2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
خلْفيات حملة طَــرْد أئِمَّــة مغاربة من فرنسا و إسبانيا

أقدمت السلطات الفرنسية خلال نهاية الشهر المنصرم، على طرد الإمام المغربي حسن إيكويسن، المعروف بـ”قربه من جماعة الإخوان المسلمين” بتهمة التحريض الصريح على التمييز و الكراهية. في ما قررت السلطات الإسبانية خلال هذه الأسبوع طرد إمامين مغربين بسبب تهم قالت إنها “تتعلق بالتطرف والراديكالية الإسلامية”.
تكرار هذه الأحداث يدفعنا للتساؤل حول انتشار “التطرف” في صفوف عدد من الأئمة المغاربة المقيمين بالدول الأوروبية، وما هي الأسباب التي تجعل هؤلاء ينسلخون ويتجردون من التدين المغربي المعروف بسماحته واعتداله؟
الفاعل الحقوقي؛ أحمد عصيد، يرى أن السبب الرئيسي هو أن الإسلام الموجود في أوروبا هو إسلام سياسي معولم على مدى عقود، وهو إسلام التنظيم العالمي للإخوان المسلمين والسلفية الوهابية، ولهذا يجد الأئمة المغاربة أنفسهم ملزمين بمسايرة الموجة، لأن الجالية المسلمة في الخارج، بسبب أزمة الهوية الخانقة التي تعصف بها وبسبب الإقصاء الذي تعاني منه في الأحياء الهامشية، تجد في الإسلام المتشدد ضالتها، ول ا يعني لها الإسلام الشعبي المعتدل أي شيء.

وبحسب عصيد الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، فإن غالبية أفراد الجالية لا يثقون في الأئمة المعتدلين وتعتبرهم “عملاء” للدول الإسلامية مثل المغرب أو للدول الغربية، وتضع ثقتها في الدعاة السلفيين والإخوان، مشيرا إلى أن هناك عامل التمويل، حيث إن المساجد والمراكز الإسلامية والجمعيات كانت تتلقى تمويلات هائلة من السعودية و قطر، ويستفيد منها الأئمة بشكل كبير، وكانت الظروف ملائمة آنذاك بسبب توفر الحريات على نطاق واسع، أما الآن فقد توترت الأمور بسبب الضربات الإرهابية المتتالية والتي أدت إلى وضع قوانين خاصة بالمسلمين مثل قانون “ضد الإنفصالية” “le séparatisme” الموجه أساسا ضد الإسلام السياسي و جمعياته و تنظيماته على التراب الفرنسي.
وخلص الفاعل الحقوقي إلى الإشارة إلى أن الأئمة يطردون لأنهم يتبنون إسلاما سياسيا مضادا لقيم الدول المضيفة و يعتمد التحريض ضد المؤسسات و ضد العلمانية التي هي أساس الدولة الحديثة، مبرزا أن أعضاء الجالية غير المنخرطين في نموذج الإسلام السياسي غير معنيين بهذه المشاكل لأنهم يعيشون نفس الإسلام الذي تركوه في بلدهم الأصلي والذي لا يثير أية قلاقل لأنه إسلام شخصي، مشددا على أن من أسباب توتر التيارات المتشددة في أوروبا؛ “انقلاب الظروف ضدها بسبب سقوط الإخوان في مصر و تونس والمغرب، وتراجع السعودية عن تمويل الوهابية العالمية في الآونة الأخيرة”، وفق تعبير المتحدث.