2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم الجمعة 2 شتنبر الجاري، مباحثات عبر تقنية الاتصال المرئي، مع نظيره الياباني، يوشيماسا هاياشي، إذ ركزت هذه المباحثات، على مستوى وآفاق العلاقات الثنائية، وما شهدته القمة الأخيرة لـ”تيكاد8″، المُنعقدة بتونس، يومي 27 و28 غشت 2022، حيث أشادَ الوزيران بمُستوى العلاقات الثنائية الممتازة والقوية التي تربط البلدين، والتي تتميز بالتقدير الكبير وتقارب العلاقات بين الملك، وإمبراطور اليابان، هيرونوميا ناروهيتو.
وتأتي هذه المباحثات عقب ما شهدته قمة “تيكاد8” بتونس من استقبال الرئيس التونسي لزعيم جبهة البوليساريو، رغم عدم توصلها بالدعوة من اليابان، وهو ما فجر أزمة دبلوماسية بين المغرب وتونس امتدت إلى استدعاء سفراء الجانبين، ما يجعل لقاء بوريطة بنظيره الياباني بعد هذه الأحداث ذا دلالات متعددة.
وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد النبي صبري، أن “لقاء بوريطة مع نظيره الياباني يحمل دلالات قوية وعميقة، حيث إن اليابان نظمت منتدى للشراكة اليابانية الإفريقية، وانطلقت هذه القمة من تونس، لكن الأخيرة خرقت البروتوكولات والقواعد الدبلوماسية المؤطرة لهذه القمة، باستضافتها لزعيم كيان انفصالي، واليابان أكدت على رفضها لذلك وخفضت من مستوى التمثيل، حيث لم يحضر الوزير الأول الياباني وحضر وزير الخارجية، وكأن هذه القمة انتهت قبل أن تبتدئ”.

وشدد صبري في تصريحه لـ آشكاين”. على أن “هذا الاتصال اليوم جاء ليؤكد العلاقات القوية مع اليابان، إذ أن الأخيرة تريد الدخول إلى إفريقيا وتعزيز الشراكة المغربية الاستراتيجية مع المغرب، وهو ما يعكس قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، علما أن الشراكات على المستوى الاقتصادي لم تصل إلى المستوى المطلوب”,
وأضاف أن “اليابان أكدت اليوم على لسان وزير خارجيتها من خلال توجيهات الملكية والإمبراطور الياباني على الدفع بالعلاقات الثنائية بين البلدين نحو آفاق أرحب وأوسع، وتأكيد اليابان لمسلسل الحكم الذاتي لأقاليمنا الجنوبية، هو ما سيجعل اليابان لها مكان في الشراكات التي حصلت مع دول أخرى، مثل الهند وروسيا وأمريكا”.
موردا أن “اليابان ستدخل اليوم باعتبارها رائدة على مستوى عدة مجالات، من خلال شراكات على مستوى الأمن الغذائي، ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، والاتفاقيات التي تم إبرامها من خلال تسهيل الاستثمارات وتفادي الازدواج الضريبي”.
وتابع محدث “آشكاين”، أن “العلاقات المغربية اليابانية ستكون أقوى مما كانت عليه خلال العقود الماضية، وهذا دليل قاطع وبرهان ساطع، على أن تنويع المغرب لشركائه أربك حقيقة حسابات الشركاء التقليديين، لتحقيق رفاهية الشعوب الإفريقية نحو الأمام وانعكاس ذلك على الشركاء التقليديين الذين يغتنمون الفرص ليغتنوا على حساب بؤس الأفارقة، خاصة الشركاء التقليدين الأوربيين، الذين لا يفهمون أن المغرب تطور ، وأن تنويع الشركاء يجلب المنافع لجميع الشركاء، ولم يعد الحصول عليها بالسهولة التي كانوا يعتقدون في الماضي”.
وخلص صبري إلى أن “تنويع المغرب لشراكاته ضرورة منهجية لا مفر منها للمملكة المغربية، من أجل توزيع المنافع وتنويع المكاسب والاستفادة من الشراكة “رابح رابح”، ولا نريد الشراكات التي كانت مع بعض الدول، والتي كانت في ظاهرها تبحث عن تقوية العلاقات الثنائية، ولكنها في الخفاء كانت لا تبحث إلا عن تحقيق الأرباح وتصدير المنافع دون أدنى مجهود يذكر”.