لماذا وإلى أين ؟

هل يُؤثر دعم المغرب لوحدة الصين على علاقات المملكة مع أمريكا؟.. الشيات يجيب

جدد سفير المغرب في الصين، عزيز مكوار ، يوم الخميس 11 غشت الجاري، التأكيد على انخراط المملكة المغربية في سياسة الصين الواحدة، كأساس للعلاقات بين البلدين الصديقين.

وجاء تجديد المغرب لدعمها للصين في ظل التوتر الحاصل بين الأخيرة والولايات المتحدة الأمريكية بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان رغم تحذيرات الصين الشعبية لأمريكا من تداعيات هذه الزيارة، وهو ما يطرح تساؤلات عما إذا كان لهذا الدعم المغربي للصين أثر على العلاقة الدبلوماسية المغربية الأمريكية.

وفي هذا الصدد، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “موقف المغرب من وحدة الصين أو من وحدة الدول هو موقف ليس جديدا، و حتى تايوان لا تتعدى 13 أو 14 اعترافا عالميا”.

واعتبر الشيات، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن ما قام به المغرب “أمر طبيعي  نظرا لدور الصين العالمي اليوم، فبعد أن أوكل المقعد الدائم بالأمم المتحدة إلى للصين بدل تايوان، أصبح لدى الصين الشعبية دور أكبر في العلاقات الدولية وتأثيراتها الإقتصادية والمالية والبشرية والتقنية وحضورها في الإقتصاد العالمي والتجارة الدولية وغيرها”.

خالد الشيات ـــ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية

وشدد المتحدث على أنه “يصعب أن تتخذ الدول الآن موقفا معاكسا أو مضادا، ليس فقط في ما يتعلق بتايوان، لكن أيضا في مسألة التبت وأقلية الإيغور وغيرها من القضايا التي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول أن تؤثر من خلالها على الصين”.

وأشار محدثنا إلى أنه “بالنسبة للمغرب فهذا الموقف مادام أنه تاريخي لا داعي لتغييره، لكونه موقفا قديما يتناسب مع العلاقات المغربية الصينية، ويتناسب حتى مع الموقف الصيني من قضية الصحراء المغربية الذي يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة، وليس هناك موقف متطرف ضد المغرب من طرف الصين في قضية الوحدة الترابية للمغرب، مع أنه موقف ليس دائما، لكنه ليس موقفا معرقلا، ولا حتى مضادا لتوجهات المغرب”.

وأردف أن “هذا الموقف الداعم لوحدة الصين ليس جديدا على المغرب و لا يفكر في تغييره لاعتبارات مبدئية، لأنه يعاني من قضية الإنفصال ودائما كان مع الدول و وحدتها الترابية وضد الحركات الإنفصالية، بما فيها الحركات الثورية التي كانت في كولومبيا و أمريكا الجنوبية وغيرها، رغم وجود هذا الموقف الأخير في كولومبيا الذي عبر عنه الرئيس اليساري الجديد، لكن المغرب كان دائما من الناحية المبدئية ينسجم مع مبادئه، و لم يثبت أنه دعم انفصالا في دولة معينة رغم أن هذه الدول كانت تدعم الإنفصال”.

“حتى في الجزائر”، يضيف الشيات “فإن الحديث عن شعب القبايل هو حديث عن الروح التي تتعامل بها الجزائر مع المغرب، و ليس حديثا عن أنه يدعم تقرير مصير هذا الشعب من خلال أنه يدعم قرارات القانون الدولي، ولكن يطرحه لإثارة إشكال أساسي بالنسبة للجزائر التي تدعم حركة إنفصالية وفي نفس الوقت هي تعاني من توجه إنفصالي”.

وخلص الشيات إلى أن هذا “الأمر لن يؤثر على العلاقات مع الولايات المتحدة، والأخيرة تحتاج إلى مواقف متقدمة فيما يتعلق بتايوان أكثر من أن تحاول أن تبقي الوضع على ما هو عليه وأن لا تدخِل المنطقة في بلقنة كما هو الحال في أوكرانيا، لذلك فالمغرب ليس معنيا بأي شيء من هذه الأمور، وإذا كانت هناك حركة عالمية موازية موجهة من طرف الولايات المتحدة فهي لن تهم المغرب فقط، بل ستكون عالمية بمعنى أن مجوعة من الدول يمكن أن تغير موقفها في حالة متطرفة من العلاقات الدولية بالنظر إلى تقاطب شديد بين الولايات المتحدة والصين والأمر ليس آنيا أو حالاًّ اليوم”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x