لماذا وإلى أين ؟

بوز يفكك نتائج الانتخابات الجزئية بعين الشق وآسفي والدريوش وجرسيف

أفرزت الانتخابات الجزئية المعادة، يوم الخميس 29 شتنبر 2022، عن تركيبة مقاعد جديدة في كل من الدريوش، عين الشق، آسفي وجرسيف، حيث تمكن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن يضمن مقعده البرلماني بدائرة الدريوش بكل أريحية، بعدما اكتسح مرشحه يونس أشن النتائج، بـحصوله على 16 ألفاً و 849 صوتا.

وفيما يخص عين الشق، فقد حصل مرشح “البيجيدي” بدائرة عين الشق، رشيد قابيل على 800 صوت فقط، في حين اكتسح  مرشح حزب الحركة الشعبية، الذي طرده حزب الأصالة و المعاصرة من الحزب، و الذي سبق للمحكمة الدستورية أن أسقطت مقعده، عبد الحق شفيق، (اكتسح) هذه الانتخابات بعد حصوله على  5600 صوتا، و حل مرشح حزب الاستقلال اسماعيل بنبي  ثانيا بحصوله على 2560 صوتا.

وبخصوص آسفي  فقد تمكن حزب الأصالة والمعاصرة من الظفر بمقعد نيابي من خلال مرشحه في دائرة آسفي رشيد بوكطاية، في حين تصدر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عبر مرشحه عضو المكتب السياسي سعيد بعزيز، الذي كان وراء إسقاط هذه الدائرة، من تصدر النتائج، وبالتالي الحصول على مقعد نيابي، بينما  فاز “البام” بدائرة جرسيف، عبر مرشحه محمد البرنيشي، وتمكن من الظفر بمقعد من أصل اثنين تم الغاؤهما بسبب خرق حالة الطوارئ الصحية، وهو ما يفتح المجال لقراءة هذه النتائج بعين المتخصص المتابع لأطوارها.

في هذا السياق، يرى أستاذ القانوني الدستوري والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، محمد بوز، أن “نتائج الانتخابات الجزئية لا تعطي أي تفسيرات يمكن أن نبني عليها كليشات سياسية، لأنها لا تغير في الخريطة السياسية ولا تشكل موضوع رهان، ولا يمكن البناء عليها في سقوط البيجيدي أو صعود الاتحاد الاشتراكي أو نقص الأغلبية أو أن المعارضة أصبحت في خطر.

وأوضح بوز في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “هذه الأمور تتحكم فيها معطيات رقمية، تتحكم فيها نسبة المشاركة التي تكون محدودة وتكون فقط بالعلاقة مع المرشحين وليس بالاختيارات السياسية، ولا يذهب للتصويت إلا من هم مرتبطون مع شبكة الأعيان والمرشحين والذين هم 100 بالمائة أعيان وليسوا مناضلين ولا اختيارات أحزاب”، موردا أنه “لا وجود لرهان سياسي من وراء هذه الانتخابات الجزئية، بحيث لن تكمل نتائجها فريقا نيابيا أو ستفقد لفريق لحزب معين”.

واعتبر المتحدث أن “معطى البيجيدي سيبقى قائما، لأن هذه دوائر لم يفز فيها منقبل بل سبق له أن خسرها  في 8شتنبر 2021، ولا يمكن له في هذا الظرف المحدود أن يسترجع أصواته، وكان يمكن أن يحدث في دائرة ما هذا الأمر، لو أن مرشحا من البيجيدي سبق له أن فاز وإذا خسر سيكون هناك استخلاص على أن البيجيدي مازال في طريقه نحو الانحدار والتراجع، وهي مسألة لم يحدث”.

ولفت الانتباه إلى أن “هذه الانتخابات الجزئية لها خصوصية لأن المشاركة فيها محدودة وكل شخص وقدرته على التعبئة وما هي الشبكة المرتبطة به من الناخبين والزبناء لا أقل ولا أكثر”.

مؤكدا على أن “المقعد الذي حصله الاتحاد الاشتراكي كان في حوزته من قبل، من خلال مرشح جرسيف، في حين أن الذي فاز باسم نفس الحزب بالناظور ليس عضوا بالاتحاد الاشتراكي إذ أن يترشح تحت أي يافطة أو حزب يمكن له أن يفوز، لأن المعطيات الانتخابية الخاصة به مبنية على النفوذ وعلى الجاه والمال، ولا نقصد هنا توزيع المال، بل القوة المالية والاقتصادية والعائلية والوجاهة”.

وخلص إلى أن “هذه الانتخابات الجزئية ليس فيها رهان حقيقي، إذ لا يمكن اعتبارها شكلا من أشكال التنافسية التي يمكن أن تفرز معطيات تجعلنا نعيد تحليلاتنا ورؤانا التي كوّناها على 8 شتنبر 2021، بل هي تدخل في إطار الاستمرارية، وفقدان أو كسب حزب معين لمقعد برلماني لا يغير شيئا في الواقع”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x