لماذا وإلى أين ؟

لعروسي يرصُد الأبعاد السياسية لمباراة المغرب وفرنسا في نصف نهائي كأس العالم

يرتقب أن يواجه المنتخب المغربي لكرة القدم نظيره الفرنسي اليوم الأربعاء 14 دجنبر الجاري، في إطار مقابلات نصف نهائي كأس العامل قطر 2022، وهي المباراة التي شدّت أنظار العالم خاصة أنها تعرف حضورا المغرب لأول مرة في تاريخه، ممثلا للمنتخبات العربية والإفريقية لأول مرة.

وأعرب الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون عن نيته الحضور في هذه المباراة التي ستجمع “منتخب الأسود” ضد “الديكة” وهو ما يجعل التساؤلات تتقاطر عن الأبعاد والحمولة السياسية التي يمكن أن تحملها هذه المباراة، خاصة في ظل توتر العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين البلدين.

وفي هذا الصدد، أوضح الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أنه “ليست هناك مواقف رسمية يمكن البناء عليها على أساس أن هناك حمولة سياسية لهذه المقابلة، ولكن الحقيقة أنه قبل المقابلة كان هناك شبه انفتاح علاقات لفرنسا مع المغرب من خلال تعيين سفير جديد، وهناك مؤشرات تقراب فرنسي مغربي، وربما إعادة نظر باريس في موضوع التأشيرات الممنوحة للمغاربة دون الخوض في موضوع الصحراء المغربية، والذي مازالت فرنسا تمكث في المنطقة الرمادية لهذا الملف”.

عصام لعروسي ـــ أستاذ العلاقات الدولية والخبير في العلوم الأمنية وتسوية النزاعات

ويرى لعروسي في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “المقابلة شئنا أم أبينا فإن لها تلك الحمولة السياسية، سواء من ناحية ذلك البعد الكولونيالي الحاضر في أذهان المغاربة وفي ذهنية الفرنسيين كذلك، وهناك شريحة كبيرة وإعلام فرنسي يتعامل مع هذا الحدث ومع المشاركة المغربية بنوع من الاستخفاف والتعالي ومن التنمر، وهذا الجانب يشتغل، من الجهة غير الرسمية، بين البلدين”.

وأكد المتحدث أن “المقابلة ستكون لها تلك الأبعاد الرياضية طبعا، لكن ستكون لها أيضا أبعاد سياسية، على اعتبار أن حضور الرئيس الفرنسي للمقابلة، وإشارته في تغريدة على تويتر إلى دعمه للمنتخب الفرنسي من خلال هذا الحضور”، موردا أن “هذا الدعم يكشف على حساسية المقابلة وأهميتها بالنسبة لفرنسا”.

واستبعد الخبير نفسه أن “يكون لهذه المباراة ذلك البعد الصّراعي لدرجة  التخيل في ذهنية المغاربة أننا نلعب مع عدو أو شيء من هذا القبيل، لكن هناك حساسية وسيكون هناك تناوش، ولو لعب المغرب مع بلد آخر غير فرنسا كانت الأمور ستمر بانسيابية، لكن مع فرنسا فالمقابلة ستعرف أبعادا أخرى وحماسا أكثر للجماهير وللمنتخب الوطني بكل طاقمه”.

وشدد على أن “انتصارات المغرب  في هذا المونديال تبقى رياضية، لكن ما حققه المغرب في هذه المنافسة لا يمكن أن ينكره أحد، إذ لم تستطع بلدان العرب رغم ما لها من إمكانيات ومقدرات أن تحقق هذا، والمغرب حقق ما يسمى برأس المال الرمزي، إذ أن مجموعة من الرموز المغربية أصبحت متداولة في العالم الإفريقي والإسلامي بشكل كبير وفي مختلف أنحاء العالم”.

وخلص إلى أن “المنتخب المغربي سيدخل هذه المقابلة وهو يفكر في هذه المكتسبات وفي كل الآمال والأحلام العريضة للشعوب العربية الإسلامية والإفريقية التي تتغذى من جانب إهمال الغرب ونظرته المتجاوزة بكون أي نجاح مصدره غربي، وسيظل غربيا، حيث تكسرت القاعدة بتواجد المغرب مع فرنسا في نصف النهائي، وهي صدمة للفرنسيين لكونهم لم يألفوا هذا المستوى من التعامل مع مستعمراتهم السابقة، لكن إن شاء الله ستكون الكلمة للمغاربة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x