لماذا وإلى أين ؟

المحطة الطــرقية الجديدة للرباط تُغْــضِبُ الأمازيغيين

محمد الطالبي
نددت فعاليات جمعوية بغياب الأمازيغية في اللوحات واليافطات وعلامات التشوير الخاصة بالمحطة الطرقية الجديدة بالرباط، التي أشرفت على تشييدها ولاية الرباط بشراكة مع المجلس الجماعي و وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك.

واعتبرت فعالياتٌ أمازيغية، في بلاغ حصلت “آشكاين” على نسخة منه، أن ما أقدمت عليه المؤسسات الثلاث الشريكة في إنشاء المحطة الطرقية الجديدة بالرباط يعدّ خرقا سافرا للدستور وللقانون التنظيمي رقم 16-26 المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، والذي صدر في الجريدة الرسمية منذ فاتح أكتوبر 2019، أي قبل الشروع في إنجاز اللوحات واليافطات وعلامات التشوير المتعلقة بالمشروع.

ووصفت الفعاليات الأمازيغية ما حصل، بأنه “استهتار بالتزامات الدولة المغربية وبالخطب الملكية وبمذكرة رئيس الحكومة التي دعت جميع مرافق الدولة إلى اعتماد اللغة الأمازيغية في عملها تطبيقا للقانون”.

وأكد المصدر ذاته، أن ما حصل “لا ينبغي أن يمرّ بدون محاسبة”، باعتبار أن “خرق قوانين الدولة من طرف مؤسسات عمومية يعتبر مسا بهيبة الدولة ومصداقيتها، وهو ما تقوم به العديد من المؤسسات التي تتعامل مع رسمية الأمازيغية بتجاهل تام و إنكار وعناد غريب”.

وأوضحت أن ما أقدمت عليه المؤسسات الشريكة في بناء المحطة يُعَـــدُّ هدرا سافرا للمال العام، ما دامت الدولة ملزمة بتدارك هذا الخطأ وإعادة كتابة جميع اللوحات واليافطات من جديد وفق ما ينص عليه القانون التنظيمي المشار إليه في مادته 27 ضمن الباب السابع المتعلق بإدماج الأمازيغية في الفضاءات العمومية.

وبينت أن المادة 27 تؤكد على استعمال اللغة الأمازيغية، إلى جانب اللغة العربية في اللوحات وعلامات التشوير المثبتة على الواجهات وداخل مقرات الإدارات والمرافق العمومية والمؤسسات والمنشآت العمومية والمجالس والهيئات الدستورية والمجالس والهيئات المنتخبة.

وأشارت المادة كذلك للوحات وعلامات التشوير المثبتة على الواجهات وداخل مقرات السّفارات والقنصليات المغربية بالخارج وكذا المرافق والإدارات التابعة لها، وكذا لوحات وعلامات التشوير المثبتة في الطرق والمحطات الطرقية والمطارات والموانئ والفضاءات العمومية.

ودعت الفعاليات الأمازيغية، رئيس الحكومة إلى العمل على تدارك هذا الخطأ، الذي وصفته بأنه خطأ “فادح واجراء لامسؤول”، مؤكدة على ضرورة “إعادة كتابة اللوحات وعلامات التشوير بالمحطة الطرقية وما جاورها من الطرق المفضية إليها، باللغتين الرسميتين كما ينصّ على ذلك القانون”.

وشددت على أنه إن لم تقم  الجهات المسؤولة بتدارك هذا الخرق السّافر للقَانون وللدستور، فإن الجمعيات والتّنسيقيات الأمازيغية عازمة على مقاضاة المؤسسات الشّريكة في بناء المحطة الطرقية الجديدة بالرباط، تفعيلا للمبدأ الدستوري الذي ينص على ربط المسؤولية بالمحاسبة.

يذكر أن هذا البلاغ وقعته كل من كونفدرالية الجمعيات الأمازيغية بشمال المغرب، وتنسيقية الجمعيات الأمازيغية بالجنوب “تامونت ن إفوس”، إضافة إلى جمعية الجامعة الصيفية، وكذلك المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات.

وكان الملك محمد السادس، قد دشن المَحطة الطّرقية الجديدة للرباط، التي أنجزت على مقربة من المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، وهي مصممة وفق هندسة معمارية حديثة تتيح تثمين الفضاءات، من أجل تدبير سلس لحركة المسافرين، حيث تم تزويدها بتجهيزات تستجيب للمعايير الدولية المعمول بها في مجال الأمن والسلامة وجودة الخدمات.

و المحطة الجديدة التي خصص لها وعاء عقاري تفوق مساحته 8 هكتارات، بمساحة مغطاة قدرها 21 ألف و617 متر مربع، والتي ترتبط مباشرة بالطريق السّيار الرباط -الدار البيضاء، تشمل أيضا 46 رصيفا لحافلات نقل المسافرين، ومرآبا لوقوف السيارات لمدة قصيرة (24 مكان)، وآخر للركن لمدة أطول (20 مكان)، فضلا عن فضاءات للإطعام والإنتظار، وقد شرعت المحطة في العمل رسميا أمس الخميس فاتح دجنبر الجاري.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

10 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
أحمد
المعلق(ة)
3 ديسمبر 2022 17:18

هؤلاء مفتنون، نحن كلنا مغاربة إخوة في الله و الحمد لله، و اللغة العربية لغة أهل الجنة و هي لغة القرآن الكريم الذي تكلم به الله جل و علا سبحانه و يا له من تشريف لهذه اللغة و لمن يتكلم بها و هو مؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله عليهم الصلاة و السلام.

إبن محمد
المعلق(ة)
الرد على  مريمرين
3 ديسمبر 2022 14:43

أستسمح من الجميع ولكن هذا الموضوع يتككر بشكل دائم وبات يألمني ،كما لا يخلو من الإتهامات والنقذ الفاشل ،نحن بالمغرب كلنا برابرة وأنا أنحدر من الاطلس المتوسط ولا أعلم عنها شيء ،وهذا لا يعني ليس لي غيرة عليها ،جاء ديننا الحنيف باللغة العربية الفصحى وشرفها الله بكتابه المقدس ،وبالطبع نحن مسلمين فهذا يكفي ولا داعي لزرع العنصرية بدون سبب.
كل إنسان يرى عقله أو تفكيره افضل من غيره ولا يعترف بأن غيره يفكر افضل منه، فيعتبر أن النصيحة حين تقدم له فيها انتقاص من عقله وقدرته على التفكير السليم أو اتخاذ القرار الراجح.. ولأن كل إنسان يرى نفسه هو الأفضل من حيث العقل فلا يسهل عليه أن يتقبل النصيحة من الآخرين، إضافة إلى أن الذي يقدم النصيحة اليوم يفتقر إلى القدرة على الإقناع أو إلى استخدام الأسلوب الصحيح الأمثل في تقديم النصيحة من دون فرد عضلات تفيد الغرور والتعالي وابراز الذات على الآخرين.. ولهذا كان أهل الزمن الماضي يبحثون عن كبار السن واهل الخبرة واصحاب المعرفة لاخذ نصيحتهم ووضعها موضع التنفيذ لانهم كانوا يحسنون تقديم النصيحة الصادقة والحقيقية مع النقد البناء.

مواطن
المعلق(ة)
3 ديسمبر 2022 01:56

قهرتونا بهاذ تفيناق من الفريقين. والعلاقة لها لالامازيغية. ومن يقرأ هذه الحروف لا أحد إلا بعض المتعصبين .وكتبوا لينا بااشنوية العبرية في اطار السياحة

جواد
المعلق(ة)
2 ديسمبر 2022 22:50

يا اخي انا امازيغي ابا عن جد، لا اعرف حتى الامازيغية بحروفها.
يكفينا لغة القرأن حداري من التفرقة للان بعض الجهات يستغلون الوضع للفتنة، نحن نعتز بأمزيغ و بديننا وبنبينا العربي ‘

المقري
المعلق(ة)
الرد على  Jazoyli
2 ديسمبر 2022 19:03

وهل يقرأها احد؟

salim
المعلق(ة)
2 ديسمبر 2022 19:01

ما كاينش 0،001% كايقرا التيفيناغ و مصدعين لينا راسنا بها .

Mohamed
المعلق(ة)
2 ديسمبر 2022 16:29

الىjazoyli
نحن امازيغ نفتخر بلغتنا و حضارتنا صحيح فينا ناطقون بالعربية و هذا ليس مبررا ليستغله بعض القوميين العرب و الاسلاميين لطمس هويتنا

مريمرين
المعلق(ة)
2 ديسمبر 2022 13:45

.. الأمازيغية لغة مواطنين مغاربة .. الفرنسية لغة المستعمر ، صانع الفتن و الأزمات

Moh
المعلق(ة)
2 ديسمبر 2022 10:10

انا سوسي ولا اقرأ تلك الحروف واتحدث السوسية بمختلف تلاوينها لان ختى السوسية تختلف من قبيلة لاخرى في بعض التسميات الخ الخ ووالناس النشطين ضمن الحركة الامازيغية المس منهم قدرا من العنصرية والتعصب المقيتين.اقول لهؤلاء لا احد يحتاج الى ارشادات بتلك الحروف في بلدنا الكل يقرأ العربية والحروف اللاتينية وبعضهم الصينية .ههه.في الحقيقة تجب المطالبة بالحروف الصينية علة تلك اللوحات تشجيعا للسياحة ههه.هذا من جهة.اما من ناحية جودة هذه المحطة فحسب وصفكم انها تعجبني وتمنيت دائما ان تطور هذه المراكز الفوضوية التي لا تحفظ لا امن ولا كرامة المواطن فما بالك بحفظ سمعة بلدنا كبلد سياحي كما تروج الحكومات لذالك في خطاباتها الهلامية ..نعم ان كانت محطة الرباط بالمواصفات ابتي تقطع مع نمط المحطات المتخلف فحبذا لو يعمم النموذج على كامل التراب الوطني والاهم هو سن قوانين داخلية صارمة للحد من كل الممارسات والفوضى التي تشهدها المحطات الحالية.شخصيا لا استقل الحافلة من هذه المحطات الا مضطرا..مشاهد مقرفة ازعاج انعدام الاحساس بالامان لكثرة النصابين واللصوص والمتسولين والباعة المتجولين الخ الخ من مظاهر التخلف التي لا نرضى ان تسم بلادنا

Jazoyli
المعلق(ة)
2 ديسمبر 2022 09:27

Est ce que les berbères connaissent ces gribouille produite par les laboratoires linguistiques français pour compléter le dahir berbère colonial pour scinder le peuple marocain

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

10
0
أضف تعليقكx
()
x