2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

دخل الحكم المغربي الراحل، سعيد بلقولة، التاريخ من أوسع أبوابه عام 1998، كأول حكم أفريقي وعربي يقود نهائي كأس العالم.
وشكل اختيار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للحكم المغربي، منعطفا في تاريخ التحكيم العربي والأفريقي، كما خفف اختياره لقيادة المباراة النهائية حسرة المغاربة على ضياع تأهل منتخبهم الوطني إلى الدور الثاني من البطولة.
وقبل نهائي البطولة، قاد بلقولة في العام نفسه، نهائي كأس الأمم الأفريقية المنظم حينها ببوركينا فاسو بين منتخبي جنوب أفريقيا ومصر، ليسافر بعدها بأربعة أشهر إلى فرنسا حيث أدار مباراتين في الدور الأول، جمعت الأولى بين ألمانيا والولايات المتحدة والثانية بين الأرجنتين وكرواتيا.
بلقولة كسر القاعدة
ولد سعيد بلقولة في 30 أغسطس عام 1956 في مدينة تيفلت، (وسط المغرب)، وترعرع في كنف أسرة متواضعة.
لم يمنعه شغفه بكرة القدم من مواصلة التحصيل الدراسي إلى أن تخرج من الجامعة وعين مفتشا في إدارة الجمارك المغربية.
موازاة مع ذلك، التحق بمدرسة تأهيل الحكام عام 1983، حيث تدرج من حكام الأحياء إلى أن عين حكما رئيسيا في الدوري المغربي عام 1990.
3 سنوات بعد ذلك، نجح بلقولة في الحصول على الشارة الدولية للفيفا، وقاد بعد ذلك أول مباراة له على المستوى الأفريقي بين غوريه السنغالي و فورادات الغاني ضمن بطولة كأس الكؤوس الأفريقية.
وفي عام 1995، استدعي بلقولة لماليزيا لقيادة التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى أولمبياد أتلانتا، ثم قاد بعض مباريات دورة فرنسا الرباعية عام 1997.
وفي فيلم وثائقي للقناة المغربية الأولى، حول حياة الراحل، قال الحكم المغربي السابق، مصطفى معزوز، إن اختيار بلقولة لقيادة مباريات مونديال عام 1998، “حدث غير مسبوق، وحلم اعتقدنا أنه بعيد المنال بالنسبة لنا كحكام من العالم الثالث، إن مشاركته في المونديال قدوة و مثال لنا جميعا”.
وتابع الحكم السابق موضحا، “قيادة بلقولة للمباراة النهائية شكل نقطة تحول في تاريخ التحكيم الأفريقي والعربي والآسيوي، فقبل ذلك التاريخ كان هناك تبادل للأدوار بين الحكام الأوروبيين والمنحدرين من أمريكا اللاتينية، وبلقولة كسر هذه القاعدة”.
مرض مفاجئ
قبل إشرافه على أطوار المباراة النهائية، تحدثت تقارير إعلامية حينها عن معارضة المنتخب البرازيلي لتعيين الحكم المغربي خوفا من تحيزه للمنتخب الفرنسي “انتقاما” لخروج منتخب بلاده من البطولة.
ولكن بلقولة أدار المباراة النهائية التي جمعت نجوما من أمثلة زين الدين زيدان، جوركاييف، رونالدو وروبرتو كارلوس، بحنكة كبيرة، وفرض صرامته على اللاعبين، حتى أنه تجرأ وطرد المدافع الفرنسي مارسيل ديسايي بعد تدخل عنيف.
بعد عودته من مونديال فرنسا، تعاقد الإتحاد الياباني مع سعيد بلقولة لتكوين الحكام اليابانيين لمدة ثلاث سنوات، ( 2001 إلى عام 2004)، لكن المرض أرغم الحكم المغربي على العودة إلى المغرب أشهرا بعد توقيعه.
وفي منتصف شهر يونيو عام 2002، نال المرض من بلقولة وأعلن عن وفاته بالرباط عن عمر يناهز 45 عاما.
خلفت وفاة بلقولة حزنا كبيرا في الأوساط الرياضية المغربية، كما خلف حزنا في الأوساط الرياضية الدولية لتزامن وفاته مع مجريات مونديال عام 2002 المنظم حينها بكوريا الجنوبية واليابان.
عن أصوات مغاربية
الحكم التونسي كان اول حكم افريقي عربي يقود مباشرة النهائي سنة 1986 فازت فيما الا رجنتين بلقب كأس العالم بهدف مارادونا الذي سجل الهدف بيده.