لماذا شرعت إسبانيا في التخلّي عن الغاز الجزائري؟ .. مُحلِّل اقتصادي يُجيب

كشفت وسائل إعلام إسبانية، أن حكومة بلادها اشترت في يونيو المنصرم، غازًا من روسيا أكثر مما اشترت من الجزائر، وبذلك حطمت نموذج العرض التاريخي، حيث اشترت إسبانيا 8752 جيغاوات ساعة من روسيا في الشهر السادس من العام، مقابل 7763 جيغاوات ساعة من الغاز الذي استوردته من الجزائر.

وأكـد المصدر ذاته، أنه بهذه الطريقة، أصبحت روسيا ثاني مورد لإسبانيا لهذه المادة الخام بعد الولايات المتحدة، في الوقت الذي انخفض فيه استيراد الغاز من الجـزائر إلى إسبانيا بنسبة 41.1 بالمائة في النصف الأول من عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وبينما زادت مشتريات هذه المادة الخام من روسيا بنسبة 3.2 بالمائة في تلك الفترة، وفقًا لبيانات من نشرة “Enagás” الإحصائية”.

المعطيات أعلاه، تؤكد شروع المملكة الإسبانية عن التخلي تدريجيا عن الغاز الجزائري، يطرح أكثر من علامة استفهام، خاصة بعد الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين الجزائر و إسبانيا بسبب دعم هذه الأخيرة للوحدة الترابية للمغرب. فما هي الأسباب التي جعلت إسبانيا تتخذ هذا القرار؟

المحلل الإقتصادي؛ رشيد ساري، يرى أن شروع المملكة الإسبانية في التخلي تدريجيا عن الغاز الجزائري بدأ منذ يوينو من السنة الماضي، قبل أن تظهر تجلياته بوضوح اليوم بعد مرور سنة، مشيرا إلى أن مجموعة من الإعتبارات السياسية والإقتصادية جعلت إسبانيا تنحو نحو هذا الخيار.

من هذه الإعتبارات، يقول ساري في تصريح لـ”آشكاين”، إن إسبانيا اتجهت إلى أسواق جديدة من قبيل أمريكا والنرويج، ويمكن أن تجمعها اتفاقيات أخرى مع دول الخليج، نظرا للتكلفة المالية الباهضة للغاز الجزائري، بالإضافة لجودة رديئة بالمقارنة مع باقي المصدرين للغاز على الصعيد الدولي.

ويرى المحلل الإقتصادي، أن الجارة الشرقية استثمرت أموال غازها في أمور أخرى سياسية تهدف بالأساس إلى ضرب الوحدة الترابية للمغرب، بدل الإستثمار في الأجهزة والمعدات الكفيلة باستخراج غاز ذي جودة عالية، مشددا على أن “عدم استثمار الجارة الشرقية في تطوير غازها ستؤدي تكلفتها غاليا مستقبلا”، وفق تعبير المتحدث.