وهبي يُعاكس توجُّــهات الملك و يستعدُّ لتفويت قطعة أرضية شاسِعة لمجموعة فرنسية بـ35 درهما للمتر

ما هي إلا أيام قليلة على الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب الذي وجه فيه محمد السادس رسائل واضحة للشركاء التقليديين للمملكة، والذين عنى بهم بدرجة أولى  فرنسا، بتوضيح موقفها من قضية الصحراء المغربية، وفي ظل استمرار الإدارة الفرنسية في رفض منح تأشيرة الدخول إلى ترابها للمغاربة. يأبى الوزير عبد اللطيف وهبي إلا أن يعاكس كل هذا ويجامل مجموعة فرنسية كبيرة بقطعة أرضية شاسعة.

وهبي الذي بدأت رائحة “شبهة ملفات فساد” تنبعت من حوله، أبى إلا أن يعاكس توجهات الملك والدبلوماسية المغربية التي أصبحت تنهج “سياسة الند للند” كما وصفها وزير الخارجية؛ ناصر بوريطة، من خلال منح صفقة مربحة لمجموعة تجارية فرنسية عملاقة تتوفر على سلسلة مراكز تجارية في مختلف أنحاء العالم وفي معظم مدن المغرب.

ويسعى وهبي من خلال مجلس جماعة تارودانت الذي يترأسه إلى تفويت بقعة أرضية تتواجد بحي “لاسطاح” مملوكة للجماعة وتابعة للرسم العقاري 39/38543، تبلغ مساحتها خمسة هكتارات و93 آر و5 سنتيار، بثمن بخس لا يتجاوز 35 درهما للمتر الواحد بحسب محضر اللجنة الإدارية للتقييم.

المثير في صفقة وهبي، أن الشركة التي ستستفيد من هذه “الكعكة”، هي مجموعة “LabelVie” الفرنسية التي تملك العلامة التجارية “Carrefour” التي يشتكي منها البقالة المغاربة بسبب استحواذها حتى على الأحياء الشعبية وليس المدن الكبرى فقط. وهذا يأتي في سياق سياسي يتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر “للتشويش على مصالح المغرب” بحسب مراقبين.

ما يزيد صفقة الوزير “الذي يعرف ألوان جوارب المغاربة” إثارة، هو أن البقعة التي ستفوت إلى المجموعة الفرنسية العملاقة لن يستفيد منها إلا المجموعة ذاتها، من خلال المرافق التجارية التي ستنجز على البقعة المشار إليها، وفي مقدمتها مركب تجاري تابع لعلامة “Carrefour”.

كما ستشيد على البقعة الأرضية التي ستمنح للفرنسيين مشاريع تجارية تزيد من الأموال التي تجنيها الشركات الفرنسية من المغرب، وهنا نتحدث عن فضاء تجاري خاص للبيع بالجملة، فضاء تجاري خاصة لبيع المنتوجات الإستهلاكية بالتقسيط، مصحة خاصة، محلات تجارية، محطة لبيع الوقود، فضاء خاص لألعاب الأطفال وفضاء للأكلات السريعة.

وينتظر أن يصادق ممثلو ساكنة تارودانت على هذا المقترح الذي أعده المكتب المسير الذي يترأسه “وزير التقاشر” وهبي، خلال دورة جماعية لاحقة بعد استكمال بقية الإجراءات الخاصة بتفويت البقعة الأرضية للمجموعة الفرنسية العملاقة “LabelVie” بثمن بخس. فهل سيصادق ممثلو ساكنة تارودانت على صفقة وهبي؟ أم سيكون لهم رأي آخر؟