لماذا وإلى أين ؟

هل ستُقاطع الجزائر تُـركيا بعدما طبّعت عـلاقاتها بشكل كامل مع إسرائيل؟..خبير يُجيب

قررت تركيا و إسرائيل التطبيع الكامل لعلاقاتهما الدبلوماسية التي شهدت فتورا خلال الآونة الأخيرة من خلال رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين الجانبين، وهو ما أعلن عنه وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بكون الطرفين “قررا تبادل تعيين السفراء”، وذلك في مؤتمر صحفي عقده، أمس الأربعاء 17 غشت الجاري،  في مقر الخارجية التركية بالعاصمة أنقرة.

ويعيد التطبيع الكامل للعلاقات التركية الإسرائيلية إلى أذهان متابعي الشأن السياسي الدولي ما قابل به النظام الجزائري تطبيع المغرب لعلاقاته مع إسرائيل، وهو ما يفتح المجال للتساؤل عما إن كانت الجزائر ستقاطع تركيا بعد تطبيع أردوغان الكامل لعلاقات بلاده مع إسرائيل.

خالد الشيات ـــ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية

وفي هذا الصدد، يرى الخبير في العلاقات الدولية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات،  أن “الموقف الجزائري من قضية تطبيع العلاقات المغربية الإسرائيلية ليست ضد الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل أو غيرهما، بل هي عملية دعائية داخلية من خلالها تهَيّج الجزائر المشاعر الإجتماعية باحتمال وجود عداوة وعدو متربص بالجزائر، ومن خلال ذلك تضمن استقرار النظام  السياسي داخليا، وهذا هو الدور الذي تكنه الجزائر لما تسميه التطبيع المغربي الإسرائيلي”.

وشدد الشيات، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أنه “خارج هذه المنظومة التي تستغل فيها الجزائر هذا الأمر في علاقتها مع المغرب، (خارج ذلك) ليس هناك أي رهانات استراتيجية لها فيما يتعلق بتطبيع إسرائيل لعلاقاتها مع أي بلد كان، خاصة أن إسرائيل و تركيا كانت لهما علاقات مستمرة من الناحية الدبلوماسية، علما أن هناك مراحل قطيعة بينهما، ولكن عادة ما يكون هناك ترابط كبير على المستوى الإقتصادي والإستراتيجي ويصعب من خلاله لأي دولة من الدولتين الإستغناء عن هذا التحالف الإستراتيجي الذي يجمعهما”.

واعتبر الخبير نفسه، أن “هذا التحالف في الشرق الأوسط، بين تركيا وإسرائيل وتطبيع العلاقات الدبلوماسية وتعميمها وتوسيعها يأتي بعد استقبال و دخول تركيا في علاقات مع روسيا و إيران ، وهذه محاولة من تركيا لتلعب دوما هذا الدور المزدوج بين الطرفين، ومن خلاله تكون لها قدم في سياسة الشرق الأوسط “.

وخلص إلى أن “الأمر المرتبط بالمغرب و سياسته الخارجية وغيرها، هي عملية دعائية تقوم بها الجزائر ولن تستطيع طبعا أن تنتقد رسميا أي توجه لأي دولة كانت، ليس فقط تركيا، ولكن كافة الدول التي سبقت لها أن وقت اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل، وهذا  أمر(الانتقاد) إذا قامت به الجزائر  فسيخدش مصالحها الإستراتيجية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
19 أغسطس 2022 03:51

الجزائر ترتعد من القوة التركية وقد تبعث لها رسالة تهنئة بمناسبة التطبيع النظام الجزائري يحتضر وقد انكشفت أضاليله في العمالة للتمدد الشيعي وأصبح منبوذاعربيا واسلاميا واوروبيا مما سيجعل بنهايه مع اشتداد الحرائق و حرق المئات من السكان والمواشي والامتناع عن قبول الدعم المغربي لاخماد الحرائق

طائر
المعلق(ة)
18 أغسطس 2022 20:07

الجزائر لا يهمها التطبيع بقدر ما يهمه افشال اي تقدم للمغرب .فهي مستعدة لبيع شرفها لمن يعاكس المغرب.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x