لماذا وإلى أين ؟

تاج الدين الحسيني يعدد سيناريوهات الردّ المغربي على عداء الرئيس التونسي بعد استدعاء السفير

يرى الخبير والأستاذ في العلاقات الدولية، تاج الدين الحسيني، أن موقف الرئيس التونسي “ليس بموقف الشعب التونسي أو الأمة التونسية، بل هو موقف شخصي لرجل انقلب على الثورة التونسية واتخذ مواقف جد معقدة وجد مشخصة في حق التونسيين أنفسهم في مواجهة الجهاز التشريعي والجهاز القضائي ومواجهة الأحزاب السياسية، و المجتمع المدني، وبالتالي فما يقع هو فقط قيض من فيض واستمرار لنهج متميز بتشخيص السلطة واحتكارها وممارستها بطريقة شخصية”.

وكشف الحسيني، أن “هذا هو فقط شجرة تغطي الغابة، والواقع هو أن هناك تدخل سافر للنظام الجزائري ليس فقط بتونس كدولة مجاورة، بل حتى في العلاقات الدولية مع إسبانيا، كما لاحظنا التهديدات التي وجهت واستدعاء السفير والامتناع عن التعاون البنكي وإلى غير ذلك، ثم كذلك في مواجهة إيطاليا من تقرب مشبوه من أجل تزويدها بالغاز بأثمنة تفضيلية ومد الغاز من نيجيريا عبر أراضيها، ومع تونس نفس الحكاية، فهناك 300 مليون دولار دفعت في البداية كهدية للرئيس التونسي، ثم لاحظنا أن المواقف التونسية منذ ذلك، أصبحت تتكيف بالمواقف الجزائرية بشكل واضح ولا حدود له عندما تكون تونس عضوا في مجلس الأمن وتتخذ موقفا معارضا بكل ما تقوم به البلدان العربية والبلدان الحليفة والصديقة للمغرب، وتمتنع تماما كما فعلت روسيا حليفة الجزائر بحق مشروع القرار 26-02 الذي صوت عليه مجلس الأمن، وهذا يظهر نوعية الهيمنة التي أصبحت تمارسها الجزائر في هذا الخصوص، فمن كان يعتقد يوما ما أن رئيس تونس سوف يستقبل زعيم البوليساريو بالبساط الأحمر وبكل الهرج والمرج الذي دار في القصر التونسي”.

وأشار أستاذ العلاقات الدولية، أن الأحداث الأخيرة تظهر التطور الذي أصبح يلعبه النظام الجزائري مستغلا أحداث عابرة بالعلاقات الدولية خاصة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مما أعطى للبترول والغاز الجزائري نوعا من التفوق، والذي لم يستغل بشكل منتج لفائدة الشعب الجزائري في إطار تطوير الوضع الاجتماعي والاقتصادي، بل يتم استغلالها اليوم بنفس الطرق التي استغل فيها ارتفاع سعر البترول لأول مرة في سبعينات القرن الماضي حين أصبحت الجزائر توزع الحقائب بالبترودولار على بلدان أفريقيا وتستغل أصواتها ضد المغرب من أجل السماح للجمهورية الوهمية لمجرد الانضمام لمنظمة الوحدة الافريقية”.

وأوضح المتحدث، أن “وفي إطار معالجة الوضعية الراهنة، فالمغرب اتخذ مبادرات أولية وسريعة تتمثل في استدعاء السفير للتشاور، وعدم المشاركة في مؤتمر “تيكاد” مع أن ذلك قد يعود بالضرر حتى على المغرب، لأن التعاون مع اليابان له أهميته القصوى في المرحلة الراهنة، لكن وبالنسبة لقرارات أخرى، فإن ما يجري اليوم هو مزيد من التعطيل والتجميد لأي مشروع حول الاتحاد المغاربي”.

وتابع أنه “بين المغرب وتونس عدة اتفاقيات أهمها اتفاقية التبادل الحرّ والتي قد يتم تجميدها في القادم من الأيام، لكن ما يجب أن يأخذ بعين الاعتبار هو أن بلاغ وزارة الخارجية جاء ليميز بوضوح بين شخص الرئيس قيس سعيد والشعب التونسي الذي ينبغي أن تستمر معه العلاقات، وهذا نوع من المفارقة؛ يعني أن توجه عدائك نحو الرئيس التونسي وتحفظ الشعب التونسي، فهي مسألة جربت كذلك مع الجزائر، لكن لوحظ كيف أن النظام أصبح يلتوي بطريقة مختلفة ليجعل الشعب الجزائري هو كذلك ضد الشعب المغربي وهذا أخطر ما قد تصل إليه العلاقات في منطقة المغرب العربي الذي هو أمة واحدة وشعب واحد والحدود جميعها مصطنعة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

4 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
سعيد
المعلق(ة)
28 أغسطس 2022 17:36

يمشي الديكتاتور الصغير يدير اتفاقية التبادل الحر مع بن بطوش ، باش يبقى يبيع الاعانات المسروقه في تونس، كيف يمكن لديكتاتور تونس ان يخصص استقبال لاجىء في تيندوف استقبال رؤساء الدول او لا سمحوا لي نسيت القضية فيها 300 مليون دولار والغاز المجاني و الكهرباء والبسكوت، هههههه.

رشيد
المعلق(ة)
28 أغسطس 2022 16:16

العنوان بعيد عن المضمون

Said
المعلق(ة)
28 أغسطس 2022 13:12

ماهي السيناريوهات المحتملة للرد المغربي على موقف قيس بشأن استقبال زعيم الجبهة مقال لم يتطرق للموضوع

Abdelilah
المعلق(ة)
27 أغسطس 2022 23:51

Une fois encore le titre ne reflète pas le contenu. Please, améliorez vous !!!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x