لماذا وإلى أين ؟

حامي الدين: العـدالة و التنمية لم ينْتَـهِ بعد

أفرزت الإنتخابات الجزئية بكل من دائرتي مكناس والحسيمة فوز حزب التجمع الوطني للأحرار، على منافسيه، علاوة على  فشل جديد لحزب العدالة والتنمية الذي حصل على أصوات ضئيلة ما جعله يتذيل الترتيب من جديد.

هذه النتائج التي جعلت العدالة والتنمية يأتي في نهاية ترتيب الإنتخابات تذكرنا بما حدث في انتخابات 8 شتنبر 2021، والتي لم يستطع من خلالها “البيجيدي” حتى الحصول على عدد مقاعد يخول له تكوين فريق نيابي بمجلس النواب، إذ حصل على 13 مقعدا فقط، وهو ما يطرح التساؤل عمّا إذا كانت هذه النتائج دليلا على نهاية مرحلة حزب العدالة والتنمية رغم عودة عبد الإله بنكيران لقيادته و محاولة إنعاشه سياسيا.

وفي هذا السياق، يرى القيادي بحزب العادلة والتنمية، عبد العالي حامي الدين، أن “الميزة الأساسية في هذه الإنتخابات هي نسبة المشاركة جد جد الضعيفة، وهذا وراءه أسباب مختلفة أهمها الثقة شبه المنعدمة في التصويت السياسي المبني على اختيار عقلاني”.

واعتبر حامي الدين في تصريح مكتوب لـ”آشكاين”، أن “الحقيقة هي أن الإنتخابات المغربية أصبحت خاضعة لمنظومة انتخابية مستقرة جرى بناؤها بشكل تراكمي من طرف الجهة المشرفة والساهرة على تنظيم الإنتخابات، جعلت شريحة مستقرة من الناخبين وفية للتصويت بناء على إرادة ما يمكن تسميته بتحالف الأعيان والسلطة”.

وشدد المتحدث على أن “هذا التحالف مرتبط بمجموعة من الآليات التي تتحكم في السلوك الإنتخابي لهذه الشريحة المستقرة التي تصوت بناء على مزاج السلطة والمال وتدعم المرشحين المدعومين من طرفها حسب طبيعة الظرفية السياسية”.

وأردف أن “هذه المنظومة مؤطرة بالقوانين و بالمراسيم وبالقرارات الإدارية، لكن قوتها تكمن في المعطيات الميدانية الموجودة على الأرض وفي القدرة على تشبيك أدوات الربط مع كتلة مستقرة من الناخبين لا تتأثر بالخطاب السياسي ولكنها تتحرك بتوجيه من سلطات القرب(عامل، باشا، قايد، شيخ، مقدم)”،مؤكدا على أن “الشيخ والمقدم لهما دور محوري سواء في البادية أو في المدن في ضمان استقرار هذه المنظومة وضمان فعاليتها”.

ويرى حامي الدين أن “هذه المنظومة ارتبكت فقط يوم 4 شتنبر 2015 و يوم 7 اكتوبر 2016، لأن العدالة والتنمية نجح في تحريك فئات غير متحكم فيها للتصويت عليه”، مشيرا إلى أن “هذا لا يعني بأن الذين كانوا يصوتون على العدالة والتنمية في انتخابات 1997، 2002 و2007 كانوا بتوجيه من السلطة، ولكنهم لم يكونوا قادرين على إرباك المنظومة”.

“أما انتخابات 2011″، يسترسل المتحدث “فهي تبقى محكومة بسياق خاص، ممثل في 20 فبراير، إذ أن هذا السياق أثر في المنظومة وفي فعاليتها، كما أن  الظرفية فرضت العدالة والتنمية كخيار جرى تدعيمه من طرف عدد من الفئات المحافظة، أصحاب المال وغيرهم، وذلك حفاظا على الإستقرار”.

وذهب حامي الدين بقوله إن “المشاركة في الحكومة سنة 2017 بعد البلوكاج الشهير، أنهى عمليا إمكانية التأثير في المنظومة الإنتخابية عن طريق التصويت السياسي، وهو ما ساهم في خلق جو من الإحباط، ما ساهم أيضا في إبعاد الشرائح والفئات التي صوتت بشكل استثنائي يوم 7 أكتوبر لأنها شعرت بالحافز و بالمسؤولية في دعم العدالة والتنمية  بعدما اعتادت على عدم التصويت أصلا”.

ولفت الإنتباه إلى ان “هده الشريحة رجعت الآن إلى سلوكها الإنتخابي السابق وهو عدم التصويت، والتحقت بها شرائح أخرى لم تعد تؤمن بصوتها الإنتخابي، و منها من ينتمي إلى التيار الإسلامي الذي كان يتعاطف مع العدالة والتنمية ويساندها”.

واستطرد أنه “لا يجب أن نغفل أن القاعدة الإنتخابية الأصلية للعدالة والتنمية لازالت موجودة في المدن، ولكنها ليست قادرة على إرباك المنظومة التي تميل لفائدة الأعيان ولفائدة قواعدهم الإنتخابية المؤطرة بإرادة السلطة والمال”.

وخلص إلى أن “هذه أبرز الملامح التي ينبغي التركيز عليها لاستنتاج ما ينبغي استنتاجه في المستقبل، أما العدالة والتنمية فلم ينته بعد، ولكن إذا استمرت المنظومة الإنتخابية على ما هي عليه فإننا سنكون أمام نهاية الإنتخابات”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

10 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
عماد
المعلق(ة)
الرد على  عبدو
25 يوليو 2022 01:04

سنرى نهايتك ان شاء الله بعد ان تثبت جريمتك كقاتل لبن عيسى وتعلق بحكم قضائي على حبل المشنقة ان شاء الله يا قاتل

عبدو
المعلق(ة)
24 يوليو 2022 21:45

بالفعل لم ينته بعد بالنسبة لك حتى يمر ملف بن عيسى بسلام عليك

سعيد
المعلق(ة)
الرد على  ص
24 يوليو 2022 17:51

شوف قالك حزب الباجدا هو لي جاب الاستقرار للمغرب في 2011 في حين انه استغل ارتباك المغرب والمغاربة بمناسبة الربيع العربي المشؤوم والفاشل للانقضاض على الحكم بانقلاب ابيض ، يجب محاكمة جميع من تحمل المسؤولية من أعضاء حزب الاخوانجية وجرد ممتلكاتهم وممتلكات عاءلاتهم وتقديمهم للعدالة للإجابة على السؤال التقليدي من أين لكم هدا ؟ وكيف استبدلتم mobylette rouge و R19 COUPÉE بالسيارات الفارهة والسكن الاقتصادي بالفيلات في الهرهورة ؟

Moh
المعلق(ة)
24 يوليو 2022 16:18

ما ماتش …just خرجو مصارنو .هههه. ان لم ينتهي كحزب انتهيتم انتم كاشخاص وقيادات .الشعب اكتشف ما خبأه القناع ..ما عدا ان تدبروا انقلابا مسلحا وتكونو بقوة خلف الناتو لن تبلغو الحكم ابدا ..فجيل بعد جيل سيتوارث المغاربة معلومة مهمة عنكم انكم منافقون اكالون للسحت وكذابون حلافون مشاءون بنميم ..باختصار ان لا اخلاق لكم البتة .ونوضو شمروا على دراعكم اللي كان خدام فشي لعبة يرجع لها كي دار العثماني اللي على الاقل قليل الكلام وعندو وجه يحشم .

مريمرين
المعلق(ة)
24 يوليو 2022 15:55

.. و انطفا “المصباح” للأبد .. ومهما فعلتم .. فلن “يضيء” مرة أخرى !

طائر
المعلق(ة)
24 يوليو 2022 15:20

قريبا سيحكم عليك بالسجن في قضية ايت الجيد وانذاك سنرى هل حزب بامكانه اقاف اعتقالك كما فعل عندما كان في الحكومة ايام الرميد الذي امر القضاء بعدم قبول الدعوة المرفوعة ضدك اعمالا بالمقولة العنصرية انصر اخاك ظالما او مظلوما ،الايام القادمة ستفتح ملفات خانزة لمسؤولين من حزبك مثل الشوباني الرباح بوانو وووو الذين اغتنوا في رمشة عين .

حسن
المعلق(ة)
24 يوليو 2022 15:01

أين وصل ملف بن عيسى؟ أنتم كلكم مرايقية و لا تستحقون الذكر و لو حتى بالإشارة

محمد مكنوني
المعلق(ة)
24 يوليو 2022 13:59

هناك اسلوب تمويهي ممزوج بالمراوغة .
بالنسبة لي ، الإسلام السياسي رأس الأفعى ومنبت الشر ، والعدالة والتنمية جزء من هذا الإسلام السياسي.
وحيث أن النقطة المفصلية للانتخابات مردها الى التراكمات السلبية التي اتت على الأخضر واليابس وأدخلت الشعب المغربي في دوامة الانتظار نظرا لاستصغار الشعب المغربي طيلة 10 سنوات أوضحت بجلاء أن حزب العدالة والتنمية هو حزب غير متمكن من أدوات التسيير وظل يخبط ويتخبط في قرارات طاءشة هي التي أوصلته للوضعية الراهنة وخاصة عندما ارجع السيد أين كيران إلى رئاسة الحزب وستكون له عواقب وخيمة والأكثر من هذا ستكون هناك انقسامات مردها الحصول على الغنائم
والتي ستصدع الحزب الذي يعيش 👍👍😂😂😂 على صفيح ساخن وخاصة القضايا المطروحة على العدالة واخطرها قضية حامي الدين .

ص
المعلق(ة)
24 يوليو 2022 12:04

رغم تذيله ورغم الانهزام الثاني وان شاء الله الانهزام التالث والرابع،رغم كل الانهزامات لا تؤمن بان المغاربة وضعوه في مقبرة كورونا للذكاكين الحزبية،ولن يكون لكم وجود على اي مؤسسة مغربية،انتم تجار دين

ولد زعير
المعلق(ة)
24 يوليو 2022 11:49

راك غير تتحلم الشريف.والله ديبكم لباقي طلع عقبة.بالاخص فهاد الصرفية الحالية.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

10
0
أضف تعليقكx
()
x