لماذا وإلى أين ؟

“النِّــفاق” السياسي لوهبي في صــورة

مازالت أوراق التوت تتساقط تباعا عن الشخصية المتقلبة لوزير العدل والأمين العام لحزب الأصالة المعاصرة، عبد اللطيف وهبي، الذي كلما تقدم به الزمن في مسؤوليته الوزارية داخل الحكومة كلما انكشفت عورة “نفاقه” السياسي والمبدئي.

فبعدما كان وهبي قد تقدم بمقترح قانون يقضي “بتجريم التطبيع مع الكيان الإسرائيلي”، ها هو يظهر اليوم بصورة “الوزير الوديع”، والذي لم يكتف بلقاء وزير العدال الإسرائيلي، بل أظهر سعادة وفرحا مفرطين نظير ذلك، ومن شدة فرحه بلقائه مسؤولا قادما مما وصفه وهبي بالأمس بـ”الكيان”، (من شدة فرح وهبي) “ضحك تا بانت ليه ضرسة العقل” كما يقول المغاربة.

كان المغاربة ومعهم المتتبعون للشأن السياسي سيتفهمون انقلاب وهبي على مبادئه التي نادى بها بالأمس القريب، وأنه استقبل وزير العدل الإسرائيلي في إطار مهمته الحكومية، لو أنه (وهبي) لم يبدِ كل هذا الفرح و السعادة الزائدتين التي لم يطلبها منه أحد، وهي بذلك، إن دلت على شيء فهي تدل وتظهر بالملموس نفاقه كشخص بين الأمس واليوم.

وهبي مع وزير العدل الإسؤائيلي

“النفاق السياسي” و”الإنقلاب على الوعود والمبادئ السياسية التي نادى بها من قبل، كلها لا تكاد تكون غريبة عن عبد اللطيف وهبي، فقد سبق له أن هاجم بأبشع الأوصاف شخص عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، حيث اتهمه رفقة حزبه بتهم ثقيلة، بل وأذاعها على قنوات أجنبية، ماسّا بذلك صورة المغرب في أهم استحقاقات سياسية تعكس صورة البلاد في الخارج.

كما أن الدافع لعدم الإستغراب من “نفاق” وهبي خلال لقائه بوزير العدل الإسرائيلي، يظهر جليا من خلال رفضه (وهبي) بأن يصبح وزيرا “يخدم” في حكومة يترأسها أخنوش، لكنه لم يتمالك نفسه وسرعان ما انقلب على توعده، مباشرة بعدما عرض عليه الانضمام إلى التحالف الحكومي، وصار “خداما” لدى أخنوش، و أصبح يصف أخنوش بأجمل الأوصاف والنعوت المنمقة “لرجل السياسية والقائد الحكومي الجيد”.

“نفاق وهبي” لا يكاد يعد أو يحصى، بل و لا يكاد يتوقف مع استمرار الزمن الحكومي، إذ كيف للمتتبع للشأن السياسي أن ينسى حينما كان وهبي يلوّح في كل خرجة إبان حملة حزبه في انتخابات 8 شتنبر 2021، (يلوّح) بورقة “معتقلي حراك الريف”، واستغلاله البشع لهذا الملف بهدف الدعاية الإنتخابية لحزبه، وأكد، قبل دخوله للحكومة، أنه سيلتمس لهم العفو من الملك، بصفته وزيرا للعدل، لكنه سرعان ما أخلف وعده بعد نصف يوم فقط، مجسدا بذلك صفة من صفات المنافقين الذين “إذا وعدوا أخلفوا”.

كل هذا يجعل المتتبع للشأن السياسي ومعه عموم المواطنين المغاربة يتأكدون بالملموس من صحة مقولة وهبي الشهيرة التي عرَّف بها نفسه، بعد دخوله للحكومة وانقلابه على وعوده، وأن لديه شخصيتين، واحدة قبل الحكومة وأخرى بعدها،  بقوله “كاين وهبي وكاين وزير العدل”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
المواطن ولد البلاد
المعلق(ة)
30 يوليو 2022 03:54

الرأس الذي لا يدور كدية كما يقول المثل المغربي، وفعلا قرار التطبيع مع دولة اسرائيل (دولة باعتراف الامم المتحدة) هو قرار الدولة المغربية، قرار سيادي، وتتحقق من خلاله المصالح العليا للبلاد، وبعيدا عن الدوغماءية والشعبوية والنفاق السياسي يمكن الاستدلال على الموقف الحقيقي للشعب المغربي من خلال عدد التاشيرات السياحية وتاشيرات العمل لالاف المغاربة اللذين يزورون اسراءيل، كما أن جزءا هاما ومكونا رءيسيا من المجتمع الاسرائيلي هو من أصول مغربية، وهناك واقع اخر يتم تجاهله الفلسطينيون انفسهم اعترفوا باسراءيل وتفاوضوا معها ولا زالوا يتفاوضون معها، بالعودة إلى التاريخ ما هي نهاية التيار القومي الناصري والبعثي، مصر اول من وقع اتفاق سلام مع اسراءيل، العراق وسوريا البعثيين تمزقا، السياسة هي فن الممكن واللغة الوحيدة المفهومية هي المصالح ولا مجال الديماغوجيا والايديولوجيا الفارغة ولغة الخشب والشعارات الجوفاء اسلامية الهوى او يسارية المذهب.

مريمرين
المعلق(ة)
30 يوليو 2022 00:33

.. وهو القائل “فالسياسة خاصك تتعلم أنك ترجاع فكلامك” .

Masist
المعلق(ة)
29 يوليو 2022 23:41

لايهمه الأمر لأن ليس هناك نخبة وصحافة تسائله وتضعه في الزاوية

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x