2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تعيش مخيمات تندوف فوق الأراضي الجزائرية حالة من الإحتقان بين قادة جبهة البوليساريو الإنفصالية أو الطامحين لخلافة زعيمها الحالي إبراهيم غالي، بسبب تشبت الأخير بوضع شرط “التجربة القتالية” أمام الراغبين في خلافته، وذلك قبيل انعقاد المؤتمر.
وشكل هذا البند الذي يتشبث به غالي و”اللجنة المشرفة” على تنصيب زعيم البوليساريو، مثار معارضة من طرف الراغبين في تولي زعامة البوليساريو، خاصة المدنيين منهم، والذي تمت إضافته حسبهم في المؤتمر 14 للجبهة سنة 2015.
غالي الذي ثار ضده شباب المخيمات وفق ما تسرب من معطيات من داخل المخيمات في وقت سابق، يسعى من جديد لـ”إقصاء” منافسيه و”تضييق” دائرة المترشحين في عدد محدود للغاية ليتمكن من البقاء في كرسيه.
واعترف معارضو شرط “التجربة القتالية” ضد المغرب، أن الحرب التي أعلنها غالي على المغرب بعد تحرير معبر الكركارات لم تجلب لهم سوى الخسارة والنكوص، موردين قولهم أنه رغم إعلان الجبهة الإنفصالية “الحرب المزعومة” منذ سنتين تحت “قيادة غالي الذي يتمتع بتجربة قتالية، لم يحققوا غير الخسارة، والكثير من القتلى ناهيك عن العدة والعتاد، وهذه هي نتيجة التجربة القتالية عندنا لم تتقدم الصفوف ولم تجلب الدعم”.
ويرى معارضو غالي أن “أول استنتاج من محاولة فرض هذا الشرط هو حصر الأشخاص الذين يمكنهم الترشح لخلافة غالي في عدد قليل من القيادات لا يزيد عن أصابع اليد، لأن هناك شرطا اخر يفرض ضرورة توفر 20 سنة عمل نضالي وعشر سنوات عمل قيادي، ما يعني إقصاء للنساء والشباب وبقية أعضاء القيادة السياسية”.
وتابع المصدر نفسه أن “هذا الإقصاء يكشف عن أمرين أساسين: الأول أن القائمين على هذه اللجان يسعون إلى خدمة شخص بعينه، والثاني هو أن شخص الرئيس الحالي غالي، الذي فشل في تحقيق أي انتصار على مدار سنتين من الحرب المزعومة، لا يحظى بقبول جماهيري و غير مقنع، وعاجز عن النجاح في المؤتمر دون إقصاء منافسيه ومنعهم من الترشح”.
ويأتي هذا مع اقتراب انعقاد مؤتمر جبهة البوليساريو فوق الأراضي الجزائرية من 13 إلى 17 يناير 2023 لاختيار خليفة الزعيم الحالي للجبهة إبراهيم غالي، الذي مازال على رأسها منذ وفاة سلفه محمد عبد العزيز، و توليه الزعامة بعد انعقاد المؤتمر الإستثنائي للجبهة في يوليوز 2016.
جدير بالذكر أن مخيمات تندوف تعيش منذ مدة على وقع “ثورة” شبابية ضد قيادة جبهة البوليساريو، حيث يطالب شباب المخيمات بعزل وإقالة قيادة الجبهة، وعلى رأسهم إبراهيم غالي، حيث أوضح منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصارا بـ”فورساتين”، إنه “لم يعد سرا حجم السخط والتذمر داخل أوساط الشباب الصحراوي من القيادة، ولأول مرة يصل الغضب حد التحرك التلقائي تجاه تغيير واضح بعيدا عن الشعارات والأماني وغضب مجموعات التواصل الإجتماعي”.
وأكد “فورساتين” في منشور على صفحته الرسمية بفيسبوك، على أن “الشباب بمخيمات تندوف وزع بيانات وعمم مطالب واضحة وصل صداها كل المخيمات، ولقيت تجاوبا منقطع النظير، وأصبحت حديث الجلسات والتجمعات العائلية، حتى باتت مطلبا جماهيرا لا محيد عنه”.
حقيقة ان لا احد يرقى الى مستوى غالي في قتل سكان المخيمات.