اعتقلت الشرطة البيروفية، يوم الأربعاء المنصرم، الرئيس بيذرو كاستييو، بعد أن قرر حل الكونغرس و إعلان حالة الطوارئ. في الوقت الذي وافقت فيه الجلسة العامة للكونغرس البيروفي بالأغلبية على إقالة كاستييو على خلفية قضايا تتعلق بالفساد.
وحيث إن البيرو اعترفت بجبهة البوليساريو كدولة بعد تولي اليسار الجديد الرئاسة ممثلا في بيذرو كاستيلو، تطرح تساؤلات حول إمكانية تأثير إعتقاله من طرف الشرطة على التوازنات السياسية في ملف الصحراء بالبيرو بشكل خاص وأمريكا اللاتينية بشكل عام؟
في هذا الإطار، يرى الخبير في العلاقات الدولية وأستاذ العلوم السياسية عميد كلية الحقوق بتطوان، محمد العمراني بوخبزة، أن حدث اعتقال كاستيلو لا يمكن اعتباره حدثا عاديا، بالنظر إلى أن المغرب بذل مجهودات كبيرة في السنوات الأخيرة من أجل تطوير علاقاته الدبلوماسية مع دول أمريكا اللاتينية، باعتبار أنها كانت قلاعا للأطراف المناوئة للوحدة الترابية، مضيفا أن تحرك المغرب جاء بعد التحولات التي عرفها عدد من دول أمريكا اللاتينية نحو الإختيار الديمقراطي.
ووفق بوخبزة الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، فإن تحرك المغرب أفضى إلى مجموعة من النتائج الإيجابية، من قبيل سحب البيرو اعترافها بالبوليساريو، مردفا أنه بالنظر إلى أن حداثة هذه الدول مع النظام الديمقراطي الذي يتميز بوجود ما يصطلح عليه “المواقف الثابتة”، وعدم قدرتها على إقامة آليات في التعاطي مع القضايا الكبرى التي تهم الشأنين الداخلي والخارجي، أعادت الإعتراف بالكيان المشار إليه.
وأوضح الخبير في العلاقات الدولية، أن دولة البيرو بمجرد انتخاب كاستيلو اتخذت قرارا غير الذي تم الإتفاق بشأنه مع المغرب، وهو موقف يتعارض مع موقف الكونغرس البيروفي، مبرزا أن هذه الواقعة تؤكد أن الرئيس البيروفي تعوزه الكثير من المعطيات والكفاءة اللازمة لتدبير دولته على مستوى مثل هذه الملفات، عكس مكونات الكونغرس التي لها ارتباطات بأحزاب وجماعات.
وخلص المتحدث لـــ جريدة “آشكاين” الرقمية، للإشارة إلى أن أخطاء كاستيلو المتتالية هي التي تسببت في عزله، مبرزا أن الإتجاه الذي ستتخذه دولة البيرو بعد هذا الحدث سيكون جديدا، خاصة أن الأحداث السابقة ستؤثر في التوازنات السياسية وفي مستقبل العلاقات المغربية البيروفية، ومن بين هذه الأحداث؛ كشف المغرب محاولة ابتزازه من طرف الرئيس البيروفي، وهي من بين الأسباب التي أسهمت في الإطاحة به، وفق تعبير المتحدث.