لازال شبح الجفاف وندرة المياه يلوحان في الأفق، خاصة بعدما سجلت سدود جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، إلى حدود الساعة عجزا قدره 306.32 مليون متر مكعب من المياه مقارنة مع العام الماضي، حسب تقرير للمديرية العامة للمياه، التابعة لوزارة التجهيز والماء، والذي أفاد أن مخزون المياه بالسدود الكبرى بالجهة، يصل إلى 744,48 مليون متر مكعب، أي ما يعادل نسبة ملء تناهز 43.23 في المائة من الحقينة الإجمالية للسدود والبالغة 1721 مليون متر مكعب.
وكان اجمالي مخزون المياه يبلغ في 12 غشت من العام الماضي 1050.8 مليون متر مكعب، بمعدل ملء يفوق 61.03 في المائة.
وفي هذا الصدد، قال سعيد شاكري، الخبير في قضايا البيئة و المناخ، إن “المشكل الكبير الذي نواجهه فيما يتعلق بندرة المياه وخصوصا بجهة الشمال، هو أننا لا نتوفر على خزانات مياه كبيرة، حيث أن آليات تخزين المياه الباطنية ضعيفة جدا، و بالتالي فإن أغلبية المياه بالجهة هي مياه سطحية وهذه المياه السطحية تعتمد أساسا على التساقطات المطرية”.
وفيما يتعلق بالجانب البشري لندرة المياه، يقول شاكري، أن “على السلطات المختصة أن تركز جهودها في التوعية بترشيد المياه نحو المستهلكين الكبار مثل الشركات والمعامل بالمناطق الصناعية، بدل المواطن الذي لا يتعدى استهلاكه نسبة بسيطة مقارنة مع مستهلكين آخرين”.
واسترسل المتحدث، قائلا أن “الحالة التي نعيشها اليوم تحدثنا عنها قبل حوالي عشرين سنة، و بالتالي كان يجب على السلطات البحث عن بدائل قبل أن نصل إلى الأزمة، فإنجاز سدود غير كافٍ في ظل عدم وجود مصادر مائية تملئها، وكان بالأحرى صرف هذه الميزانيات التي خصصت لإنجاز سدود جديدة، في إيجاد مصادر بديلة للمياه”.
وأشار شاكري، في حديثه إلى أن “المغرب لا يتوفر على آليات حديثة لحصاد مياه الأمطار كشبكات منعزلة لمياه الأمطار عن المياه العادمة، فمثلا لا يمكن الحديث عن ندرة المياه بطنجة بعد تسجيل تساقطات مطرية كبيرة هذه السنة، و التي تذهب كلها نحو البحر دون أن نستفيد منها و نقوم بجمعها في سدود حضرية و خزانات كبيرة لمياه الأمطار بدل السدود التقليدية”.
وأضاف المتحدث، أنه رغم الأزمة و الإشكالات المتعلقة بالموضوع، فلا “نزال نعاني من هدر مائي لا يمكن تصوره، خاصة فيما يتعلق بتسربات في الشبكة المتهالكة للقنوات المائية بين السدود و محطات المعالجة ومحطات التوزيع، دون الحديث عن الهدر المائي داخل المنازل فذلك شيء مفروغ منه”.
المشكل ليس في تخزين
المشكل يتعلق بدراسة مستقبلية لتساقط الامطار
وتكون منهجية تحت مجلس مختص في الموضوع
وبخبرة دولية
لا زال المغرب متأخرا في تكنولوجيا تخزين المياه، و لا زال متأخرا في تكنولوجيا إعادة إستعمال المياه العادمة.
فنسبة إعادة إستعمال المياه العادمة قليل جدا بالمقارنة مع دول متقدمة كإسرائيل التي تقوم بإعادة إستعمال 80 بالمائة من المياه العادمة.
المغرب متطور في تجميع المياه في سدود، و لكنه متخلف في تخزينها كمخزون إستراتيجي لسنين.
ما هو الحل ؟؟؟؟
الحل هو تنظيم مناظرة وطنية إلكترونية قصد الإستماع لمقترحات كل المواطنين التي يرسلوها عبر موقع التواصل الإلكتروني.
الحل هو فرض ضريبة مرتفعة عقابية على إستغلال الماء في المناطق القاحلة التي تشكو من ندرة المياه. فثمن الماء في الرحامنة لا يساوي ثمن الماء في دكالة.
الحل هو إنشاء مدرسة وطنية مختصة في تكنولوجيات الماء.