لماذا وإلى أين ؟

ماذا يقصدُ الملك بـ”التصدي لمُحاولات الترامي غير المشروع على الموروث الثقافي و الحضاري للدول الأخرى”؟

أعلن الملك محمد السادس، يوم أمس الاثنين 28 نونبر الجاري بالرباط، عن إحداث مركز وطني للتراث الثقافي غير المادي، مهمته تثمين المكتسبات المحققة في هذا المجال، وذلك خلال رسالة قرأها الأمين العام للحكومة محمد حجوي على مسامع المشاركين في أشغال الدورة الـ17 للجنة الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونيسكو.

وأوضحت الرسالة الملكية أن هذا “المركز سيقوم بمواصلة عمليات الجرد المنهجي للتراث الوطني في مختلف مناطق المملكة، وإنجاز قاعدة بيانات وطنية خاصة بذلك، وتنظيم تكوينات علمية وأكاديمية لتقوية قدرات الممارسين لتنفيذ تدابير الصون، وتربية الناشئة والتعريف بأهمية التراث الثقافي، بالإضافة إلى تتبع نجاعة الآليات المعتمدة للحفاظ على العناصر المغربية المدرجة على قوائم التراث العالمي، وكذا إعداد ملفات الترشيحات الخاصة ببلدنا”.

فمنذ دخول اتفاقية التراث العالمي غير المادي حيز التنفيذ، يؤكد الملك، “أصبح هذا الهدف يشكل تحديا هاما في مجال العلاقات الدولية، يستوجب التصدي لمحاولات الترامي غير المشروع على الموروث الثقافي والحضاري للدول الأخرى”.

الإعلان عن إحداث هذا المركز، جعل الإعلام الجزائري يخرج من قوقعته، ويعتبر الأمر استهدافا لهم، خصوصا وأنه في كثير من الأحيان تطفو على السطح نقاشات حول أصل عدد من الموروثات الثقافية المغربية، والتي ينسبها إعلامهم إلى الجزائر، مثل: القفطان والكسكس وغيرها من التراث آخرها الزليج المغربي الذي اعتبروه جزائريا 100 في المائة بعدما قامت شركة “أديداس” بتصميم قميص المنتخب الجزائري من فسيفساء الزليج المغربي، قبل أن تخرج في بيان لتوضح أن الأمر تمت تسويته مع وزارة الثقافة المغربية بعد احتجاج الأخيرة.

وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي، محمد شقير، إن الإعلان الملكي عن إحداث المركز الوطني للتراث غير المادي لا يمكن اعتباره رد فعل على واقعة معينة، كما أن المسألة ليست وليدة اللحظة، وإنما هو منظور ملكي استراتيجي، بحسب تعبيره.

وأوضح شقير في تصريح لـ “آشكاين” أن الملك طالما ركز في خطابات سابقة على التراث الثقافي غير المادي، ودعا إلى ضرورة تقييمه، مبرزا أن الرسالة الملكية المتضمنة لإحداث المركز جاءت تزامنا مع تواجد المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، أودري أزولاي، حيث كانت مناسبة للتركيز من جديد على المسألة وتجسيدها في قالب مركز وطني.

وشدد المتحدث على أن الملك يعطي أهمية كبرى واستراتيجية لتحديد الثروة الوطنية غير المادية، بالنظر إلى توفر المملكة على تراث ثقافي غير مادي غني، يمكن توظيفه من خلال المركز المزمع إحداثه، والذي سيدشنه ويشرف عليه الملك شخصيا.

وبخصوص اعتبار الجزائر أن إحداث المركز الوطني للتراث الثقافي غير المادي استهداف لها، يعتبر شقير أن الأمر يعكس تخوفات الجارة الشرقية من الغنى التي تزخر به المملكة والذي تعمل على تجسيده وتوظيفه من خلال هذا المركز، في حين أنها تفتقد لمؤهلات المغرب.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x