لماذا وإلى أين ؟

شراكات طاقية عملاقة بين المغرب وبريطانيا تثير مخاوف فرنسا (خبير إسباني)

يبدو أن الشراكات الإقتصادية التي يواصل المغرب تنويها مع شركاء دوليين في مختلف المجالات، من قبيل المملكة المتحدة، تحظى باهتمام بالغ من طرف قوى المنتظم الدولي، خاصة من كانت تربطهم علاقة استعمارية بالمغرب، وعلى رأسهم فرنسا، التي تتابع عن كثب “وبقلق” مضطرد هذا التطور في العلاقات الجيو-اقتصادية للمغرب.

وفي هذا الإطار كشف المحلل السياسي الإسباني “بيدرو كناليز”، عن فقدان فرنسا لسيطرتها على مستعمراتها السابقة، وعلى رأسها المغرب، وكيف أن حكومة ماكرون تتابع “بقلق شديد “الشراكات الطاقية العملاقة التي أبرمها المغرب في مجال الغاز والطاقة مع بريطانيا”، واقتراب المغرب من انضمامه إلى مجموعة دول “الكومونولث” التي تقودها بريطانيا والتي تضم 56 دولة كانت جميعها تقريبًا أقاليم سابقة للإمبراطورية البريطانية.

وقال الخبير الإسباني نفسه، في مقال تحليلي نشرته صحيفة “أتالاير”، إن “الجغرافيا السياسية الدولية تتغير بسرعة، إذ أن هناك تسارع في التغيرات العالمية مدفوعة بأزمة الطاقة والحرب في أوكرانيا وفقدان هيمنة الدولار في الاقتصاد والمعاملات التجارية على نطاق كوكبي”.

موردا أنه “في الوقت نفسه، تتوسع وتتنوع سياسة الاتفاقات والتحالفات متعددة الجنسيات، حيث خلفت “الحرب الباردة” ثنائية القطب تعدد الأقطاب المتمحور حول كتل كبيرة في الحركة، ومع ذلك لم يتم توحيد وتحقيق توازن القوى الضرورية لتحقيق السلام العالمي والانفراج”.

ولفت “بيدرو كناليز” الانتباه إلى أن “حكومة فرنسا تتابع بقلق بالغ توسع الكومنولث في القارة الأفريقية، من بين 56 دولة عضو في المجموعة الموروثة من الإمبراطورية الاستعمارية البريطانية، والذي انضمت له 19 دولة أفريقية، حيث قبل أسبوع، وبالضبط في 25 يونيو  المنصرم، قررت الطوغو والغابون الانضمام إلى الكومنولث البريطاني، وكان كلاهما حتى ذلك الحين ركيزتين مهمتين للعالم الناطق بالفرنسية والإمبراطورية الفرنسية الاستعمارية القديمة في إفريقيا”.

وتابع المحلل الإسباني، أن “المحللين والمراقبين لتطور الجغرافيا السياسية الأفريقية، لم ينفوا أن يكون دخول دولتين عضوين نشطين من العالم الناطق بالفرنسية إلى الإمبراطورية البريطانية الجديدة له علاقة بمشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، وسيمتد من مضيق جبل طارق إلى أوروبا، حيث يمكن ربط خط أنابيب الغاز العملاق، الذي يعود أصله إلى نيجيريا، العضو النشط في الكومنولث، بالجنوب مع الغابون، التي تحتوي على كميات كبيرة من الغاز ولا تصدرها أو تستفيد منها، مما يضطر إلى إعادة ضخ 90 بالمائة من الغاز الطبيعي  في باطن الأرض، حيث سيستفيد الرابط بين نيجيريا والغابون من الكاميرون، وهي أيضًا عضو في الكومنولث، لتصدير فائض الغاز والكهرباء”.

وشدد المتحدث على أن “الدبلوماسية الفرنسية تخشى من أن تحذو العديد من الدول الأفريقية التي ستستفيد من خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، مثل البنين وساحل العاج وغينيا والسنغال وموريتانيا، حذو توغو والجابون”.

علاوة على ذلك، يورد المتحدث فإن “الروابط بين المملكة المغربية وبريطانيا العظمى تصبح أكثر صلابة وتنوعًا مع كل يوم، حيث أبرمت شركات بريطانية مهمة في مجال الطاقة عقودًا مع المغرب، كما أن مشروع إنشاء الكابل البحري الذي سيربط مزرعة طاقة الرياح والطاقة الشمسية الخضراء في جنوب المغرب ببريطانيا العظمى، جاري بالفعل مع تصنيع الكابل الذي يبلغ طوله 3700 كيلومتر بواسطة المملكة المتحدة، عبر شركة XLCC في هانترستون، اسكتلندا”.

وأردف أن “شركة “Xlinks” الناشئة تستعد لبناء محطة طاقة شمسية بقدرة 10 جيجاوات في جنوب المغرب”، وأضاف الخبير الإسباني، بأنه “من المقرر أن تغذي السوق البريطانية، وهذه الشراكات بين المملكتين المغربية والبريطانية، تتم دون أن تكون المغرب جزءً من الكومنولث حتى الآن”،  مشيرا إلى أنه “يمكن أن تنضم المغرب على المدى المتوسط ​​إلى الكومنولث”.

وخلص أنه “لكل ذلك فإن فرنسا قلقة للغاية، بسبب عدم وجود مشروع هيكلي أفريقي مهم، وبعد فشل تدخلها المسلح في مالي، بدأت الدبلوماسية الفرنسية تشعر وكأنها يتيمة، حيث أنها بدأت تفقد روابطها مع دول المغرب العربي، الحلفاء تقليديًا لفرنسا للدولة الاستعمارية السابقة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
حنظلة
المعلق(ة)
7 يوليو 2022 13:39

والله وتجيبو نفط السعودية والإمارات وقطر…حالنا سيبقى على ما هو عليه أو أفظع !!!!!
مثل هذه الصفقات تعود بالنفع فقط على الحاكمين في هذه البلاد ” السعيدة “…
الفقراء سيزدادون فقرا واللصوص سيزدادون غنى !!!!!!
انشر فضلا

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x