مُـواطنون و هيئات يُـطالبون برحيل الــوزير بنْسعيد

لا زالت رقعة السخط والجدل التي أحدثهما ما بات يعرف بـ “سهرات الحشيش” بالرباط،  المنظمة و الممولة من قبل وزارة الثقافة برئاسة المهدي بنسعيد، تتسع يوما بعد آخر، بعد دخول العديد من المغاربة، ضمنهم سياسيون وحقوقيون، على خط المطالبة برحيل بنسعيد عن الوزارة، وذلك في ظل صمت الأخير و عدم الخروج  ببيان اعتذار للمغاربة الذين أساء لهم.

وشدد العديد من المغاربة على مواقع التواصل الإجتماعي، خاصة تويتر، الذين علقوا على فضيحة بنسعيد “غير المغتفرة” على ضرورة تقديم استقالته (بنسعيد) بسبب السهرات التي تضمنت بشكل مباشر دعاية للحشيش والخمر التي روج لها مغني الراب المعروف بـ “الغراندي طوطو”، بالإضافة إلى لقطات لإيحاءات جنسية كلامية في سهرة أخرى، ناهيك عن تدنيس العلم الوطني.

تغريدات يدأت تنتشر على نطاق واسع مرفوقة بهاشتاغ #بنسيعد_إرحل للمُطالبة بإقالة الوزير بنسعيد من الحكومة، تطبيقا لمبدأ المسؤولية مقابل المحاسبة، حتى يكون نموذجا للمسؤولين الذين يستهترون بكرامة المغاربة ويسيؤون لمشاعرهم.

في ذات الصدد، أصدر إئتلاف اليوسفية للتنمية بلاغا تستنكر من خلاله ما أسمته حجم المهزلة والفضيحة التي سجلتها وزارة الثقافة والشباب والتواصل، بالسماح لمن هب ودب بإعتلاء منصات مهرجانات الرباط والتطبيع مع الإنحراف من خلال توظيف كلام نابي من قاموس زنقوي مسيئ من طرف رابور يتفاخر بالبوح به دون خطوط حمراء .

وحمَّل إئتلاف اليوسفية للتنمية المسؤولية المباشرة لوزير الثقافة والشباب والتواصل المهدي بنسعيد الذي أساء الاختيار، عن قصد أو غير قصد، وبضرورة تقديم إعتذار رسمي للرأي العام تجاه هذه الفضيحة وتقديم استقالته، بالإضافة إلى سحب بطاقة الفنان الممنوحة للرّابور الذي لا تتوفر فيه الشروط والمقومات التي يجب أن تكون في الفنان، في وقت تم فيه حرمان عدد كبير من الشباب المؤهل والمتميز في مجال الخلق والإبداع لفائدة المجتمع، بحسب ذات الائتلاف.

ومن جهته، دخل محمد الغلوسي، رئيس جمعية حماة المال العام، على خط الواقعة قائلا: “وزير الشباب والثقافة والتواصل ينفق بسخاء من المال العام لتنظيم مهرجان فني بالعاصمة الرباط، مهرجان استغلت منصته من طرف البعض (مع احترامي للفنانين الذين يقدرون رسالتهم الفنية) لتوظيف لغة “الشماكرية ” في التواصل مع الجمهور وإطلاق العنان لكلام بذيء و سوقي لا يمتُّ بصلة للفن”.

وأضاف الحقوقي في تدوينة على حسابه “شعرت بإمتهان الكرامة و إحتقار مشاعرنا وأذواقنا وقلت هل نحن مجتمع يستحق فعلا هذا القاع الذي أوصلنا إليه البعض، و بدون مزايدة، على الوزير المعني أن يخجل من نفسه وأن يبادر إلى تقديم إستقالته من مهمته كوزير أساء كثيرا للثقافة و الشباب، و يجب قبل ذلك مساءلته عن جدوى صرف أموال عمومية للترويج لثقافة السوق و المراحيض في ظرفية اقتصادية صعبة و خطاب رسمي يدعو إلى التقشف و ترشيد الإنفاق العمومي !”

أما إسحاق شارية، أمين عام الحزب المغربي الحر، فلم يفوت الفرصة هو الآخر ليدلي بدلوه خلال مؤتمر صحفي، حيث شدد على أن “بنسعيد و كل الوزراء ذوي الجنسية المزدوجة، كيجيب لينا ولاد السوق للمنصات ويخلصهوم من المال العام، وهو ما يعني أنه يروج لمشروع الزندقة والميوعة”.

وأضاف شارية “نحن في حزبنا نطالب برحيله وليس باعتذاره، لأننا لا يهمنا أن يعتذر أم لا، لأن ما قام به طوطو يدخل تحت طائلة القانون الجنائي وفيه تحريض وسبّ وقذف، وهذا لا يعني أن بعض الشباب لي حضرو بقاو يصفقو يعطي لبنسعيد الشرعية على أن الأمور عاجبة المغاربة”.

ومن جهة أخرى، خرجت حركة التوحيد و الاصلاح ببيان ناري، انتقدت من خلاله التصريحات التي أدلى بها مغني فن “الراب” طه فحصي المعروف فنيا بـ”الكراندي طوطو” في ندوة صحفية وسهرة فنية من تنظيم وزارة الثقافة قبل أيام بالرباط، واعتبرتها “مستهترة بقيم المغاربة وهويتهم”.

و أكد المكتب التنفيذي للحركة أن “الأخطر من ذلك صمت الوزارة الوصية و تقاعس الحكومة بكل سلطاتها المسؤولة عن حفظ النظام العام وحماية المجتمع من مثل هذه التصرفات الرعناء”.