لماذا وإلى أين ؟

ماذا سيجني المغرب من المنتدى الاقتصادي مع موريتانيا؟..الكتاني يجيب

يرتقب أن تحتضن الدار البيضاء يوم 20 شتنبر الجاري النسخة الثانية من المنتدى الاقتصادي المغربي الموريتاني المنظم من طرف الاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM) والاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين (UNPM).

ويأتي هذا المنتدى في سياق إقليمي ودولي يشهد اضرابات اقتصادية ودبلوماسية متعددة، ما يجعل اننعقاد هذا المنتدى يطرح تساؤلات حول مكاسب المغرب من انعقاده.

وفي هذا الصدد، يرى الخبير الاقتصادي، عمر الكتاني، أن “موريتانيا هي طريق لإفريقيا، وتربط بين أوروبا وإفريقيا، ما يعني أنها طريق استراتيجية بالنسبة للبضائع التي تأتي من أوروبا وتعبر المغرب وتمر إلى موريتانيا، ومن هنا تأتي  أهمية العلاقات مع موريتانيا”.

وأوضح الكتاني، في تصريحه لـ”آشكاين”، أنه “يجب طمأنة موريتانيا بأن المغرب لن يدخل معها في صراع بل في تعاون وتكامل، ولعل هذا المنتدى فرصة، بما أن الجزائر “استولت على تونس”، فالمغرب يجب أن يحافظ على علاقة جيدة مع موريتانيا كي يكون هناك نوع من التوازن، نظرا لأن هناك محاولة لعزل المغرب، والأخير رد فعله إزاء ذلك هو التعاون مع موريتانيا وطمأنتها بأن المغرب تنازل عن أي أطماع في موريتانيا”.

الخبير الاقتصادي عمر الكتاني

وأضاف أن “البنية التحتية ضعيفة في موريتانيا، في حين أن المغرب لديه تجربة كبيرة فيما يتعلق بالبنية التحتية، حيث يعتبر من أحسن الدول الإفريقية التي تتوفر على بنية تحتية مهمة، كما أن المغرب يخطط كي يكون جنوبه البحري منطلقا للتجارة مع إفريقيا عبر موريتانيا وعبر دول الساحل الغربي”.

ولفت الانتباه إلى أن “الامتداد الاقتصادي الطبيعي للمغرب يمر عبر موريتانيا، والمعلوم أنه من الناحية الاستراتيجية لا تكتفي الدول بتأمين اقتصادها بل تتعداه لتأمين محيطها، ما يعني أنه كلما كان استقرار في هذه الدولة سيكون هناك ضمان لتجارة المغرب مع الدول الإفريقية وتبقى الخطوط مفتوحة لها”.

واسترسل أن “المغرب بنى استراتيجيته على أساس أن لا يكون هناك استحواذ الاقتصاد في علاقته مع أوروبا بل ذهب إلى التنويع، واختار لذلك استراتيجيتين، أولها الانفتاح على دول “البريكس-BRICS” والمكون من الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب  أفريقيا، والمغرب يخطط للدخول معهم الآن في حال انتعش اقتصاده أكثر، ثم أن المغرب ينوع علاقاته بالانفتاح على إفريقيا، وموريتانيا هي امتدادا جغرافي إلى السوق الإفريقية، والمهندسين المغاربة بالنظر إلى خبراتهم، لديهم سوق عمل كبيرة في إفريقيا”.

موردا أن ” كل ما ذكرناه يجعل موريتانيا مستقبلها مع المغرب، والمغرب مستقبله مع موريتانيا، إضافة إلى المعادن النفيسة التي تم اكتشافها قرب السواحل الموريتانية تنبئ بأن المنطقة الجنوبية للمغرب لها أهمية كبيرة، وحتى على مستوى الصيد البحري، إذ أن الشواطئ الموريتانية بها وفرة كبيرة من السمك، حيث يمكن للمغرب باللوجستيك الذي يتوفر عليه، يمكن أن يستورد جزءً من السمك لتغذية المغاربة من الناحية السمكية، نظرا لان سكان موريتانيا قليلون واستهلاكهم للسمك ليس كبيرا”.

وأردف أن “أنبوب الغاز القادم من نيجيريا سيمر عبر موريتانيا، ولهذا فإن موريتانيا ستصبح شريكا دائما، وهو ما سيساعد المغرب على إدماج الاقتصاد الموريتاني أكثر في الدول الإفريقية المجاورة، وهذه مبادرات لم تأت من موريتانيا، لأن  الأخيرة جاءت في الطريق، ولكن بهذه الطريقة سيتم إدماج موريتانيا في استغلال الموارد الإفريقية”.

وخلص الكتاني إلى أن “هذه الأمور تظهر على أن المغرب لديه استراتيجية مبنية على المبادرة وليس على الانتظار، ولديه دبلوماسية ذات بعد اقتصادي واستراتيجي، ولم تعد دبلوماسية سياسية فقط”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
بوشاشية
المعلق(ة)
6 سبتمبر 2022 19:34

و أخيرا اعترف السيد الكتاني أن هناك سياسة دولة تتجه نحو رفاهية المغرب

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x