لماذا وإلى أين ؟

هلْ أعــاد اتّفاقُ الغاز الجزائري الإسباني علاقةَ البلدين إلى مجـراها؟

يبدو أن العلاقات الجزائرية الإسبانية تعود إلى مجاريها، عقب إعلان الجارة الشرقية في وقت سابق وقف تعاملاتها التجارية مع مدريد، على خلفية اعتبراف الأخيرة بخطة الحكم الذاتي المقترحة من طرف المغرب بخصوص نزاع الصحراء.

وهو الأمر الذي يُفهم عقب توقيع الجزائر أمس الخميس 6 أكتوبر الجاري، اتفاقية جديدة لزيادة أسعار الغاز المصدَّر إلى إسبانيا عبر خط أنابيب ميدغاز، بعد عدة أشهر من المباحثات بين الطرفين، بحسب تقارير إعلامية.

ومن المرجح أيضا أن إسبانيا بالرغم من اعترافها بمصداقية و واقعية الحل المقترح من طرف المغرب، إلا أنها في ذات الوقت تحاول المراوغة واللعب على الحبلين، فيما يخص معاملتها مع الجزائر قصد تحقيق مصالحها، خاصة وأن رئيس حكومتها بيدرو سانشيز في كلمته بالأمم المتحدة، مؤخرا، لم يشر لموقف إسبانيا الذي اعترفت فيه بدعمها للمغرب في الصحراء.

ناهيك عن ذلك، فإن الدولة الواقعة شمال المغرب، عدلت وزارة خارجيتها خريطة المغرب التي ظهرت على الموقع الإلكتروني للوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي (AECID) حيث قامت بتضمين خط حدودي يبتر المغرب عن صحرائه، وذلك بعد أن أزالته في أبريل الماضي بعد تغيير إسبانيا لموقفها من الصحراء المغربية.

وجاء هذا التعديل، بحسب ما أوردته وكالة “إفي” جوابا على سؤال تقدم به السيناتور كارليس موليه، قبل بضعة أشهر، حول ” سبب تغيير في خريطة شمال إفريقيا بعد تجديد موقع الوكالة، حيث لم يظهر فيها الخط الحدودي بين المغرب والصحراء”، وفق تعبير السيناتور.

وردت الحكومة الإسبانية كتابيًا، أمس الخميس، على سؤال السيناتور، بأنه “خلال عملية تجديد وتحديث صفحات الويب الخاصة بالوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي (AECID)، تم الإعتماد بشكل مؤقت على نسخ تجريبية مع محتوى غير نهائي أو لم يتم التحقق منه من قبل الوكالة”.

وفي هذا الصدد، أورد المحلل السياسي، المختص في العلاقات الدولية، محمد شقير، أن المسألة تهم المصالح المشتركة بين الجزائر وإسبانيا، إذ من الصعب أن يقطعوا العلاقات فيما بينهم، بينما تجمعهم عدد من المصالح على رأسها الغاز.

وأوضح المتحدث في تصريح لـ “آشكاين” أن إسبانيا والجزائر لا يمكنهما التخلي عن صفقة توريد الغاز، لأن الأولى في أمس الحاجة إليه، بالنظر إلى الظرفية العالمية جراء الحرب الأوكرانية- الروسية، ونقص إمدادات الغاز، وبالنسبة للثانية، فإنها لن تتخلى أيضا عن موردها المالي من مدريد.

وأضاف شقير قائلا “لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة بين الدول، فما يجمع بينها هي المصالح المشتركة أو المتبادلة رغم التقلبات في المواقف و تأثيرات التوثرات المتعلقة بنزاع الصحراء “، مشيرا إلى أن استئناف أو إعادة عقد اتفاق الغاز بين الجزائر وإسبانيا كان منتظرا.

وشدد المحلل السياسي على أن العلاقات بين الدول لا يجب أن ينظر إليها من منظور الخطابات وإنما المصالح التي تجمع بينهما”، بحسبه تعبيره.

ووقّع المدير العام لشركة سوناطراك توفيق حكار، على اتفاقية زيادة أسعار الغاز، أمس الخميس مع الرئيس التنفيذي لشركة ناتورغي الإسبانية فرانسيسكو ماسانات ، بحضور وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Nasser
المعلق(ة)
8 أكتوبر 2022 21:20

Et les marocains ils ont mal Où exactement ?

الحداد
المعلق(ة)
8 أكتوبر 2022 09:31

انا في نظري ادا اسبانيا تريد اللعب على الحبلين ومعاهم اوروبا لازم نعباء الشباب المغربي ان نستعد لمسيرة مليونية الى سبته ومسيرة تانية الى مليلية لنطرد الكلاب المستعمرة من وطننا العزيز ونطلب من يهمه الامر ان يسمح للافارقة بعبور البحر الى اوروبا للمطالبة بحقوقهم المنهوبة من طرف الاوروبين عن طريق الابتزاز لا للخنوع اوروبا لا يؤمنون بالصداقات ولا حقوق الانسان ولا مساوات اسبانيا غدارة ولا يجيب التساهل معها لنلاحظ ماكوون تنازل عن حقوق الانسان مقابل الغاز ومنع ريس القبايل من المقابلة المتلفزة ماكوون صار مثل كوكلي امام الغاز لازم الحسم مع من يريد ابتزاز المملكة الشريفة يجب ان نكون او لا نكون

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x