لماذا وإلى أين ؟

تمثيل المنتخب الوطني من حقوق المواطنة، وعدم استدعاء “حمد الله ” انتهاك لمبدأي الشفافية والمساواة و تكافئ الفرص

صبري الحو

ان عدم استدعاء اللاعب حمد الله لخوض مباريات تحديد اللاعبين المؤهلين لحمل قميص المنتخب الوطني ليس قناعة ناخب وطني واختياراته وحيدا دون حسيب ولا رقيب، بل انه التزام بمنح الفرصة لكل اللاعبين دون استثناء لعلاقة ذلك بالشفافية و و بمبدأ المساواة و تكافؤ الفرص بين كل الكفاءات في تمثيل الفريق الوطني، ولكون الرهان وطني بامتياز يتجاوز الأشخاص ومزاجهم الشخصي .

و كل التبريرات المقدمة من طرف المدرب الوطني و رئيس الجامعة الملكية ليست متناسقة منطقيا، بل يطبعها التناقض. سواء من حيث الاختلاف في المسوغات او تقابل الحيثيات التي أدلى بها المدرب نفسه، و لعدم وجودما يسندها ويعطيها الجدية، بالنظر الى مستوى اللاعبين الذين تم استدعاؤهم.

ذلك أن جل اللاعبين المستدعين ليسوا أساسيين في فرقهم وليسوا أسماء لامعة، بل جلهم في دكات الاحتياط، فهل سنخوض المونديال بمجرد أسماء كانت حاضرة فيما مضى، ومصادرة حق وفرصة الجاهزين في البطولة الوطنية كما في الاحتراف ، رغم أن الأمر شبه محسوم في طبيعة حجم الانتظارات من المشاركة المغربية . رغم ان المقابلة الأخيرة خفضت من مستوى التشاؤم دون القضاء عليه، و خلقت أملا نرجو ان لا يكون سرابا.

ومع ذلك، فان الانتصار على الشيلي لا يجب أن ينسينا الأهم في حق تمثيل المغاربة لمن هو الأجدر فقط. ذلك أن تصريحات المدرب تتناقض مع تلك التي أدلى بها رئيس الجامعة نفسه عندما أرجع أمر عدم استدعاء اللاعب حمد الله الى طغيان الآنا لديه.

فالآنا جزء من اللعب ومحفزات اجتهاده ، و الآنا مكروه عندما يتحول الى مصدر انحصار و ابتزاز. كما أن آنا حمد الله لا تتعدى حدود عتبة آنا اللاعب زياش عندما اشترط رحيل وطرد المدرب السابق من أجل عودته، وتحقق له ذلك الشرط !.

ان الاشكالية إذن ليست في مستوى اللاعب حمد الله، فقد أظهر خلاف تلك الذريعة ، و عبر عن استعداده لأداء واجب وطني، المشكل يتجاوز المدرب الجديد ويمتد الى عناد مجاني من المسؤولين على قطاع كرة القدم،رغم أنه عناد يؤخر أكثر من أنه يقدم.فهل الأمر يرجع الى قناعات اللاعب و مزاجه، وهو بطبعه متمرد لكنه لاعب موهوب وقناص ماهر للأهداف.

وقد يراد من هذه القضية تحقيق ردع اللاعب الشخصي، ولمن في شاكلته من اللاعبين الذين يستمدون شخصيتهم واستقلاليتهم من قدراتهم الخارقة. ولاعيب في ذلك ، فبالأمس تم الكشف عن شروط ميسي لتجديد عقده مع برشلونة . فلماذا اصر المدرب على ابعاد وحيدا وزياش اشترط طرد المدرب قبل الرجوع للمنتخب .

فما ننتظره اليوم هو الشجاعة في قول الحقيقة تحت طائلة تأكيد الشطط والتعسف الذي ناله وينال كل المغاربة في منتخب للمستحقين من الكفاءات واللاعبين الموهوبين، يتم انتقاؤهم بمعيار القتالية والموهبة.

فالمنتخب الوطني حق للجميع وليس منة ولا صدقة. و يتم ضرب حقوق المواطنة للاعب حمد ا في تمثيل وطنه، كما يتم انتهاك مبدأي المساواة وتكافئ الفرص والمنافسة الشريفة بين اللاعبين. فالمنتخب الوطني للأجدر والأقوى والبارع الفنان الماهر. وان المدرب والادارة وجدت من أجل ذلك الهدف فقط وحسب.

*محامي بمكناس

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

 

 

 

 

 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

7 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
الرد على  محمد
27 سبتمبر 2022 13:20

ربط اختيار المدرب للعناصر الفاعلة في الفريق، بحقوق الانسان، هو تسييس مبالغ فيه لاختيارات المدرب، وتشويش لا مبرر له ونحن على ابواب كأس العالم. فاتركو المدرب يمارس صلاحياته. والمحاسبة تكون بعد النتائج لا قبلها.

م عبدو
المعلق(ة)
26 سبتمبر 2022 18:04

أسي صبري وقتاش وليتي تفهم في الكرة؟
راه إذا تم استدعاء حمد الله ،لن تكون الأجواء على خير بالفريق الوطني. حمد الله تغلب عليه الآنا ولن يقبل أن يكون بديلا،حمد الله ذو مزاج صعب ولن يندمج مع نوعية اللاعبين الموجودين حاليا في الفريق. بالدارجة حمد الله معقد.

حقوقي
المعلق(ة)
26 سبتمبر 2022 15:03

رفع قضية حمد الله لمرتبة الانتهاءك الحقوقي فهم متهافت وترويج خطير للنزعة الابتذالية لحقوق الإنسان بل سيكون بموجب هذا الترويج المبتذل من حق – تحت طائلة التمييز-كل اللاعبين المغاربة الادعاء باحقية استثنائية للعب في المنتخب ويمكنهم تعزيز ذلك بضغط الهاشتاغات لجماهير فرقهم كما لو كان الأمر سائبا من غير مؤسسات واليات ومسؤليات. ارتقوا يرحمكم الله

علي
المعلق(ة)
26 سبتمبر 2022 10:41

حذار يا وليد ان تفقد مصداقيتك، فربما هناك لا تهمه غير مصالحه،

متتبع
المعلق(ة)
26 سبتمبر 2022 10:34

سبحان الله اختلطت الامور واصبح كل شي ء لا يعني اي شئ على هذا المحامي ان يعلق بذلته ويرتدي لباس مدرب او لاعب ومن الافضل ان يرفع دعوى بعدم اشراك حمد الله في المنتخب ويطالب بان يصبح من حق كل مواطن فرض اي لاعب يعجبه واين اراد. ماهذه الضحالة والتدخل في اختصاص الاخرين. هل يسمح صاحبنا بان يطلعنا على بعض مذكرات دفوعاته لنغيرفيها ما لايعجبنا……

طائر
المعلق(ة)
26 سبتمبر 2022 05:58

تكلم على انتهاك حق المساوة وتكافؤ الفرس في حالة طلبة اوكرانيا الذين يطالبون الادماج في الجامعات العمومية بذون اي حق وخرقا للقوانين المنظمة للمباريات ….اما كرة القدم فهي مجرد لعبة .

محمد
المعلق(ة)
25 سبتمبر 2022 23:46

واش بحال هذا الكلام معقول؟ ايوا خاصنا نديرو استفتاء على اللعابة لي ايشاركو فالفريق الوطني، من باب الديمقراطية وتكافؤ الفرص، الناخب الوطني يستنا الاستفتاء ديال لفهايمية أو عاد يبدا الخدمة.
ما هكذا تقاد الإبل يا سي صبري!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

7
0
أضف تعليقكx
()
x