لماذا وإلى أين ؟

على هامش أحداث بروكسل .. عندما تنعدم الأخلاق ويسمو العبث والفوضى

الشرادي محمد ــ بروكسل

بادئ ذي بدء لا يسعني إلا أن أرفع القبعة إحتراما لمنتخبنا الوطني المغربي لكرة القدم الذي حقق إنتصاراً تاريخيا على المنتخب البلجيكي بهدفين لصفر،هذا الإنجاز التاريخي المهم الذي كان سببا في إدخال البهجة و الفرحة العارمة إلى بيوت المغاربة قاطبة،سواء المقيمين منهم ببلدنا الأم المغرب،أو المتواجدين بديار الغربة،الذين ما فتئوا يعبرون عن إستعدادهم و تجندهم للدفاع عن بلدهم الأم في مجموعة من الميادين،كلما أتيحت لهم الفرصة بطبيعة الحال،حيث لنا في تركيبة المنتخب الوطني المغربي الحالية خير دليل ساطع على صحة ما نقوله.

فوز المنتخب الوطني المغربي كما ذكرت سابقا فرح له الجميع صغارا و كبارا، شيوخا و كهولا،نساء و رجال، شباب و شابات، من جميع أطياف المغرب العميق، حيث إحتفل بهذا الإنجاز التاريخي، الصحراوي والريفي والجبلي والعبدي والسوسي….، كلهم إلتفوا حول راية واحدة و علم واحد لونه أحمر تتوسطه نجمة خماسية باللون الأخضر، وكلهم رددوا بصوت واحد النشيد الوطني المغربي.

لكن أحداث العنف والشغب الهمجية التي عاشتها العاصمة البلجيكية بروكسل مساء يوم الأحد 27 نوفمبر 2022 مباشرة بعد نهاية المقابلة، والتي طالت مجموعة من الممتلكات العامة والخاصة، تجعلنا نتساؤل أين يكمن الخلل في أسباب ما حصل من تخريب للواجهات و المرافق، و الإعتداء على المواطنين و ممتلكاتهم؟

هل “أبطال” هذه الأعمال الإجرامية الطائشة مسخرون من جهة ما لتعكير صفو أجواء الفرحة و السرور التي عبر عنها أفراد الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا؟
هل التفكك الأُسَري و تعاطي المخدرات و المنشطات و المشروبات الكحولية و إنخفاض الوعي لمفهوم الروح الرياضية سبب في ما حصل؟

أسئلة كثيرة تراودني لا يسع المجال لطرحها، لكن علينا أن نقوم بنقد ذاتي لأنفسنا و تكون لنا الشجاعة الكافية و لو لمرة واحدة، لنكف عن إلقاء اللوم ورمي الكرة في مرمى الأخر، و ذلك بترديد الأسطوانات المشروخة التي أكل عليها الدهر و شرب مثلا: “المؤسسات و الدولة لم تقم بشيئ للمهاجرين”، المسؤولين غير مبالين بنا، نعاني من العنصرية و الإقصاء، و غيرها من المبررات التي علينا أن نقطع معها قطيعة نهائية و نكشر على سواعدنا، لنكون مواطنين صالحين في المجتمع، نساهم في تنمية وتقدم بلد الإقامة بلجيكا التي قدمت الشيئ الكثير للجالية المسلمة بصفة عامة والجالية المغربية بصفة خاصة، وذلك بإحترامنا لعقيدة وثقافة الأخر، وعدم التعرض لها بالإستفزاز أو التهكم أو الإستهزاء، وإحترام حرية الرأي وحرية النقد، والعمل على المساهمة في تشجيع لغة الحوار والتسامح ونشر ثقافة التعايش المشترك بين جميع مكونات وفصائل المجتمع.

الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

8 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Moha
المعلق(ة)
29 نوفمبر 2022 19:52

مثل هكذا تصرفات هي هدية على طبق من ذهب لليمين الاوروبي ، فشكرا للاغبياء على دعم اليمين الراديكالي .
عاش اليمين الاوروبي وليسقط اليسار المخصي.

Omar
المعلق(ة)
29 نوفمبر 2022 13:34

أشجب من كل اعماقي مثل هذه الافعال في اي زمان و مكان و من طرف كائن كان….لكن السؤال المطروح هو لماذا نربط افعال بعض الاشخاص بأصولهم التي قد تعود الى الجيل الرابع…أليسوا منتجا خالصا للدول التي يعيشون فيها بمنضوماتها التربوية و الاجتماعية و المجتمعية ككل …اذا صلح احدهم فهو منهم و اذا فسد فهو قادم من بلاد كذا …لا يا سيدي هو ابن البلد الذي ولد فيه هو و آباؤه و اجداده او ربما هو ابن زواج مختلط ….اليس السؤال الصحيح هو لماذا يشعر جزء من الشعوب الاوروبية بالغربة في احضان المجتمعات التي يعيشون بينها ؟؟؟؟؟

احمد
المعلق(ة)
29 نوفمبر 2022 12:42

لماذا نحمل كل ما حصل للجالية ونجلد انفسنا ونطعن في هويتنا واصلنا وتربيتنا، في حين ان تربية هؤلاء المشاغبين هي اروبية، ولا يوجد بينهم إلا عدد قليل من حديتي الهجرة، تم إن بعضا مما حصل مسؤول عليه عمدة بركسول نفسه، لانه لم يحدث في مدن اخرى ببلجيكا والسبب هو انهذا العمدة دون غيره منع المتعاطفين مع المغرب من الفرح بالانتصار في الشارع العام بعد ان انطلقت السيارات والمسيرات بشكل عاد وحظاري، فامر الشرطة بمنع دلك، واعطى اوامر يتوقيف الحافلات وكل وسائل النقل العمومي ليمنع هذه الفرحة فتسبب في استفزاز المغاربة والعرب، ادت الى ردود فعل عن هذه العنصرية المقيتة التي لا ترضى بتفوق من لا يشاطرونهم قيمهم الدينية والثقافية. ولو في الرياضة.

تك فريد
المعلق(ة)
29 نوفمبر 2022 11:21

هذا دليل بان الجينات تلعب دور كبير في تصرفات الانسان . انهم من الجيل الثالث والرابع ببلجيكا ومع ذلك كانوا يشجعون فريق بلد اجدادهم واربعة لاعبين بالمنتخب المغربي ولدوا ببلجيكا وكبروا وترعرعوا ببلجيكا وفضلوا اللعب بمنتخب بلد اجدادهم !!! انها الجينات يا اخوان والشعب الذي حصل دليل على ان المشاغبين يعانون من العنصرية والدونية ببلجيكا فاعمال الشغب تدل على ان هولاء ارادوا ان يثبتوا للبلجيكيين بانهم قادرين على ان يتفوقوا في كل الميادين وهم ليسوا عالة على بلجيكا وليسوا مواطنين من الدرجة الاخيرة كما تصنفهم بلجيكا وفخورون ببلد اجدادهم ومستعدون للرجوع الى بلد اجدادهم اذا اتيحت لهم الفرصة.

لحسن
المعلق(ة)
29 نوفمبر 2022 09:58

ثمة جمعيات كثيرة تتعيش على حساب الهجرة والمهاجرين ، وثمة كثير اشخاص يقدمون انفسهم فاعلين في صفوفهم بل واحيانا اعرف العارفين بشؤونهم والافدح احيانا ناطقين باسمهم ,,لكن كذا وقائع تفضح عورتهم : انعدام اي تاطير ، مما يقوي الصورة السلبية للهجرة والمهاجرين في اعين الآخرين ويمنح مشروعية لخطابات الكراهية والنزعات العنصرية . قديما قال المغاربة :”نهار لحقت عليك آوجهي ,,,لقيتك قمشوك المشاش” ,,وهذا ما كان

Moh
المعلق(ة)
29 نوفمبر 2022 09:34

السبب الوحيد الظاهر والمزمن هو تخلفنا و”شقلبة “كل مفاهيم التعبير عن الفرح والسعادة لنعود بها الى عصور الهمجية والانحطاط .في نظري ولو كنت مهاجرا هناك لتفاديت حتى مجرد الحديث مع بلجيكي عن المباراة احتراما لمشاعره كانسان اولا وكمواطن ببلد مضيف لي يمتعني بحقوقي ويحترمها.اللعب لعب والجد جد .

حسن
المعلق(ة)
29 نوفمبر 2022 08:06

كل الإدانة والاحتقار للمتسببين في الفوضى وأعمال العنف

محمد أيوب
المعلق(ة)
29 نوفمبر 2022 07:43

الأمر كذلك:
انه انعدام الأخلاق وسيادة الفوضى بين كل هؤلاء الذين نزلوا للشارع في بروكسيل لا للتعبير عن الفرحة بالانتصاب بل قصد التكسير والتدبير والتهشيم والتخريب…أغلب هؤلاء مولودون في بلجيكا ويحملون جنسيتها،وأغلبهم أيضا من الجيل الثالث او الرابع،اي ان أباءهم ولدوا هناك وربما اجدادهم وآباء اجدادهم…ثم قد تجد العديد منهم لم يسبق له زيارة المغرب قط،كما ان الكثيرين منهم لا ينطق لا بالدارجة ولا بأية لهجة مغربية أخرى كالريفية. او السوسية او شلحة الاطلس، اي أنه لا ينطق باللغة الأمازيغية ولا يعرف العربية الفصحى…لا يهمني ما قد يعانيه هؤلاء،ما اعلمه هو أنهم ولدوا ويعيشون في دولة أوروبية لها مكانتها داخل الاتحاد الاوروبي بل هي عاصمته،وبالتالي فهم يتمتعون بجميع حقوقهم الدستورية هناك والتي لا يتمتع بها المغاربة في بلدهم مثل الحق في التعليم والصحة والشغل والسكن…الخ…وجواز سفرهم يخول لهم التنقل داخل جميع دول الاتحاد الاوروبي بدون تأشيرة ناهيك عن خدمات وامتيازات عديدة لا تتوفر عندنا نحن المغاربة في بلدنا…ان ما قام به هؤلاء هو تعبير عن سوء اخلاق وفقدان الوعي وانعدام للتربية… لا تهمني اسباب تصرفهم وسلوكهم،ذلك أنني اعتبرها خروجها عن القانون لا أقل ولا اكثر،وبالتالي فهي تستوجب المحاسبة…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

8
0
أضف تعليقكx
()
x