لماذا وإلى أين ؟

لعروسي يوضح خلفيات تعْيين سفيرِ المغرب بباريس في مَهمَّـة جــديدة

عين الملك محمد السادس، يوم الثلاثاء 18 أكتوبر الجاري، وزير الاقتصاد والمالية في الحكومة السابقة وسفير المملكة المغربية بباريس؛ محمد بنشعبون، مديرا عاما لصندوق محمد السادس للإستثمار”.

وجاء تعيين بنشعون في هذا المنصب الجديد، في ظل ما تعبشه العلاقة المغربية الفرنسية من “أزمة صامتة”، ما جعل التفسيرات حول هذه الخطوة المغربية تتباين، إذ أن هناك من يراها ردا من المغرب على ” سحب” فرنسا، بشكل غير مباشر، لسفيرتها هيلين لوغال من الرباط، مدعية أن مغادرتها للمغرب جاء نتيجة تعيينها مديرة الدائرة الأوروبية لفرنسا في بروكسل.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أنه “في الأعراف الدبلوماسية هناك آليات للتعبير عن عدم رضا البلدان في إطار العلاقات الثنائية، او التعبير عن سوء التفاهم أو الخلاف عندما يتأجج أو عندما يتحول إلى أزمة، بالطرق الدبلوماسية من خلال استدعاء السفير للتشاور أو سحب السفير في أقصى حالات الخلاف وترك المكان شاغرا”.

عصام لعروسي ـــ أستاذ العلاقات الدولية والخبير في العلوم الأمنية وتسوية النزاعات

وأشار لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أن “ما قامت به فرنسا عمليا ليس عملا دبلوماسيا و خروجا عن دائرة الإشتغال بأدبيات الدول في سياستها الخارجية، وهو بمثابة تعبير عن عدم انسجام و تناغم في المصالح و وجهات النظر المغربية الفرنسية”.

ويرى محدثنا أن “فرنسا تريد أن تترك الحال هكذا، من خلال عدم التصعيد والتعبير عن عدم الرضا من خلال تغيير السفيرة الفرنسية دون تعويضها، وفي إطار المعاملة بالمثل، قام المغرب كذلك بنفس السلوك، حتى لا يفهم أن هناك تأجيج للخلاف الدبلوماسي”.

مضيفا أن “تعيين بنشعبون في منصب هام جدا، خاصة بعد الخطاب الملكي الذي أكد على أهمية الإستثمار وأبعاده الإستراتيجية والإجتماعية والسياسية، وهو ما يعني أن هذا المستوى المنخفض من الخلاف بين الجانبين وصل إلى هذا الحدود، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام، وما إن كانت فرنسا ستقوم بتعويض السفيرة أو يقوم المغرب بتعويض سفيره بباريس بشخصية أخرى”.

وشدد على أنه “من الواضح أن هناك خلافا كبيرا بين فرنسا والمغرب، والأخير أصبح يتعامل بمنطق مختلف تماما عن السابق، منطق الشراكة والمعاملة بالندية مع فرنسا التي كانت إلى عهد قريب تعتبر كلا من المغرب والجزائر وتونس بمثابة محميات، والمغرب تجاوز هذا المفهوم وأصبح يتعامل بمنطلقات واقعية وبراغماتية من خلال قضية الصحراء التي يعتبرها المغرب، كما قال جلالة الملك محمد السدس، النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم”.

وخلص إلى أنه “طالما لم يتم تحريك و تغيير الموقف الفرنسي، خاصة بعد التقرير الأخير لغوتيريتش والإجتماعات الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة، يتضح أن الموقف الفرنسي لم يتغير وأن هذه الأزمة في تصعيد، ومُؤَكَّـد أن فرنسا هي من تقف وراء هذا الخلاف الجزائري المغربي حول قضية الصحراء المغربية، لأن هناك أهدافا جيوسياسية محضة تستفيد منها فرنسا، والمغرب يدرك كل هذه الأشياء ويرفض أن يتموقع بشكل ضعيف إزاء علاقته مع فرنسا، ويؤمن(المغرب) بشراكة قوية وفاعلة و بتصحيح المسار مع الشريك الفرنسي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x