قامت الفرقة الأمنية الكتلانية “Mossos d’Esquadra” والشرطة الوطنية الإسبانية، بتفكيك عصابة تابعة للمافيا المغربية من هولندا (موكرو مافيا) حاولت تأسيس نفسها في كاتالونيا. ويعرف تنظيم “موكرو مافيا” بمجموعة من المنظمات الإجرامية لها ارتباطات بتجارة المخدرات بين المغرب و أوروبا و يتزعمها عددٌ من المهاجرين المغاربة، يُنسب إليها قتل صحفي بالرصاص و تهديدات للعائلة المالكة في هولندا.
وحسب مصادر إعلامية إسبانية، ففي العملية التي نفذت بالتعاون مع الشرطة الهولندية، تم اعتقال ثلاثة أشخاص -اثنان في لاهاي و واحد في ماتارو- و تمت مصادرة أسلحة و مليوني يورو من أرباح تهريب المخدرات التي كانوا يعتزمون غسلها في شركات مختلفة، فضلا عن الإستحواذ على عقارات في كاتالونيا.
وانتقل عملاء من الشرطة الوطنية الإسبانية و “Mossos d’Esquadra” إلى هولندا للعمل مع الشرطة الهولندية، في عملية أمنية تضمنت عمليات بحث متزامنة في كلا البلدين.
وقد تم في لاهاي، القبض على عضوين بارزين في جماعة المافيا المذكورة ، وفي كاتالونيا، أُغْلِـــقَ ملفُ البحث عن موقوفٍ ثالث سلَّمَ نفسَه إلى مركز شرطة ماتارو بعد أيام من العملية، فيما لايزال أربعةُ أشخاص آخرين قيد التحقيق. وهم متهمون بارتكاب جرائم غسل الأموال و تهريب المخدرات والحيازة غير المشروعة للأسلحة والإنتماء إلى منظمة إجرامية.
سرقتان بالمتفجرات على صرافيين آليين
وبدأت تحقيقات الشرطة الإسبانية في يناير 2020 بعد عمليتي سطو في سيردانيولا ومارتوريل حيث استخدم اللصوص المتفجرات لتفجير ماكينات الصرف الآلي .
ومن خلال المعلومات التي قدمتها “TEDAX” والشرطة الألمانية، من خلال أنظمة التنسيق بين الشرطة في الإتحاد الأوروبي، تم تحديد هوية شخص هولندي يمكن أن يكون متورطًا، والذي نفذ سرقة أخرى مماثلة في باتيرنا، بمنطقة هورتا، في فالنسيا، في نهاية أكتوبر 2020.
وانطلاقا من هذه المعلومات، بدأت الشرطة الوطنية في فالنسيا و الشرطة الكتالونية في مراقبة هذا الشخص الذي كان يعيش آنذاك في كاتالونيا، حيث كشفت التحقيقات عن نشاط منظمة إجرامية من أصل هولندي-مغربي كانت تنوي الإستقرار في كاتالونيا.
تبييض الأموال والاتجار بالمخدرات
وقد تقاطع التحقيق المجرى حول عمليات السطو مع تحقيق آخر بشأن غسل الأموال فتح في محكمة ماتارو، مع وحدات مكافحة الجرائم الإقتصادية والمالية في الشرطة الكتلانية والشرطة الوطنية الاسبانية.
وفقًا لتقرير الشرطة الكتلانية، صدرت أوامر بحث أوروبية ضد المشتبه بهم الرئيسيين والتي أكدت فرضيات الشرطة أنهم كانوا الأشخاص المسؤولين داخل منظمة تعمل على تسهيل ولوج المافيا المغربية بأوروبا إلى كتالونيا.
وسيطرت المنظمة الإجرامية، وهي إحدى المنظمات الناشئة في أوروبا ، وفقًا للشرطة، على مبالغ كبيرة من المال لشراء شقق و سلع فاخرة وسيارات فاخرة لتبييض أرباح تهريب المخدرات. و تنوع النشاط الإجرامي، حيث قاموا بعمليات سطو مسلح و ترويج المخدرات.
وتم خلال العملية، الحجز على حسابات بنكية جارية و محجوزات أخرى مثل السيارات الفاخرة، والدراجات المائية السريعة، و المجوهرات أو العملات الذهبية، التي يُزعم أنها استخدمت لغسيل الأموال المتحصل عليها من أنشطة إجرامية. كما تم الحجز على كميات من الأموال، قدرت بأكثر من مليوني يورو وفرنك سويسري مخبأة في أكياس.
ومن بين المركبات التي تم الحجز عليها، هناك موديلات تتجاوز 150 ألف يورو، و سعر إحدى الساعات اليدوية المحجوزة بلغ حوالي 200 ألف يورو و 50 ألفًا أخرى، مما يدل على القوة الإقتصادية العالية للعصابة المذكورة. كما تم العثور على أسلحة وذخائر ومخدرات تم بيعها في بعض المباني المملوكة من طرف العصابة في كاتالونيا.
