لماذا وإلى أين ؟

خبير تونسي لـ”آشكاين”: ما قام به قيس غير مبرر (حوار)

وصف الباحث التونسي في العلاقات الدولية، البشير الجويني، ما أقدم عليه رئيس بلاده قيس سعيد في استقبال زعيم ما يسمى “رئيس الجمهورية الصحراوية”؛ إبراهيم غالي، بأنه “خارج الإجماع التونسي” وأنه “موقف غير مبرر“.

وفي حواره مع الجريدة الرقمية “آشكاين”، تحدث الباحث التونسي في العلاقات الدولية كذلك على إشكال الصحراء والدور الذي يجب أن تلعبه تونس في أفق البناء المغاربي، معرجا على البلاغات والبلاغات المضادة ببين الخارجيتين المغربية والتونسية. كما أشار إلى الخطوات التي يمكن للمجتمع المدني التونسي القيام بها للرد على خطوات الرئيس قيس سعيد.

البشير الجويني ــ باحث تونسي في العلاقات الدولية

وفي ما يلي نص الحوار:

مرحبا بك، وشكرا لقبول دعوة التواصل مع “آشكاين”. بداية ما تعليقك على استقبال قيس سعيد لزعيم “البوليساريو”؟

مرحبا، هذا السؤال يندرج في إطار أكبر وأعمق، يتعلق بالسياسة الخارجية لدولة تونس التي تنبني منذ استقلال الجمهورية على الإعتدال وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتسعى دائما لحل كل أنواع الخلافات من خلال لغة الحوار بعيدا عن كل أشكال التصعيد. ومن جهة ثانية، تونس حافظت دائما على علاقات طيبة مع كل البلدان المغاربية بناء على السياسة الخارجية التي وضع أساسياتها الزعيم الحبيب بورقيبة مباشرة بعد الإستقلال.

لكن. ما أقدم عليه الرئيس قيس سعيد خروج عن نواميس (قوانين) السياسة الخارجية التونسية، وخروج من الإجماع بين التوانسة، خاصة أن ملف الصحراء هو خلاف بين أشقاء ولا يجب أن نقف مع طرف ضد آخر، بل يجب الوقوف من أجل إيجاد أشكال من الحوار والاستقرار في أفق البناء المغاربي باعتباره الأولوية القصوى.

أؤكد أن ما أقدم عليه الرئيس قيس سعيد موقف غير مبرر بأي شكل من الأشكال، حتى ولو أن البعض يتخذ موضوع التطبيع مع إسرائيل ذريعة لذلك، إلا أنه لا تزر وازرة وز أخرى، وبالتالي لا يجب أن تكون الإجابة بمزيد من تهديد البناء المغاربي.

طيب، وكيف ترون البلاغات والبلاغات المضادة بين الخارجيتين التونسية والمغربية؟

أعتقد أنه من الضرورة بما العمل على تهدئة الأوضاع، صحيح أن الخطأ الذي أقدم عليه الرئيس التونسي لا يعبر عن الإرادة التونسية والدبلوماسية التونسية الراسخة ولا يعكس حقيقة العلاقات الدبلوماسية المتميزة بين الجمهورية التونسية والمملكة المغربية.

ما حدث يمكن اعتباره فاصل في العلاقات الدبلوماسية المغربية التونسية وسحابة عابرة نأمل أن تنقشع في أقرب الأوقات حتى يعود التواصل تونس والمغرب بشكل عاد وتام، خاصة أن هذا الامر لا يمس بأي شكل من الأشكال بأصالة العلاقات التونسية المغربية؛ وبشكل أساس بين مختلف فئات الشعبين الشقيقين.

حسنا، ما هي الخطوات التي يمكن أن تقوم هيئات المجتمع التونسي للرد على قرار الرئيس التي وصفته بغير المبرر؟

أعتقد أن المجتمع المدني في تونس حر وله الحق في نقد السياسات الحكومية ومنها سياسة الرئيس قيس سعيد.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x