2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تواصل السلطات المغربية والجزائرية تسطير الحدود الفاصلة بينهما في مناطق متفرقة، خاصة تلك الواقعة في إقليم فيكيك، وهو ما أثار مؤخرا الكثير من الأخبار المبهمة مفادها دخول الجيش الجزائري إلى منطقة وادي زلمو بإقليم فيكيك وقطع الطريق الوطنية رقم 10 الرابطة بين بوعرفة والرشيدية، وهي الأخبار التي فندتها “آشكاين” في وقت سابق عبر وثائق وشهادات محلية.
فبعد هذه الأحداث، قامت السلطات المغربية، في إطار عملية تسطير الحدود، بإنشاء سياج حدودي في منطقة اييش بإقليم فيكيك، قبل أن تتدخل الساكنة لتطالب عبر شكاية للسلطات المغربية بوقف السياج وإزاحته حتى لا يشمل مناطقهم الحيوية التي ظلوا يستغلونها لقرون، وهو ما يطرح السؤال عما إن كنا أمام سيناريو جديد مشابه لما حدث في منطقة العرجة التي طرد منها الجيش الجزائري مواطنين مغاربة ظلوا يستغلونها لقرون وهو الأمر الذي نتجت عنه احتجاجات ميدانية قبل أن يتم تعويضهم من طرف السلطات المغربية في وقت لاحق.
وفي هذا السياق، أوضح، الفاعل المدني وأحد أبناء إقليم فيكيك، محمد عماري، أن “السياج وصل منطقة ايش لتسطير الحدود أخذ من الساكنة عددا من الكيلومترات، والتي كانت منطقة مرعى بالنسبة لهم وزرعوا فيها النخيل، ولكن ساكنة الشافع أوقفوا هذا السياج عبر شكايات، نظرا لأنه يمس مصالحهم، ولكون المنطقة فيها أشجار البلوط والنخيل وبها عيون مائية”.
موردا أن “الساكنة بلغها أن الشريط الحدودي سيدخل بحوالي كيلومترين داخل التراب المغربي، ما دفع الساكنة للإحتجاج بوضع شكاية لدى السلطات الإقليمية على أن يتم وضع السياج على الأقل في المناطق الحدودية”.
وأضاف أنه ” رغم وضع هذا السياج في النقاط الحدودية إلا أنهم سيفقدون مجالا حيويا كبيرا في ملكيتهم كما هو الشأن بالنسبة لسكان العرجة، وهو نفس الأمر الذي يقع في منطقة الحلوف ومنطقة جبل كروز”، مشيرا إلى أن “السياج متوقف الآن بين قرية ايش ودوار الشافع التابع لجماعة عبو لكحل نظرا للشكايات التي تقدمت بها الساكنة في هذا الصدد الذي ذكرناه”.
وتابع أن “تسطير الحدود الذي يتم الآن سيحرم الساكنة من مجالها الحيوي الذي استغلته منذ قرون من الزمن حيث إنه إبان الإستعمار كانت الساكنة تدخل وتخرج في تلك المناطق ولا تحتاج حتى لإذن دخول الذي كانت تمنحه السلطات الاستعمارية، وكانت تجلب فاكهة الترفاس وتمور النخل والحطب البلوط وكانت تزرع في المناطق البورية أو تلك التي تمر منها بعض الوديان، وها هي اليوم تحرم من هذا المجال الحيوي”.
وخلص المتحدث إلى أن “المنطقة الحيوية التي سيشملها السياج الحدودي الذي تقوم السلطات المغربية بإنشائه سيقطع جبل بني سمير ومنطقة الحلوف ومنطقة كروز بإقليم فكيك”، منبها إلى أن “هذا الوضع يمكن أن يعيد سيناريو منطقة العرجة حينما خرجت الساكنة للإحتجاج بعد تسطير الحدود في تلك المنطقة وفقدانهم لمجالهم الحيوي الذي استغلوه لقرون”.