لماذا وإلى أين ؟

تأميمُ إيطاليا مِصفاةً روسية لتأمين حاجياتها الطاقية يُــحْرِجُ الحكومة المغربية

في الوقت الذي تسارع فيه الدول إلى تأمين حاجياتها من المخزون الطاقي، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية التي تسببت في ارتفاع الطلب على النفط مقابل دعوات حظر استيراده من روسيا، كإجراء عقابي لها، لا يزال المغرب غير آبه بالسياق الدولي المحيط به، رغم امتلاكه لمصفاة شركة “سامير” التي من شأنها تخفيف الضغط على تقلبات أسعار المحروقات في المغرب وكذا تأمين مخزونه الطاقي.

مناسبة الحديث، أن حكومة إيطاليا، بحسب وسائل إعلام دولية، عملت رسميا أمس الخميس فاتح دجنبر على إخضاع أكبر مصفاة بأوروبا، ISAB المملوكة للشركة الروسية “لوك إيل” إلى إدارة مؤقتة للدولة، لتجنب إغلاقها وضمان استمرار إمدادات الطاقة الوطنية، سيما أنها معرضة لخطر الاضطرار إلى إيقاف الإنتاج بسبب دخول حظر استيراد النفط الخام الروسي، من قبل الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ، بتاريخ 5 دجنبر المقبل.

وستستمر الحكومة الإيطالية في تأميم المصفاة الروسية المتواجدة في جزيرة صقلية لمدة أقصاها 12 شهراً، وذلك بالنظر أيضا إلى تأثيرات إغلاقها على العمالة والنمو في المنطقة، بحيث تمثل ISAB نحو 22% من إجمالي طاقة التكرير في إيطاليا، وإنتاجها يبلغ 10.6 مليون طن سنويًا، أي 13% من إجمالي البلاد وتوفر حوالي 20٪ من الاحتياجات الوطنية، قبل أن تضرب جائحة جائحة كوفيد-19 الطلب على الطاقة في البلاد.

في حين أن المغرب الذي يمتلك مصفاة تحت إدارته، متوقفة منذ 7 سنوات، رغم تجدد المطالبات بإعادة تشغيلها لتجنيب المغرب تقلبات أسعار الوقود وتحجيم التضخم، تؤكد حكومته في شخص وزيرة الانتقال الطاقي ليلى بنعلي أن البلاد ليست محتاجة لمصفاة قبل أن تعود وتستدرك بالقول إن وزارتها بصدد دراسة سيناريوهات لتقديم حلول للمنشأة تراعي مصالح الدولة والعاملين وسكان مدينة المحمدية التي تحتضنها.

وكان الكاتب العام للنقابة الوطنية لصناعات البترول والغاز التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل و منسق جبهة إنقاذ ”سامير”؛ الحسين اليماني، قد قد أوضح في تصريح لـ “آشكاين” أن مصفاة سامير من بين المصافي الأكثر مردودية في العالم بحسب “مؤشر تعقيد نيلسون”، (وهو مؤشر لقياس مدى مردودية المصفاة )، حيث وصل 7.4.

وأقصى سلم في العالم، يردف اليماني، يصل 9.38 بأمريكا الشمالية تليه أوروبا الغربية بسلم 6.80، فيما مؤشر دول الشرق الأوسط لا يتعدى 4.8، بحسبه. وبخصوص الطاقة التكريرية للمصفاة، يردف المتحدث، فإن سامير كانت تنتج 150 ألف برميل يومي و تعتبر من المتوسطة إلى كبيرة الحجم على المستوى الدولي.

وكان منسق جبهة سامير قد أكد أن البترول  إذا كان يباع بثمن غالٍ، فإن المغرب يشتريه أغلى مرتين من ثمنه، في ظل غياب مصفاة سامير التي توقفت عن العمل منذ 7 سنوات، كما أنها كانت تساهم بشكل كبير في تخفيض أسعار المحروقات بفضل شرائها المواد الخام وتكريرها بنفسها.

 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مريمرين
المعلق(ة)
3 ديسمبر 2022 04:59

حكومة إطاليا تفكر في البلاد والعباد ، و حكومة المغرب تعكر أجواء البلاد و العباد .

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x