2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تزور وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، اليوم الأربعاء 24 غشت الجاري، المغرب، في أول زيارة لها منذ إعلان المغرب في 22 دجنبر الماضي، استئناف التعاون الثنائي مع برلين، وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين إلى شكلها الطبيعي، وذلك بعد أزمة دبلوماسية غير مسبوقة استمرت تسعة أشهر.
وتثير وزيرة الوزيرة الألمانية المذكورة تساؤلات كثيرة عن الملفات المطروحة على طاولة النقاش الذي سيجمعها بنظيرها المغربي، ناصر بورطة خلال هذه الزيارة، خاصة أن زيارتها تأتي في سياق إقليمية متقلب وفي ظل متغيرات دولية واقتصادية وجيواستراتيجية تهم كلا البلدين.
وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أن “لقاء وزيرو الخارجية الألمانية ونظيرها المغربي ناصر بوريطة ، هو لقاء من أجل أجرأة وتفعيل الشراكة بعد عودة العلاقات بين المغرب وألمانيا بعد أشهر من الجمود وتبادل الرسائل بين العاهل المغربي ورئيس الجمهورية الألمانية”، موردا أن ألمانيا ستحاول جني هذا التقارب مجددا، خاصة أن هناك العديد من الملفات الأساسية والمحورية التي تهم البلدين”.
ويرى لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “من أهم هذه الملفات استئناف المشاورات على المستوى السياسي والأمني، وهو أمر هام جدا لمعرفة مواقف المغرب، خاصة في إطار التحولات التي تعرفها المنطقة، علاوة على كيفية استثمار الاعتراف الألماني بمبادرة الحكم الذاتي وتدعيم الاتفاقات والبروتوكلات المتعلقة بالتعاون التقني والعلمي والتجاري مع ألمانيا، وهذه الجوانب ستكون محور اهتمام البلدين”.
وشدد على أنه “قد حان الوقت لتفعيل كل هذه الاتفاقيات المتعلقة بالتكنولوجيا ودعم الاستثمار الألماني، علما أنه بالرغم من وجود علاقات اقتصادية قوية، إلا أن الطموحات الألمانية لازالت لم تصل إلى مستوى معين، نظرا لكون ألمانيا تضع نصب أعينها أنها تتعامل مع فاعل إقليمي محوري، ومع منصة دبلوماسية محورية من خلالها يمكن العبور إلى إفريقيا، وهي بوابة أساسية لها”.
ولفت الانتباه إلى أن “هذا الأمر يأتي في ظل وجود تباعد ألماني جزائري وتفضيل ألمانيا للمغرب كمحطة عبور أساسية للاستثمار في إفريقيا والاستثمار في الصحراء المغربية”.
وخلص إلى أن “كل هذه الملفات تبقى مفتوحة، خاصة أن الموقف الألماني في الحرب الأوكرانية متغير، وتحاول ألمانيا تنويع الشركاء، كما هو الشأن للمغرب، الذي يحاول الاستفادة أيضا من الخبرة الألمانية في العديد من المجالات، خاصة في القطاعات الصناعية وقطاعات البحث المختلفة، وهي مواضيع ستكون كلها موضوعة على الطاولة للنقاش بين الطرفين”.