هل يعتبر فوز “الأحرار” بجزئيات الحسيمة و مكناس صفعة لهاشتاغ “أخنوش إرحل”؟

سارع عدد من المنتمين إلى حزب التجمع الوطني للأحرار إلى نشر نتائج الإنتخابات الجزئية بكل من دائرتي الحسيمة ومكناس، للبرهنة على “قوة” و”شعبية” حزبهم، معتبرين فوز حزبهم بالإنتخابات المذكورة صفعة للحملة الرقمية المطالبة برحيل رئيس الحكومة؛ عزيز أخنوش.

في مقابل ذلك، يرى الآخرون أن نتائج الإنتخابات الجزئية لا تعبر عن موقف الشارع المغربي من الحكومة ولا تعني شعبية القائمين على تدبير الشأن العام، لأن هذه الإنتخابات تحسمها شعبية الشخص المرشح أكثر من التنظيم السياسي. و بين هذا وذلك يطرج السؤال: هل يعتبر فوز “الأحرار” بجزئيات الحسيمة ومكناس صفعة لهاشتاغ “أخنوش إرحل”؟

تعليقا على هذا السؤال، قال أستاذ القانون الدستوري والفكر السياسي بجامعة القاضي عياض، عبد الرحيم العلام، إن من حق أي فاعل سياسي أن يؤول نتائج الإنتخابات الجزئية كما يشاء، فمن حق حزب “الأحرار” أن يقول إن هذه النتائج تؤكد أن تدني شعبية الحكومة مجرد كذب وافتراء، والأمر ذاته بالنسبة لحزب “الوردة” الذي من حقه أن يقول إن نتائج هذه الإنتخابات تزكي توجه معارضة هذه الحكومة، لأنه في المعارضة، متسائلا “وهل هذه هي الحقيقة؟”.

ويرى العلام في تصريح لـ”آشكاين”، أن الإنتخابات الجزئية لا يمكن اعتبارها مقياسا لفهم توجهات الرأي العام أو لقياس شعبية الأحزاب السياسية، مشددا على أنها مجرد انتخابات جزئية؛ الإرتباط والتصويت فيها يكون للأشخاص أكثر مما هو للأحزاب، وبالتالي من الصعب إسقاط نتائج انتخابات جزئية في دائرتين انتخابيتين على التوجه العام للمغاربة، ولا يمكن من خلالها قياس شعبية الحكومة أو الحزب الذي يقودها أو بقية الأحزاب.

وأشار أستاذ الفكر السياسي، إلى أن نتائج الإنتخابات المذكورة أسفرت عن فوز أحزاب في المعارضة مثل الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية الذي تقدم بطعن في نتائج انتخابات 08 شتنبر المنصرم بالحسيمة، كما أسفرت جزئيات الحسيمة عن فوز شخص مضيان بمقعده وهو الذي ليس على توافق مع رئيس الحكومة ولا ينتمي إلى فئة الأعيان بقدر ما هو شخصية سياسية.

وأكد متحدث “آشكاين”، أن الحضور السياسي في هذه الانتخابات الجزئية حضر بشكل لابأس به، حيث أن التصويت على مضيان (الإستقلال) وأمغار (الإتحاد) كان تصويتا سياسيا. مبرزا أن نتائج الإنتخابات المذكورة هي فرصة كذلك لحزب التجمع الوطني للأحرار لممارسة الدعاية السياسية، مسترسلا “لا أعتقد أن التجمع الوطني للأحرار سيصدق فعلا أن ما يقوله علنا هو الحقيقة، لأن خبراء الحزب يعلمون أن الانتخابات الجزئية ليست دليلا على قوة وشعبية الحزب”.

وعن سؤال “آشكاين” حول علاقة نتائج الإنتخابات الجزئية بالاحتجاجات على الحكومة، رد أستاذ العلوم السياسية بأن المواطن عندما يكتوي بنار الغلاء فمن الطبيعي أن يحتج ويصب جم غضبه على من يتواجد في مناصب المسؤولية، مشددا على أن غلاء الأسعار يفقد الحكومات على مستوى العالم شعبيتها.

وخلص العلام، إلى التأكيد على أن الإعتماد على نتائج هذه الإنتخابات للبرهنة على شعبية الحكومة والحزب الذي يقودها، هو طرح مجانب لحقيقة العلم السياسي، متسائلا “كيف يمكن أن ترتفع الشعبية مع ارتفاع الأسعار؟”، مسترسلا “هناك فرق بين العلم السياسي الذي يقول إن الإنتخابات الجزئية ليست مقياسا لشعبية الحكومات، والدعاية السياسية التي تعتمد الحشد والتدافع السياسي الذي سيستمر إلى نهاية عمر الحكومة”، وفق المتحدث.