أكد سفير تركيا بالمغرب، عمر فاروق دوجان، أن “نزاع الصحراء مصطنع تماما”، مشيرا في حوار صحافي، إلى أن “عددا من دول المنطقة الحالية كانت تحت سيادة المغرب في حقب ماضية”، فيما رحب السفير التركي بالمغرب، بسياسة اليد الممدودة التي ينتهجها الملك محمد السادس تجاه الجزائر لإيجاد حل للصراع، مستحضرا دور المملكة وثقلها التاريخي في المنطقة، وأن هذا يعزز سيادتها على أقاليمها الصحراوية.
وأعلن السفير التركي بالمغرب عن استثمارات مهمة تعتزم بلاده إنشاءها في الصحراء المغربية، موردا قوله، إن “القطاع الخاص التركي يظل مستقلاً وغير منخرط في القضايا السياسية، بينما يتبنى نهجًا يربح فيه الجميع، لذلك، لا توجد عقبة أمام الإستثمار الخاص التركي في جميع أنحاء التراب المغربي، مؤكدا على أن “سلسلة تركية ستفتح متجرًا في العيون في الصحراء المغربية قريبًا جدًا. نشجع دائما المستثمرين على المشاركة في تعزيز التعاون بين المغرب و تركيا”، وهو ما يجعل التساؤل مشروعا عن أثر هذه الإستثمارات التركية المرتقبة في الصحراء على مواقف دول أخرى بالمنطقة من هذا الملف.
في هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محد الخامس بالرباط، عبد النبي صبري، أنه “يمكن استحضار عدة عناصر، منها أنه سبق للوزير الأول الفرنسي قبل أسابيع أن صرح وقال: أصبح ثلاثة فاعلين في السوق الإفريقية وهي الصين و تركيا والمغرب، وقال إن المغرب الذي كان شريكا لنا أضحى منافسا لنا في إفريقيا”.
وأوضح صبري أن “تركيا اليوم هي الآن من الدول الفاعلة على الصعيد الإفريقي، وهي تعتبر السوق المغربية سوق واعدة للتمركز في القارة الإفريقية لمجموعة من الروابط المشتركة بين البلدين، ولعل أهمها، الدبلوماسية الروحية في هذا المجال”.
وشدد صبري، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “إعلان تركيا عن طريق سفيرها لافتتاح مراكز تجارية في جنوب المملكة المغربية، يجسد قرب افتتاح قنصلية تركية هناك، لأن الجيل الجديد من القنصليات يعبر عن مصالح الدول”.
وتابع أن “تركيا تريد أن تكون حاضرة هناك داخل هذا المجال، من خلال سلسلة المتاجر، وهذه المتاجر كشركات متعددة الجنسية تكون أذرعا اقتصادية للدولة للحضور في بعض الأماكن في العالم، ولا يمكن اختيار هذه الأماكن إلا بعناية ودراسة”.
وعن سؤال “آشكاين” عما إن كان ذلك سيؤثر على مواقف دول أخرى، أكد صبري على أن “الأمر سيكون من باب المنافسة، أي أنه إذا أرادت دول أخرى أن تقوم بالمنافسة، ففي ذلك فليتنافس المتنافسون، أما إن أرادت دول أخرى أن تدخل في ثقافة المساومة والتنصل من الإلتزام وثقافة الإبتزاز، فهذا أمر لم يعد مطروحا في علاقة المغرب مع دول أخرى”.
وخلص محدثنا إلى أن “المغرب اليوم أدرك أن علاقات تعاونه مع دول أخرى يجب أن تكون واضحة انطلاقا من مبدأ رابح رابح، ومن احترام سيادة الدولة على ترابها، وتركيا تؤكد هذا المسار من أجل أن تمارس ما بعد الإعتراف والنتائج المترتبة عنه، من خلال ممارسة الأنشطة التجارية أو القنصلية في هذه المنطقة”.