لماذا وإلى أين ؟

ترسيم الحُدود البحرية مع إسبانيا سيجعل المغرب قُــوَّةً عالمية في صناعة السيارات الكهربائية

يطمح المغرب في أن يصبح قوة عالمية في صناعة السيارات الكهربائية والبطاريات التي يحتاجها هذا القطاع، سيما عقب اكتشاف المعادن النادرة المعلن عنها في منطقة “تروبيك” البحرية التي يعتبرها المغرب تابعة لحدوده.

لكن، استمرار النزاع حول الحدود البحرية المغربية والإسبانية يقوض مساعي الرباط لتحقيق استثماره الكبير في قطاع السيارات، نظرا لأن الإكتشافات تبقى ضمن التربة المتنازع عليها في الحدود البحرية.

وبالتالي فالمشكل يجب أن يحل وديا بين مدريد و الرباط، خاصة قبل نهاية العام الجاري، وقبل الإنتخابات التشريعية الإسبانية لأن الأمر بعد ذلك قد يطول وسيتطلب تدخل الأمم المتحدة لتسويته.

وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة “أوكي دياريو” الإسبانية، أن المغرب يسعى أكثر من أي وقت مضى إلى التوصل لاتفاق ودي مع إسبانيا، لترسيم حدودهما البحرية (الحدود البحرية المغربية مع حدود جزر الكناري الإسبانية).

وأوضحت الصحيفة أن وزير الإستثمار المغربي اعترف ببرلين أن المغرب يطمح للسيطرة على الرواسب والمعادن مثل: الكوبالت والتيلوريوم التي توجد بكميات كبيرة في التربة المتنازع عليها تحت الماء قبالة جزر الكناري.

وأضاف ذات المصدر أن الرباط تعتبر منطقة “تروبيك” بالفعل تدخل ضمن حدودها البحرية، وهو الأمر الذي ترغب في أن تسرع من وتيرته لتضمن ولوج الإستثمار في صناعة السيارات الكهربائية في العالم، بفضل المعادن المكتشفة.

وسجل ذات المصدر أن المغرب يعتزم في أن يصبح أحد المنتجين العالميين الرئيسيين للبطاريات ومكونات السيارات الكهربائية، وكذلك تجميعها، مبرزا أنه في حالة ترسيم الحدود باتفاق ودي مع مدريد سيمكن الرباط من صنع ما يناهز 277 مليون سيارة كهربائية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المياه الإقليمية لجزر الكناري تعد واحدة من أكثر المفاوضات حساسية واستراتيجية التي تمر بها الدبلوماسية الإسبانية حاليًا.

وشددت على أن الإعتراف التاريخي لإسبانيا لفائدة سيادة المغرب على صحرائه، وضع مدريد في موقف ضعيف فيما يخص مد الرباط مطالبته بالمياه الإقليمية لهذا الساحل، خاصة وأن الأخير ظفر بعضوية لجنة الجرف القاري في الأمم المتحدة، في ظل عدم تقديم مدريد لمرشح منافس.

وتابعت “أوكي دياريو” أن مفتاح النزاع برمته يكمن في قاع البحر، إذ داخل المنطقة المتنازع عليها يوجد الجبل المداري البحري، وهو كتلة جيولوجية كبيرة على عمق 4000 متر والتي تعتبر واحدة من أكبر احتياطيات التيلوريوم. التي تعتبر من المواد النادرة التي يمكن استخدامها كأشباه موصلات – وهي نفس المواد التي تفتقر إليها الصناعة حاليًا -.

وخلص المصدر إلى أن قيام المغرب، من جانب واحد، بتوسيع حدوده البحرية لتصل إلى المنطقة الإستوائية، قبالة الساحل بالأقاليم الصحراوية، وتشبث الرباط بالسيادة على الأخيرة، والذي أيده بيدرو سانشيز صراحة، يمنح المغرب ميزة إستراتيجية في ترسيم حدوده البحرية التي يطالب بها.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x