خبير: وارداتُ الغاز الجزائري نحو إسبانيا ستُصبِحُ هامشيّة

في الوقت الذي رفعت فيه الجارة الإسبانية، من وارداتها من الغاز القادم من الولايات المتحدة الأمريكية، تراجعت وارداتها من الغار الجزائري بنسبة كبيرة.

وحسب الأرقام التي رصدتها مصادر إعلامية متخصصة، فقد تراجعت صادرات الغاز الجزائري نحو إسبانيا بنحو 42%، خلال الفترة الممتدة من يناير إلى يوليو الماضي، بينما ارتفعت صادرات الولايات المتحدة الأميركية بحصة قدرها 32.9٪، أي بما يقرب من 10 نقاط أكثر من الجزائر.

وفي هذا الصدد، قال محمد الشرقي، الخبير والمحلل الإقتصادي، في حديثه مع موقع “آشكاين”، أن الجزائر عند إغلاقها خط أنابيب غاز المغرب العربي-أوروبا، للضغط على إسبانيا بعد موقفها الجديد من الصحراء المغربية، فرضت واقعا جديدا على إسبانيا، الأمر الذي اضطرها للبحث عن مصادر أخرى من أجل سدّ حاجياتها الطاقية.

ويضيف الشرقي، أن الجزائر التي شرعت في شحن الغاز لإسبانيا عبر خط أنابيب ميدغاز البحري الذي يربط مباشرة البلدين، مارست نوعا من الخديعة، حيث إن خط الأنابيب المذكور يعاني من أعطاب متكررة، وهو سبب آخر يدفع إسبانيا نحو شركاء آخرين كالولايات المتحدة الأمريكية، من أجل استيراد الغاز.

وأكد المتحدث، أن الإسبان أذكياء في تعاملاتهم التجارية، ولن يقطعوا تعاملهم مع الجزائر بصفة نهائية، كون الجزائر تبيع غازها بحماقة وبأقل من ثمن السوق، لكن واردات الغاز الجزائري نحو إسبانيا ستقل حتما في السنوات القادمة إلى أن تصبح هامشية.

وتجدر الإشارة، إلى أن الحكومة الجزائرية مستاءة جدا من إسبانيا منذ أن قرر رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز في مارس الماضي دعم خطة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، لإنهاء أزمة دبلوماسية بين مدريد والرباط استمرت لأكثر من عام.

وكانت الرئاسة الجزائرية قد أعلنت، في يونيو الماضي، تعليق “معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون” التي أبرمت عام 2002 مع إسبانيا بعد تغيير موقفها في ملف الصحراء الغربية لدعم موقف المغرب.