيرة قليلة أو منعدمة، فإن السلطات تمنح رخصا استثنائية لوسائل النقل المرخصة الجماعي والعمومي لسد الخصاص، وهنا تكون الزيادة في أسعار النقل”.

و”لأن ضغط المسافرين يركز على التنقل من المدن الكبيرة نحو الصغيرة، فإن وسائل النقل التي تحصل على الرخص الإستثنائية لا تستفيد شيئا في رحلات العودة، وهو ما يفرض الزيادة في أسعار النقل في الظرفية العادية”، يسترسل شعون في تصريح لـ”آشكاين”، مستدركا “وإذا كانت زيادات بلغت نسبة ٪150، فالجميع يتحمل المسؤولية ويجب الضرب بيد من حديد على كل المتلاعبين بأسعار النقل”.

وبخصوص الدعم الحكومي، أكد شعون أن “مجموعة من المركبات لم تستفد من الدعم المخصص للقطاع بالرغم من تقدمها بطلب الإستفادة، وفي المقابل هناك مركبات لا تشتغل وتوصلت بهذا الدعم الحكومي”، مشددا على أن “هذا الدعم هو مجرد مواكبة أو “مساعدة بسيطة” لا تكفي”، مشيرا إلى أن “رجال المراقبة بالمحطات الطرقية يقومون بضبط كل المتلاعبين بأسعار النقل في هذه الفترة”، وفق المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Miloud
المعلق(ة)
6 يوليو 2022 15:07

قاليكم السي اخنوش…شي مغاربة خاص يتعاود ليهم الترابي…ياك نتا اللي صوتي عليه اوا تستاهل احسن….

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x