لماذا وإلى أين ؟

زيارة دي ميستورا للجزائر بخصوص الصحراء المغربية تفضح أطروحة حكام قصر المرادية

التقى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، بقيادة جبهة البوليساريو، ووزير الخارجية الجزائرية، رمطان لعمامرة في جولة قام بها إلى المنطقة منذ يوم السبت المنصرم 3 شتنبر الجاري، على أن يقوم بزيارة موريتانيا أيضا.

وجاءت هذه الزيارة بعدما كان دي ميستورا قد حل بالمنطقة في زيارة خص بها المغرب، في 6 يوليوز 2022، كما أنها تأتي قبل أيام فقط من تقديم دي ميستورا لتقريره حول الصحراء في مجلس الأمن خلال الشهر الجاري، وهو ما يعطي لهذه الزيارة أبعاد متعددة.

وفي هذا الصدد، يرى المحلل السياسي والباحث في الشؤون الدولية، محمد شقير، أن “هذه الزيارة تأتي في إطار المساعي التي يقوم بها المبعوث الأممي من أجل تحريك ملف الصحراء، خاصة أن كل المؤشرات تدل على أن هناك صعوبات كبيرة أمام تحريك هذا الملف، ومع ذلك أعطيت أوامر من طرف الأمين العام كي يواصل المبعوث الأممي جهوده في الاتصال مع كل الفرقاء”.

وأوضح شقير، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “هذه الزيارة تشمل كلا من الجزائر والبوليساريو إضافة إلى موريتانيا، وقد بدأت هذه الزيارة باللقاء الذي جمع المبعوث الأممي وزعيم جبهة البوليساريو، وكان غالي قد عبر عن الموقف السابق الذي لم يتطور رغم كل المتغيرات، والتي يركز بالأساس على تقرير المصاير وغير ذلك”.

موردا أنه “بعد هذا اللقاء كان هناك لقاء مع وزير الخارجية الجزائري، وفي هذا اللقاء لا يهم ما كرره الوزير الجزائري، لأن الموقف الجزائري معروف، بقدر ما يهم إشراك الجزائر في هذه الزيارة وهو ما يضرب الموقف الجزائري الذي يحاول أن يتجنب اعتباره شريكا في هذا النزاع، ما يعني أن هذا اللقاء يضرب الأطروحة الجزائرية التي تعتبر أن النزاع هو نزاع ثنائي بين المغرب والبوليساريو، وهو ما يؤكد على ضرورة إرجاع الجزائر إلى الموائد المستديرة التي كانت في عهد المبعوث الأممي السابق”.

ولفت الانتباه إلى أن “هذه الزيارة التي ستشمل أيضا حتى موريتانيا، تدخل في إطار إعادة تحريك ملف الصحراء، خاصة قبيل تقديم دي ميستورا تقرير شتنبر لدى مجلس الأمن بخصوص الملف، وذلك فرض على دي ميستورا القيام بهذه الزيارة لمعرفة أي جديد، حتى وإن لم يكن جديد في المواقف”.

وخلص إلى أن “مخرجات هذه الزيارة لن تختلف عن المواقف السابقة، وإن كان المغرب بحكم السياق الحالي في وضع مريح، لا من حيث المتغيرات الدولية التي وقعت، ولا من خلال الاعترافات التي كانت، سواء الموقف الأمريكي، أو المواقف الجديدة من ألمانيا وإسبانيا وباقي الشركاء الأوربيين، وفتح قنصلية حوالي أكثر من 30 دولة في كل من الداخلة والعيون، ما يجعل المغرب كما أشرنا في وضع مريح ويترك الكرة في ملعب الخصوم”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x