لماذا وإلى أين ؟

مُدير مُؤسَّـسة النُّهوض بالتعليم الأولي يكشفُ كل مُستجدات هذا القِطاع (حوار)

استعدادا للدخول المدرسي 2022-2023 ، يستعرض المدير العام للمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، عزيز قيشوح، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، وضعية هذا القطاع والأوراش المفتوحة أو التي يتعين تنفيذها في مجال تعميم التعليم الأولي.

1 – في إطار التزاماته ، أطلق المغرب في سنة 2018 برنامجا لتعميم التعليم الأولي. ما هو تقييمك لهذا القطاع؟

في الواقع، منذ الإحتفال في يوليوز 2018 باليوم الوطني للتعليم الأولي، الذي تميز برسالة ملكية رسمت خارطة الطريق للبرنامج الوطني لتعميم و تطوير التعليم الأولي، شرع المغرب في تفعيل هذا الورش الذي يقوم على ثلاثة عناصر أساسية، تتمثل في وضع عرض جديد لاستيعاب 50 بالمائة من الأطفال المغاربة في سن التعليم الأولي الذين لم يلجوا التعليم الأولي في ذلك الوقت، وتأهيل العرض القائم على المستوى البيداغوجي ومن حيث التكوين، بالإضافة إلى الركيزة الثالثة التي تهم الجودة.

لقد عرف البرنامج انطلاقة جيدة للغاية ونحن الآن عند معدل أزيد من 70 بالمائة من الأطفال المغاربة في التعليم الأولي. لقد اكتسبنا، في غضون ثلاث سنوات، على الرغم من وباء كوفيد-19، ما يزيد قليلا عن 20 بالمائة في الالتحاق بالتعليم الأولي، وقمنا بقطع أكثر من 30 بالمائة من الطريق نحو استحقاق عام 2028 ، وذلك بفضل العديد من المبادرات التي تم إطلاقها في خطوات و على جداول زمنية مختلفة.

في نهاية عام 2021، أجرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في هيكتلها الجديدة، تقييما للبرنامج بأكمله وتحديثَ خارطة الطريق الوطنية لمرحلة التعليم الأولي، والتي نعمل عليها اليوم بالشراكة مع نفس الوزارة وشركاء آخرين.

لقد أخذ برنامج التعميم المسار الصحيح من الناحيتين الكمية والنوعية. أعطت خارطة الطريق الجديدة دفعة جديدة وستكون السنة الدراسية القادمة مليئة بمستجدات لفائدة أطفالنا.

2- مع اقتراب الدخول المدرسي 2022/2023 ما هي الاستعدادات التي قامت بها المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي لبلوغ هذا الموعد؟

في الواقع ، تم الإعداد للدخول الدراسي المقبل منذ دجنبر الماضي بعد عدة جلسات عمل مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والتي أسفرت، في 7 أبريل، عن اتفاقية إطارية بين الوزارة والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، واتفاقية ثانية مع الوزارة نفسها، ووزارة الاقتصاد والمالية، والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الاولي، وثالثة لتكوين المربين والمربيات مع الوزارة المشرفة، ووزارة الاقتصاد والمالية، ووزارة الادماج الإقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية و المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي.

و تحدد هذه الإتفاقيات الثلاث الدفعة الجديدة لخارطة الطريق الوطنية للتعليم الأولي، والتي تستند على أربعة عناصر أساسية ويتعلق الأمر أولا بتكليف المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الاولي، بالنظر إلى خبرتها وتجربتها ومعرفتها والنتائج التي تحققت من عام 2008 إلى عام 2021، بـ70 بالمائة من التعليم الأولي العمومي. بعبارة أخرى ، منشآت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و جميع العروض التي أحدثتها وزارة التربية الوطنية في المدارس الإبتدائية. وثانيا ، يتعلق الأمر بتكليف المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الاولي بتكوين المربين والمربيات عبر مركزها “FMPS Takwin”. وثالثا ، يتعلق الأمر بوضع آلية لرصد وتقييم المهارات المكتسبة من قبل الأطفال، ورابعا، يتم التركيز على تقاسم تجربة هذه المؤسسة مع الجمعيات الأخرى، وخاصة الجمعيات المحلية، التي تحتاج إلى مرافقة ومساعدة في العديد من المجالات المرتبطة بالتدبير والتأطير والتكوين والمراقبة والرقمنة وإعداد التقارير، من بين أمور أخرى.

ويركز هذا الدخول الدراسي على هذه العناصر الجديدة. بدأ أولُّ تكوين في ماي الماضي وقمنا بإعداد 400 مكون. كما أطلقنا عملية توظيف لاختيار المربين والمربيات اعتبارا من شتنبر القادم (ما يقرب من 8000 مربية ومربي على المستوى الوطني) والذين سيتلقون تكوينا أساسيا لمدة 400 ساعة ، موزعة على 11 أسبوعا.

وبعد دخول الأقسام، سيستفيد كل مربٍّ من 550 ساعة من التكوين موزعة على العام الدراسي، مع تقييم سيحدد ما إذا كان المربي قادرا على العمل مع الأطفال أو ما إذا كان لا يزال بحاجة إلى مواكبة. في المجموع، هناك 950 ساعة تكوين على مدى 18 شهرا.

3- في أفق الدخول المدرسي 2022/2023 ، أطلقت المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي برنامجا تكوينيا جديدا لمربي التعليم الأولي. ما المستجد في هذا البرنامج الجديد من حيث المضمون التعليمي والاستهداف؟

هو برنامج يعتمد على 10 مجالات تكوينية، تتوزع بين علم نفس الطفل إلى إدارة الفصول الدراسية، مرورا بالحركة النفسية، ورصد الإعاقة، وتسيير الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى وحدات حول القراءة المسبقة، والكتابة المسبقة، و الرياضيات التمهيدية، والألعاب التربوية و ورشات عمل للإبتكار.

يتعلم الأطفال من خلال اللعب. إنه عمل جماعي بشكل عام، من 4 ، 5 إلى 6 أطفال يعملون معا بمنطق يمكن أن يصل إلى شهر في مهام محددة للغاية.

يغرس العمل الجماعي في نفوس الأطفال قيم الإحترام والصبر. يتضح هذا من خلال نظراتهم، عندما يكونون سعداء بعمل شيء ما معا ويكون ذلك رائعا.

4- التعليم الأولي قطاع مزدهر في المغرب. ما هي التحديات التي تواجه المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي ؟

هناك العديد من التحديات. يمكنني أن أذكر اثنين من الأمثلة. الأول يتعلق بالرقم. نحن ننتقل من سنة إلى أخرى إلى أعداد كبيرة جدا، سواء تعلق الأمر بعدد الأطفال أو عدد المربين .

في عام 2018، كان لدى المؤسسة 500 فصل دراسي وما يقرب من 2000 فصل في عام 2019. وفي نهاية عام 2021 ، كنا في حدود 12000 فصل دراسي وفي شتنبر المقبل، سنتجاوز 18000 فصل دراسي. هذه أرقام مهمة، لكن هناك آليات للتوقع والبرمجة والتخطيط والرقمنة والمراقبة والضبط إلخ.

لكي نكون قادرين على مواكبة هذا التطور والوفاء بالتزاماتنا مع الوزارة الوصية ، تستثمر المؤسسة الكثير في التدبير والحكامة الجيدة. نحن بصدد مراجعة عملياتنا وتأهيل هياكلنا الإقليمية والجهوية والمركزية.

التحدي الثاني يتعلق بالجودة. نحن في قطاع التعليم والجودة لا يمكن لمسها بسهولة، خاصة في مجال الطفولة المبكرة. هذا هو السبب في أن نجاح نظام الرصد والتقييم أضحى أمرا ضروريا.

لقد طلبنا من علماء دوليين، الذين يساعدوننا اليوم، تحديد كيفية تقييم الكفاءة لدى طفل صغير دون سن 6، نظرا لعدم وجود نظام درجات كما هو الحال بالنسبة للمرحلة الإبتدائية والجامعية والثانوية.

وهكذا، قمنا بوضع منهجية، في مرحلة تجريبية، مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من 2019 إلى 2021، والتي أعطت نتائج جيدة للغاية، ونحن في طور التعميم على جميع الفصول التي تديرها المؤسسة.

5- ما هي برأيك المبادرات التي يجب اتخاذها لتقليص التفاوتات وضمان جودة التعليم الأولي لجميع الأطفال؟

التفاوت موجود على بعدين. هناك تفاوت جغرافي بين المناطق القروية والحضرية ثم تفاوت ثان في ما يتعلق بمسار أو مستوى المربين الذين يعملون في الميدان .

على المستوى الجغرافي، فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال تنفيذ برنامج من 10.000 وحدة للتعليم الأولي، أي ما يعادل 250.000 طفل، بين عامي 2019 و 2023، تركز بشكل كامل على المناطق القروية النائية، حيث لا توجد مدارس ابتدائية، في الدواوير. وبالتالي، هناك حاليا أكثر من 6000 فصل تم إحداثه، في حين سيتم بناء 4000 فصل المتبقية ما بين هذا العام الدراسي والعام الذي يليه.

في ما يتعلق بالموارد البشرية، أطلقنا عملية تأطير وتكوين مستمر و مهيكل وقابلة للتقييم ويمكن التحكم فيها باستخدام المنهجيات العلمية لتقييم المربي، والهدف ليس الإستغناء عن الموارد البشرية بل الوصول إلى كل مربي، حتى لو كانت لديه سنوات من الخبرة في بيئة أخرى غير مهيكلة أو منظمة أو الذي لديه متطلبات تكوينية مسبقة أخرى.

و م ع

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
متضرر
المعلق(ة)
29 أغسطس 2022 06:23

لقد كثر الحديث عن التعليم الأولي،لكن هناك مربية بم /م أولاد بوعزة التابعة للمديرية الفقيه بن صالح لم تتقاض أجرتها للموسم الدراسي قبل الماضي أي 2020/2021 ،أليس هذا ظلما؟

عبدالمالك أهريرش
المعلق(ة)
27 أغسطس 2022 14:27

أظن أن سؤال واحيد لم يطرح في جل اللقاءات مع السيد عزيز قيشوح ألا وهي الوضعية المالية الهزيلة التي يتقادها المربي والذي هو العمود والفاعل الأساسي في تطوير التعليم الأولي

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x