لماذا وإلى أين ؟

صبري يفكك دلالات رسالة الملك محمد السادس إلى رئيس أوكرانيا

وجه الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، بمناسبة العيد الوطني لبلاده، متمنيا له “الأمن والوحدة والاستقرار”، مشيدا “بالعلاقات بين البلدين”.

مما جاء في الرسالة الملكية إلى رئيس أوكرانيا، قوله ”وأغتنم هذه المناسبة لأشيد بعلاقات الصداقة والتعاون المتينة التي تربط بين بلدينا، والتي يحذونا حرص مشترك على تعزيزها والارتقاء بها لما فيه مصلحة الشعبين المغربي والأوكراني”، وهو ما يجعل هذه الرسالة حمَّالة المعاني خاصة أنها جاءت في ظل الحرب الأوكرانية الروسية وما تلا ذلك من مواقف مغربية تجاهها.

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجماعة محمد الخامس بالرباط، عبد النبي صبري، أنه “فيما يتعلق بالعلاقات المغربية الأوكرانية، فحتى قبل الحرب الروسية الأوكرانية قد كان هناك استئناف للحوار السياسي واتفاقيات في مجالات محددة، مثل الزراعة وبعض الصناعات ومنها ما هو في الشق العسكري والغذائي، علاوة على اتفاقيات لتبادل السجناء واتفاقيات أخرى وقعها المغرب، بدأ في الحوار السياسي وتدعيم المواقف الثنائية”.

وأكد صبري في  تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “مواقف المغرب من أوكرانيا وكافة دول العالم تتماشى والضوابط المؤطرة للعلاقات بين الدول، ولعل أهمها احترام سيادة الدول من خلال احترام الوحدة الترابية لكافة دول العالم”.

عبد النبي صبري: أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق السويسي بالرباط

ولفت الانتباه إلى أنه “بعد الحرب الأوكرانية الروسية أكد المغرب على أنه ضد اللجوء إلى القوة في العلاقات بين الدول وأن الحوار والتفاهم هو السبيل الذي يؤدي إلى العلاقات التعاونية، ما يعني أن المغرب يركز في علاقاته الثنائية مع أوكرانية وروسيا على العلاقات التعاونية والانسيابية، من خلال حرية تنقل الأشخاص والبضائع ورؤوس الأموال، ولا يريد المغرب أن تكون هناك نزاعات، خاصة أن الحرب الأوكرانية الروسية ليس بين بلدين فقط، بل هي حرب تدخل في إطار صراع المواقع وحتى في إطار أنها حرب بالوكالة، وبالتالي فالمغرب يأخذ المسافة من ناحية التوازنات، حافظا على العلاقات الروسية التي تدخل في إطار العلاقات الاستراتيجية، وكذلك تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين”.

وتابع انه بعد هذه الحرب كانت أوكرانيا قد سحبت السفيرة المعتمدة بالرباط وعلق رئيسها على أن أوكرانيا لا تريد سفراء لا يعملون أولا يتحركون ويريدون الخلود في مناصبهم فكانت الرسالة  واضحة لكافة سفراء أوكرانيا للدفاع عن مصالح بلادهم وإقناع الدول بأحقية أوكرانيا في كل ما تقوم به”.

“بعد ذلك” يضيف صبري “أكد وزير الخارجية الأوكرانية على أن “العلاقات الأوكرانية المغربية متينة وتحافظ على علاقات متعاونة، لكن سحب السفير الأوكراني بدأت معالم أسبابه تتضح فيما بعد لا على مستوى تدعيم العلاقات ولا على مستوى الأعمال الإنفرادية الصادرة على مستوى الدول أو تلك الصادرة على مستوى المنظمات الدولية”.

وأشار إلى أن “موقف المغرب في الجمعية العامة للأمم المتحدة كان الحياد، وقد كان قرارا مدروسا لأن هذا القرار يمكن أن يحال على مستوى مجلس الأمن الدولي”.

وخلص صبري إلى أن رسالة الملك أكد فيها على متانة العلاقات مع أوكرانية وأن المغرب يريد علاقات تعاونية مع الأوكرانيين ومع الروس ومع كافة بلدان العالم، إذ أن هذه الحرب أنهكت مجموعة من دواليب القرار الدولي، حيث أن المغرب يتجه اليوم إلى استئناف الحوار السياسي والذي كان قبل الحرب على أوكرانيا، والذي يجب أن يستمر بشكل أكبر من هذا المسار حتى لا تكون هناك تأويلات غير واضحة فيما يخص بعض التأويلات التي تصدر من هنا أو هناك”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Nasser
المعلق(ة)
24 أغسطس 2022 23:00

L’Ukraine n’est elle pas en droit de retourner les arguments du discours du sultan sur l’intégrité territoriale ?

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x