تواصل إسبانيا مسار تخليها عن الغاز الجزائري كمصدر أساسي للواردات الغازية الإسبانية، وفي مقابل ذلك تتجه إلى أسواق أخرى بديلة كما فعلت في يونيو المنصرم، حيث تراجعت وارداتها من هذه المادة من الجزائر في مقابل ارتفاع واردات الغاز الإسبانية من روسيا.
ارتفاع مشتريات إسبانيا من الغاز الروسي
وذكرت صحيفة “أوكي دياريو” الإسبانية أنه “في يونيو المنصرم، اشترت إسبانيا غازًا من روسيا أكثر مما اشترت من الجزائر، وبذلك حطمت نموذج العرض التاريخي، حيث اشترت إسبانيا 8752 جيغاوات ساعة من روسيا في الشهر السادس من العام، مقابل 7763 جيغاوات ساعة من الغاز الذي استوردته من الجزائر”.
وأوضحت الصحيفة المذكورة، أنه “بهذه الطريقة، روسيا ثاني مورد وطني لهذه المادة الخام بعد الولايات المتحدة، حيث يأتي هذا الوضع بعد الصراع الذي نشأ بين إسبانيا والجزائر بسبب الإعتراف بالمخطط المغربي للحكم الذاتي للصحراء”.
بالإضافة إلى ذلك، يورد المصدر ذاته “انخفض استيراد الغاز من الجزائر إلى إسبانيا بنسبة 41.1 بالمائة في النصف الأول من عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وبينما زادت مشتريات هذه المادة الخام من روسيا بنسبة 3.2 بالمائة في تلك الفترة، وفقًا لبيانات من نشرة “Enagás” الإحصائية”.
وأشارت إلى أنه “في النصف الأول من العام، اشترت إسبانيا 55962 جيغاوات ساعة من الغاز من الجزائر، منها 51484 جيغاوات ساعة (92٪) عن طريق الأنابيب (ميدغاز) والباقي في ناقلات الميثان على شكل غاز طبيعي مسال ( الغاز الطبيعي المسال)؛ وتمثل هذه الأرقام انخفاضًا بنسبة 40 بالمائة في الغاز من الجزائر الذي يصل إلى إسبانيا عبر خط أنابيب الغاز مقارنة بالنصف الأول من عام 2021”.
وتابعت “أوكي دياريو”، أنه في حالة “روسيا، فإنه على الرغم من الوضع الجيوسياسي الناتج عن غزو أوكرانيا، اشترت إسبانيا أرقامًا قياسية تبلغ 8752 جيغاوات ساعة من الغاز من دولة بوتين في يونيو، مقارنة بـ 6587 جيغاوات ساعة في نفس الشهر من عام 2021 أو حوالي 3000 جيغاوات ساعة شهريًا، والتي كانت تستحوذ عليها حتى الآن في عام 2022، وهكذا، جاءت نسبة 24.4 بالمائة من 35890 جيغاوات ساعة من الغاز الذي استوردته إسبانيا في الشهر السادس من العام من روسيا، مما يجعلها ثاني مورد وطني للغاز بعد الولايات المتحدة”.
وأكدت على أنه “بالرغم من الوضع الناتج عن غزو أوكرانيا، اشترت إسبانيا 8752 جيغاوات ساعة من الغاز من هذا البلد في يونيو الماضي، مقارنة بـ 6587 جيغاوات ساعة في نفس الشهر من عام 2021، ويمثل هذا زيادة قدرها 32.9 بالمائة على أساس سنوي”.
أردفت أنه “في الرقم التراكمي للنصف الأول من عام 2022، بلغت واردات الغاز الروسي 22.948 جيغاوات ساعة، أي 3.2 بالمائة أكثر من22.236 جيغاوات ساعة في النصف الأول من عام 2021، وبهذا المعنى، في الأشهر الستة الأولى من عام 2022، كان وزن استحوذت المشتريات من روسيا على 10.1 بالمائة من الإجمالي، بينما بلغت في نفس الفترة من عام 2021 11.2بالمائة”.
مشتريات إسبانيا من غاز الولايات المتحدة
من ناحية أخرى، تسترسل الصحيفة فقد تم تحديد الولايات المتحدة كمورد رئيسي للغاز لإسبانيا، بالنظر إلى أن 29.6 بالمائة من الواردات في يونيو الماضي، مع 10618 جيغاوات ساعة، و 34.4 بالمائة من المشتريات في النصف الأول (78.078 جيغاواط ساعة) جاءت من أمريكا الشمالية، وتشير الأرقام المتراكمة للنصف الأول إلى أن واردات الولايات المتحدة من الغاز تضاعفت بمقدار 4.3، حيث ارتفعت من 18184 جيغاوات ساعة في النصف الأول من عام 2021 إلى 78.078 جيغاوات ساعة بين يناير ويونيو 2022.
وأضاف المصدر ذاته أن 10.618 جيغاوات ساعة من الغاز المستورد من الولايات المتحدة في يونيو 2022 تمثل زيادة بنسبة 764.65 بالمائة مقارنة بـ1228 جيغاوات ساعة التي تم شراؤها في نفس الشهر من العام الماضي ، أي أنها تضاعفت بأكثر من ثمانية.
وخلصت الصحيفة ذاتها إلى أنه فضلا عن الولايات المتحدة والجزائر و روسيا، تبرز نيجيريا أيضًا كواحدة من موردي الغاز الرئيسيين لإسبانيا، بالنظر إلى أن 14 بالمائة من واردات هذه المادة الخام في النصف الأول من العام جاءت من هذا البلد.
