لماذا وإلى أين ؟

”جرائم” المُختلين عقليا.. ضررٌ كبير للسياحة بالمغرب و تهديدٌ حقيقي للأرواح

باتت ظاهرة انتشار المختلين عقليا في شوارع المملكة بأعداد كبيرة، بعد إقدام السلطات على إغلاق ضريح ”بويا عمر” سنة 2015، الذي كان المأوى الوحيد لهذه الفئات التي تعلن أمراضا نفسية وعقلية عويصة.

وتوالت حوادث عديدة، خلال السنوات الأخيرة، يقف وراءها مختلون عقليا، بلغت حد ارتكاب جرائم قتل بعضها كان بطريقة بشعة.

وصارت هذه الظاهرة تشكل ضررا كبيرا سواء للإقتصاد الوطني، بعد سلسلة من الحوادث التي ارتكبها هؤلاء في حق سياح أجانب، تردد صداها في كبريات الصحف العالمية، مثل حالة مقتل سائحة فرنسية بساطور وسط مدينة تزنيت؛ بداية السنة الجارية؛ و قبل أن يتوجه نفس “المختل” إلى ”كورنيش” أكادير ويستهدف سائحة بلجيكية كادت أن تفقد حياتها هي الأخرى. ليتقرر بعد محاكمته إيداعه مستشفى الرازي للأمراض العقلية بسلا.

وفي سياق متصل؛ أقدم مختل عقلي؛ زوال أمس الإثنين 12 دجنبر الجاري، على مهاجمة سائحين فرنسيين، رشقا بالحجارة والعنف غير بعيد عن شاطئ “المرجة الزرقاء” بمولاي بوسلهام.

وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب)، أن السائحة الفرنسية المسنة (حوالي 80 سنة)، توفيت ليلة نفس اليوم متأثرة بإصابتها في الرأس، فيما لا يزال زوجها يرقد في المستشفى.

فيما كشفت السلطات المحلية بالقنيطرة في بيان، أنه جرى توقيف شخص؛ من قبل الدرك الملكي؛ تظهر عليه علامات الخلل العقلي، بسبب اعتدائه جسديا على السائحين المعنيين، دون الحديث عن وفاة.

ولا يقتصر ضرر ”جرائم” واعتداءات ”الحمقى” على السياحة فقط. بل أصبح يشكل تهديدا يوميا لحياة الآلاف من المغاربة، بسبب الإنتشار الكثيف لهؤلاء في عديد المدن المغربية وتزايد عددهم شيئا فشيئا. وإذا كانت الأضواء تسلط على السياح كلما باغتهم مختل عقلي. فإن حوادث قد تقع بشكل يومي يقف وراءها هؤلاء المختلون ضحاياها مغاربة ولا يلتفت إليها أحد، وصارت ظاهرة يجب ”التعايش” معها بشكل من الأشكال.

هذه الآفة التي قد تضر بشكل كبير بصورة المغرب الخارجية وتؤثر على قطاع السياحة الذي يبني بدرجة أولى على توفر الأمن والسلامة، أصبح يلقي بثقله على الدولة وعلى من يهمهم الأمر أن يجد حلا جذريا للظاهرة. كي لا تتكرر ”جرائم” المختلين عقليا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

4 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
محمد أيوب
المعلق(ة)
14 ديسمبر 2022 07:56

الحل:
لن ينفع تشكيل لجنة او عدة لجان لدراسة المشكل،فقد ثبت بالملموس ان مثل هذا الاقتراح يؤخر العلاج بل قد يؤدي الى:”إعدامه”…الحل يا سادة يكمن في الآتي: احداث فضاء شاسع يتضمن مرافق إدارية وقاعات للعلاج وغرف للمبيت وباقي المرافق الاخرى…الخ…هذا الفضاء يمكن أحداثه إقليميا او جهويا يتم تمويله عن طريق مساهمة الدولة والجماعات والمحسنين عبر جمع أموال الزكاة والصدقات وباقي التبرعات من المؤسسات العمومية…هذا الفضاء يكون متوفرا أيضا على الأطر المؤهلة مع تحفيزها بمختلف الحوافز المادية والمعنوية لتقوم بعملها في ظروف مناسبة…في هذا الفضاء يتم توزيع المرضى النفسيين والمختلين عقليا حسب نوعيتهم ودرجة مرضهم وحالتهم مع ترك حجرات مبيتهم مفتوحة على ان يتم الفصل بين هؤلاء المرضى اعتبارا لحالة كل واحد حتى لا يحدث عنف بينهم…اما ما هو موجود حاليا فلم يؤتي بآية نتيجة،وسيظل بعض هؤلاء المرضى يشكلون خطرا على الجميع…

hakimi
المعلق(ة)
14 ديسمبر 2022 00:44

نتمنى لو كان هناك سيارات تجوب الشوارع ليلا لنقل هؤلاء المرضى لمصحات الامراض العقلية. هدا صحيح انهم يعرضون حياة الناس والسياحة للخطر. لدى اسي اخنوش واغنياء المغرب من المال للتبرع على هده المرافق الخيرية.

احمد
المعلق(ة)
13 ديسمبر 2022 23:15

سلطة منعت بويا عمر واطلقت الحمقى في الشوارع، وقد كان بويا عمر في اطار الثقافة الشعبية وسيلة دكية لحماية الناس من الخطر. في غياب خلول بديلة.

وضع حد لانتشار الاشرار
المعلق(ة)
13 ديسمبر 2022 23:09

حينما يتعلق الأمر باجنبي يتحرك الكل : الإعلام ،السلطة وغيرهما،بينما في أغلب الأحيان إذا تعرض مواطن لاعتداء من احمق (الذي مكانه المستشفى النفسي)او لص مسلح بسكين او كلب ،فلانكاد نسمع عن الحادث،ونحن ضد اي حادث يقع لاي احد،وكما يقول المثل: الوقاية خير من العلاج ،فيتعين على الجهات المختصة التحرك لوضع حد لتسلط هؤلاء الاشرار من مجانين او مجرمين اولصوص وكذا الحيوانات الضالة وخاصة الكلاب والخنازير ،ويستحب باستعجال تأليف لجنة مركزية ولجان جهوية واقلبمية يكون هدفها البحث عن اسباب تفشي هذه الظاهرة الخطيرة وكيفية التصدي لها مع اقتراح الحلول الناجعة بتنسيق مع مكتب دراسات عمومي تابع للدولة لاعداد خارطة طريق لكيفية اعداد البنى التحتية لبناء مستشفيات نفسية أو عضوية وتكوين الأطر الطبية العليا والمشاهدة وكذا طرد المهاجرين غير الشرعيين الى بلدانهم الأصلية ،ولايمكن إنتظار هجومات أخرى لان السيل بلغ الزبى،فهلا تحركت الجهات المختصة لوضع حد لهاته الاشكاليات المشينة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x