2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

اجتاحت حرائق الغابات مناطق متفرقة بالمغرب وبشكل شبه متزامن، منذ الأربعاء 13 يوليوز الجاري، والتي تواصلت جهود إخمادها ومحاصرتها إلى غاية صباح اليوم الجمعة، بكل من القصر الكبير، تازة، وزان، العرائش، وتطوان، وذلك تزامنا مع موجة الحرارة المرتفعة التي تشهدها البلاد.
هذا التزامن في الحرائق الغابوية في هذه الفترة من السنة يجعل التفسيرات تتناسل معها، فبين من يربطها بأفعال جرمية أحيانا، أو بإهمال زائري الغابات أو بفعل تقلبات مناخية، ما يجعلنا نطرح التساؤل على المختصين لمعرفة مسببات هذه الحرائق التي جعلت الساكنة المجاورة للغابات تعيش ساعات عصيبة.
في هذا السياق، أوضح الخبير وأستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء سعيد قروق، أن “حرائق الغابات تعد أمرا طبيعيا في جميع غابات العالم، ولذلك يجب الإعتناء بهذه الغابات، إما كي لا تندلع فيها الحرائق، أو إذا اندلعت تكون مراقبة ومضبوطة”.
وأكد قرورق، في حديثه لـ”آشكاين”، على أن “فصل الصيف يعد من بين الفترات الأساسية في تطور الغابات وذلك عبر الحرائق، ما يعني أن الحرائق عادية جدا في الغابات وهي تحصل من فترة لأخرى لكي تتجدد الغابة”.
وأوضح المتحدث أن “المتخصصين في ميدان الغابات يعرفون أنه عندما ترتفع الحرارة يمكن أن تندلع الحرائق بطريقة طبيعية، وهنا نضع جانبا الحرائق الإجرامية التي هي موجودة فعلا ولكنها ليست موضوع حديثنا، بل سنتحدث عن الحرائق الطبيعية”.

واسترسل قروق قائلا “إذا عرفنا بأن مناخ الأرض قد ارتفعت حرارته، وهذا مؤكد لدينا عبر مجموعة من التقارير والملاحظات ونحن نعيش بعض أثره في القسم الشمالي بالكرة الأرضية، وهذا الأسبوع هو أحد هذه التمظهرات، (إذا عرفنا ذلك) فإن الحرارة أصبحت أكثر ارتفاعا من المعتاد، الشيء الذي سيجعل فرص اندلاع الحرائق الطبيعية أكثر ارتفاعا من المعتاد، وهذا ما جعل هذه الحرائق تندلع في عدة أماكن في هذه الفترة بالضبط التي فيها موجة حرارة مرتفعة”.
ونبّـه الخبير نفسه، أن “المسؤولين في هذا الميدان يفترض فيهم أن يترقبوا هذا النوع من الظواهر، إذ يجب أن تعرف الغابات نوعا من التهذيب والتنقية من متلاشيات الأشجار و إزالة الأشجار الميتة والأوراق والأغصان المتساقطة التي يجب أن تُجمّع بطريقة أو بأخرى، كي لا تكون مادة قابلة للإحتراق بسهولة، وحتى إذا اندلعت الحرائق تكون لطيفة ويمكن التغلب عليها”.
وأشار إلى “وجود وسائل متعددة لمراقبة الغابة عبر الأقمار الصناعية والصور الجوية، والمغرب لديه أقماره الصناعية ويستعمل الأقمار الصناعية للدول التي يتعاون معها في أوروبا وأمريكا، ما يعني أن العملية اليوم يجب أن تكون في متناول الجميع، مع ضرورة توفر المغرب على تأهبات لمواجهة هذه الحراق، عبر الطائرات التي سهلت الولوج إلى الأماكن الوعرة”.
وشدد على أنه “يُـفضل أن تكون الغابات مُهـيّـأة بمعابر تسمح بالولوج إليها في حالات الحرائق لوصول فرق الإطفاء، إضافة إلى توفر فوهات المياه قرب الغابات، ما يعفي رجال الإطفاء من جلب المياه معهم باعتبارها عملية قد تعرقل تنقلهم”.
مؤكدا على أن “هذه الطرقات التي تنجز داخل الغابات تعد حاجزا أمام النيران لكي لا تنتشر بشكل سريع من مكان لآخر، وبناء عليه يجب أن نقوم بهذه العملية قبل اندلاع الحريق، وأثناء الحريق يكون التدخل بالإجراءات الميدانية التي لا بد منها، أما قبل الحرائق فيجب أن نراقب الغابة ونمنع تراكم الحشائش وبقايا الأشجار الجافة ونضع ممرات داخلها لمنع انتشار النيران بسرعة، لأنه إذا تصادفت الحرارة المرتفعة مع الرياح فتكون الكارثة العظمى، لأن أكبر وقود للحرائق هي الرياح وهي التي تعرقل التدخل”.
وخلص الخبير المناخي نفسه، إلى أنه “في شمال المغرب وبفعل الجغرافيا المحلية ووجود الجبال، فإن رياح الشرقي تكون قوية وفي حالة تلاؤمها مع حريق ما فإنها تعمل على الزيادة في اندلاعه وعدم السماح بإخماده وهو ما يصعب ذلك، ومع ذلك يجب أن نكون واعين بها ومتأهبين لها ومؤهلين لمقاومتها”.
سبب الحرائق و المجاعة والعطش هم الصهاينة
وجميع الكوارث من ظهر هم ولا احد غيرهم