لماذا وإلى أين ؟

هل تخلَّـت موريتانيا عن حيادها في قضيَّـة الصحراء باستقبالٍ رسمي لوفـد البوليساريو؟

أعلنت وكالة الأنباء الرسمية للجمهورية الإسلامية الموريتانية، أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني استقبل وفدا مما يسمى “الجمهورية العربية الصحراوية”، وتسلم رسالة خطية من رئيسها المزعوم إبراهيم غالي.

المثير في ما نشرته الوكالة الرسمية لموريتانيا، هو أنها تعاملت مع موضوع وفد البوليساريو وكأنه وفد من دولة معترف بها دوليا، حيث وصفت الكيان الإنفصالي بـ”الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، فيما وصفت زعيمها الإنفصالي بـ”فخامة السيد ابراهيم غالي”، أما العلاقة مع هذا الكيان فقد وصفتها بـ”العلاقات الأخوية وحسن الجوار بين البلدين الشقيقين”.

عبد الفتاح الفاتيحي ــ محلل السياسي\خبير في الشؤون المغاربية

هذا الحدث الذي جاء بعد أسابيع من تجديد موريتانيا التذكير بموقفها الثابت من ملف الصحراء، والمتمثل في الحياد الإيجابي من الملف واستعدادها لأن تكون “جزءا من الحل السلمي”، يطرح أكثر من علامة استفهام. فهل هذا انحراف عن الحياد؟ أم برتوكول جاري به العمل في مورتانيا؟

في هذا الإطار، يرى المحلل السياسي والخبير في الشؤون المغاربية؛ عبد الفتاح الفاتيحي، أن موريتانيا دأبت على استقبال قيادات من جبهة البوليساريو بشكل مستمر حتى علي مستوى الرئاسة، خاصة أنها تعتبر ذلك أمرا تاريخيا لعلاقات ثنائية تقيمها مع الجبهة بعد أن وقعت معها اتفاقية سلام في 1980.

ويوضح الفاتيحي في تصريح للجريدة الرقمية “آشكاين”، بأن التطورات الكبيرة التي سُجِّلت في العلاقات الدبلوماسية بين المغرب و موريتانيا في عهد الرئيس ولد الغزواني، أسهمت في التراجع عن هكذا بروتوكولات  بشكل جلي و واضح على مستوى رئاسة الجارة الجنوبية.

و بحسب الخبير في الشؤون المغاربية، فإن المغرب يأسف أن تعود الجمهورية الإسلامية الموريتانية إلى “ممارسات الغاية منها دعاية إعلامية و مناورات سياسية لإثارة التشويش على علاقات قوية تتشكل فيما بين المغرب وموريتانيا”.

وخلص الفاتيحي إلى التأكيد على أن “استقبالات في سياق انعقاد اللجنة المغربية الموريتانية المشتركة بنواكشوط حاليا، لا يعطي لموريتانيا مبررا في الإحتفاء بوفد جبهة البوليساريو إن لم تكن هناك بصمة جزائرية مقيتة”، وفق المتحدث ذاته.

ويأتي حدث استقبال رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية؛ محمد ولد الشيخ الغزواني، لوفد ما يسمى “الجمهورية العربية الصحروية”، في سياق يشهد تكثيف الجزائر لتواجدها بهذا البد، من خلال إبرام عدد من الإتفاقيات التي شملت قطاعات مختلفة، من بينها الصيد البحري والمجال النفطي إلى جانب الإتفاق على إنشاء معابر برية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Moh
المعلق(ة)
30 سبتمبر 2022 23:02

موريتانيا معترفة بالمرتزقة فكيف نعتبرها محايدة ..انها تطمع في استرجاع وادي الذهب الذي خسرته بكرد البوليساريو لها منه وحرره المغرب بعد معارك طاحنة ..موريتانيا كيان صنع لتشعيب الخلاف وتعميقه .والمغرب عليه ان يسرع في حسم خلافه معها حول الكويرة ويسرع في انشاء ميناء دولي بها يكون طريقها الجديد لافريقيا فبر موريتانيا يوما ما على المغرب ان يجد بديلا له لضمان انسيابية نقل سلعه نحو افريقيا .موريتانيا غير مستقرة وليست دولة موثوقة وهي تابعة للجزائر وفرنسا

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x