لماذا وإلى أين ؟

أسْباب غياب الملك محمد السادس عن “قِــمة” افتتاح مونديال قطر

تحول افتتاح كأس العالم 2022 المنظم بدولة قطر إلى قمة سياسية حضرها عدد من قادة الدول، من قبيل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي و الرئيس الفلسطيني محمود عباس و الرئيس الجزائري بعد المجيد تبون و نائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد و ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، إلى جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان و الرئيس السنغالي ماكي سال و الرئيس الرواندي بول كاغامي.

وخلال هذا الحدث، التقى هؤلاء الزعماء فيما بينهم من خلال دردشات جانبية أضفت الطابع السياسي على قمة كروية عالمية، ما حول افتتاح كأس العالم بدولة قطر إلى قمة سياسية بامتياز، في الوقت الذي ما تزال تطرح فيه أسئلة حول عدم حضور الملك محمد السادس إلى هذا الحدث المقام لأول مرة في دولة عربية.

تفاعلا مع ذلك، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن حضور الرئيس التركي و ولي عهد السعودية هو أمر طبيعي لعدة اعتبارات، مضيفا أن الأمر غير الطبيعي هو حضور الرئيس الجزائري الذي يحاول فك الحصار و العزلة السياسية على بلاده عبر محاولة إعطاء انطباع أن الجزائر حاضرة في كل مكان و مجال.

وقال الشيات في تصريح لـ”آشكاين”، إن خطيئة تبون تتمثل في أنه عندما يتحرك على المستوى الإقليمي أو العربي أو الدولي، فإنه يتحرك ليس لمصلحة الجزائر و إنما لمعاكسة مصالح المغرب، مشيرا إلى أن هذا الأمر يقض مضجع عدد من السياسيين في دول مختلفة حيث لا يجدون في كلمات المسؤولين الجزائريين إلا جوانب تصبو لضرب مصالح المغرب.

خالد الشيات ـــ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية

وفي ما يتعلق بعدم حضور الملك محمد السادس، رد أستاذ العلاقات الدولية بأن المملكة تعاملت مع مسألة افتتاح كأس العالم بقطر بمنطق، حيث أن تمثيلية الدول تكون بمستويات أخرى من المسؤولين وليس رئيس الدولة فقط، و بالتالي فالمغرب سيكون ممثلا بمستوى معين من الممثلين.

و بحسب المتحدث، فتسجيل الحضور من خلال مستوى تمثيلية أعلى يكون وفق مصالح و مشاورات مع المنظمين ويتم الإتفاق فيه على أجندة و برنامج و موضوع مشترك و أشياء قابلة للتنفيذ، وليس الذهاب من أجل الحديث و إعطاء انطباع بعدم وجود عزلة سياسية، وهو الأمر الذي سقط فيه النظام الجزائري، بحيث إن تحرك رئيس هذه الأخيرة دليل على وجود عزلة سياسية لبلده.

وخلص الشيات إلى الـتأكيد على أن المغرب ليس في وضعية عزلة و أن الملك محمد السادس ليس في حاجة لمثل هذه المناسبات من أجل الحديث إلى أمير قطر أو ولي عهد السعودي و الرئيس التركي أو غيرهم، بل لديه دبلوماسية واعية و تصورات و قضايا واقعية و عملية يطرحها في وقتها المناسب، وفق تعبير المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x