كشفت قناة “i24news” الإسرائيلية عبر موقعها الإخباري، أن إسرائيل وقطر توصلتا إلى اتفاق لفتح مكتب اتصال مؤقت في قطر خلال مباريات كأس العالم 2022، وسيتم التوقيع عليه رسميا خلال الأيام القادمة.
وجاء هذا الاتفاق، الذي لم يعلن عنه رسميا، بعد “أشهر من فشل مباحثات لإقامة هذا المكتب المؤقت” وفق المصدر ذاته، وهو ما يثير التساؤل عما إن كان فتح قطر لمكتب اتصال إسرائيلي مؤقت بالمونديال مؤشرا على تمهيد قطر للتطبيع المستقبلي مع اسرائيل.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أنه “من الناحية الدبلوماسية العالمية فيبدو أنه ليست هناك علاقات علنية بين قطر و إسرائيل، لكن في الحقيقة نجد أن هناك علاقات بينهما، خاصة على مستوى العلاقات غير الرسمية، بمعنى أن هناك علاقات تجارية و تبادل ثقافي، إذ أنه في كثير من المرات حضرت بعض الوفود الرياضية الإسرائيلية إلى الدوحة، ما يعني أن هناك علاقات غير رسمية بين الجانبين”.
ويرى لعروسي أن “قطر لا يُستبعد أن تخرج عن السياق، إلا إذا ما أرادت أن تجعل هذه العلاقات غير علنية أو غير ملزمة كما نقول في القانون الدولي، لأن الإتفاقات القانونية الرسمية تكون ملزمة للجانبين، إلا إذا ما استثنينا أن هناك تعاونا دفاعيا أمنيا عسكريا يكون عبر قنوات غير رسمية”.
وأشار المتحدث أن “التطبيع مع إسرائيل يأخذ أشكالا مختلفة، إذ أن قطر تأخذ دورين، فعلى المستوى الإعلامي نجد أن قناة الجزيرة دائما توضح ذلك الجانب المشرق من الدفاع على القضايا العربية والقضية الفلسطينية المركزية، ولكن هذا لا يمنع أن هناك تقاربا إسرائيليا قطريا حتى بالنسبة للقضية الفلسطينية، دون أن تكون هناك صياغة لمواقف رسمية، لأن قطر لا تريد أن تحسب عليها في الفترة الحالية، خاصة أن محور قطر الآن يتقارب أكثر مع إيران، ويتعاطى مع كل الدول الكبرى، حيث أن القاعدة العسكرية الضخمة السيلية الموجودة في الخليج تتواجد في قطر، معنى أن قطر تتعامل مع كل القوى الإقليمية والدولية، ولم لا إسرائيل”.
وعن سؤال “آشكاين” حول ما إن كان فتح مكتب اتصال إسرائيلي مؤقت بقطر بالمونديال بمثابة تمهيد لتطبيع كامل للعلاقات، أوضخ لعروسي أن “مثل هذا الإجراء العملي له دلالة واحدة، هو أن قطر في اتجاه ربط علاقات رسمية مع إسرائيل”.
وخلص إلى أن “اختيار التوقيت سيكون حاسما في المسألة، خاصة بعد لقاء جامعة الدول العربية وكل الفشل الذي تحقق فيها، حيث إنها لم تجمع على أي نقطة تتعلق بالقضية الفلسطينية، باستثناء مبادرة 2022 وهي مبادرة ولدت ميتة و لازالت لا تبرح مكانها لأنها تعبر عن واقع ما قبل سنة 2011، والآن تغيرت الأمور، ما يعني أن قطر ستذهب في اتجاه التطبيع، علما أن الجامعة العربية لم تستطع أن تذكر بالاسم الدول التي طبعت بالفعل مع إسرائيل باتفاقات ثنائية، ما يعني أن هذه الخطوة القطرية ستكون مؤشرا على افتتاح مكتب اتصال أو تمثيلية دبلوماسية في القريب العاجل”.