2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هل يهدد وصول اليسار للحكم بأمريكا اللاتينية مصالح الدبلوماسية المغربية؟

استطاعت الأحزاب اليسارية أن تحقق نجاحات انتخابية بعدد من دول أمريكا اللاتينية منذ 2018، وهو ما بوأها مراكز القرار في بعض الدول من قبيل الأرجنتين، بوليفيا، الشيلي، المكسيك، إلى جانب فوز اليسار في الانتخابات بكولومبيا وعودته إلى مراكز القرار مؤخرا.
صعود اليسار إلى السلطة في دول أمريكا اللاتينية يطرح تحديات بخصوص حفاظ الدبلوماسية المغربية على النجاحات والمكاسب التي تم تحقيقها على مستوى ملف الصحراء. وتزداد أهمية هذا الطرح إذا علمنا أن كولومبيا أعادت اعترافها بالجمهورية الصحراوية بعد تولي الرئيس الجديد الحكم، ما يطرح أسئلة حول إمكانية تغيير مواقف دول أمريكا اللاتينية الأخرى التي يقودها اليسار من مسألة الصحراء؟
أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، محمد زين الدين، يرى أنه بالنظر إلى الموقف الصادر عن البيرو مؤخرا، بإعلانها سحب الاعتراف بما سمي “الجمهورية الصحراوية”، يظهر بجلاء أن هناك اقتحام للدبلوماسية المغربية للمعسكر الشرقي، حيث أن القرار البيرو لم يكن لحظيا وقرارات من هذا القبيل لا يتم الإعلان عنها إلا بعد مشاورات.

وقال زين الدين في تصريح لـ”آشكاين”، “صحيح أن اليسار ما يزال يتشبث بموقفه المتشدد من ملف الوحدة الترابية المغربية، إلا أن اليسار على الصعيد الدولي ليس هو يسار فترة الحرب الباردة، حيث برزت قيادات يسارية يقارب منظورها منظور القادة الجدد بافريقيا، الذين غيروا سياستهم ورؤيتهم للنزاع حول الصحراء.
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن تراجع البيرو عن الإعتراف بـ”الجمهورية الصحراوية” ودعمها لمخطط الحكم الذاتي موقف هام جدا، وذلك بالنظر إلى وزن هذه الدولة في المعسكر الإشتراكي، ما سيشجع دول أخرى في أمريكا اللاتينية للمضي في نفس الإتجاه الذي سارت فيه البيرو.
وعن سؤال “آشكاين” حول دور الدبلوماسية المغربية في منع دول أخرى بأمريكا اللاتينية إلى اتباع خطوة كولومبيا التي اعترفت بـ”جمهورية الصحراء”، رد زين الدين بأن الدبلوماسية الرسمية يجب أن لا تقتصر على القنوات التقليدية في السياسة الخارجية في مقابل التركيز على سياسة “الباب الخلفي” من خلال الإعتماد على أليات أخرى غير رسمية.
وشدد المحلل السياسي على ضرورة تدعيم الدبلوماسية الرسمية بالدبلوماسية الموازية من خلال أدوار الأحزاب السياسية وتنظيماتها الموازية والجمعيات في مختلف المجالات، إلى جانب الجامعات من خلال الشق العلمي.
اليسار لم يعد بتلك النظرة التي كانت تحكمها الحرب الباردة، وهو ما لم يفهمه الكراغلة، و لكن علينا نحن تغيير نظرتنا للتفاعل الايجابي مع الجميع.